توقّع مراقبون لقطاع الغاز المسال في آسيا أن ترتفع أسعار الشحن خلال الأشهر القليلة المقبلة، بسبب ارتفاع الطلب خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى في السوق.
ورغم الزيادة المرتقبة، قال تجّار ووسطاء، إن أسعار الشحن لن تبلغ مستويات العام الماضي (2023)، عندما ارتفع السعر لناقلة ذات محرك ثنائي الأشواط إلى 240 ألف دولار في اليوم خلال أغسطس/آب (2023).
وبالفعل، فإن هناك ارتفاعًا للطلب حاليًا على الناقلات في مختلف مناطق القارة الأسيوية، حتى قبل حلول الأشهر الباردة، وفي المقابل، ثمة شح في عدد الناقلات المناسبة، وهو ما أدى لفرض علاوات سعرية.
وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن تقود آسيا الطلب على الغاز المسال عالميًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، حيث ستحرك الصين والهند الشهية لمزيد من عمليات الشراء.
ارتفاع الطلب
ثمة طلب قوي من أستراليا والولايات المتحدة على نقل شحنات الغاز المسال الروسي من المشروعات غير الخاضعة للعقوبات.
وتجري استعلامات عديدة حاليًا بشأن ناقلات الغاز المسال للتحميل خلال المدة بين نهاية سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول في أستراليا وموانٍ في جنوب شرق آسيا.
كما تشهد منطقة الخليج العربي عمليات تأجير للناقلات، وخاصة في راس لفان بقطر، وقلهات في سلطنة عمان؛ وهو ما سيرفع أسعار الشحن.
وتشهد الأسواق -حاليًا- زيادة في الطلب على الناقلات في دول المحيط الهادي لتحميل شحنات بين سبتمبر/أيلول ومطلع أكتوبر/تشرين الأول، خاصة في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، إضافة إلى منطقة الخليج العربي أيضًا، حيث زاد عدد العقود قصيرة المدة للناقلات لتوصيل شحنات إلى شمال آسيا.
وفي شهر أغسطس/آب الجاري (2024)، عانى المستأجرون من شح الناقلات ذات المحرك ثنائي الأشواط في منطقة أسيا المحيط الهادي؛ وهو ما أدى إلى دفعهم علاوة سعرية أكبر.
أسباب ارتفاع الطلب
يرتفع الطلب على الناقلات بسبب أوروبا التي تحولت عن واردات الغاز المنقول عبر الأنابيب نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية؛ ما دفع القارة العجوز لمنافسة آسيا على ناقلات الغاز المسال.
وانخفضت الأسعار في مؤشر اليابان-كوريا المرجعي في نهاية الأسبوع الماضي إلى أقل من 14 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية.
وبدعم من انخفاض الأسعار، من المتوقع أن تتزايد عمليات النقل عبر السفن خلال الأسابيع المقبلة قبل حلول الشتاء.
ويتوقع أحد وسطاء الشحن أن تتزايد عمليات إعادة ملء المخزون، ولكن ليس قبل حلول شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وفق تقرير لوكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" (spglobal).
أسعار الشحن
تبلغ أسعار تأجير الناقلات ذات المحرك ثنائي الأشواط من أستراليا إلى شمال آسيا 82.500 ألف دولار لليوم الواحد، والسفن ثلاثية الوقود 62.500 ألف دولار في اليوم.
وبالمقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي (2023)، بلغت أسعار الناقلات ثنائية الأشواط 150 ألف دولار يوميًا في 31 أغسطس/آب و225 ألف دولار في 11 سبتمبر/أيلول، زيادةً بنسبة 50%، وفي نهاية الشهر التاسع بلغت الأسعار 240 ألف دولار يوميًا.
وبالنسبة لأسعار ناقلات الغاز المسال ثلاثية الوقود (TFDE) في تلك المدة من العام الماضي، فقد ارتفعت -أيضًا-، لتتراوح بين 75 و150 ألف دولار يوميًا، ثم قفزت إلى 200 ألف دولار.
ويقول أحد مسؤولي تأجير الناقلات في شنغهاي، إنه من المحتمل -بصورة كبيرة- أن ترتفع أسعار الشحن في منطقة آسيا والمحيط الهادي في المدى القريب.
ويتفق معه أحد وسطاء ناقلات الغاز المسال بقوله، إن أسعار الشحن "قد ترتفع بسهولة في الوقت الحالي"؛ إذ يستعد التجّار لزيادة مفاجئة في الأسعار، لأسباب من بينها ارتفاع الطلب خلال الشتاء، والقيود على المعروض، وظروف السوق.
كما يتوقع الوسيط أن ينضم المزيد من الناقلات الحديثة ذات المحرك ثنائي الأشواط إلى السوق الفورية في شهر سبتمبر/أيلول المقبل (2024)، لكنها لن تخفّض أسعار الشحن.
شح الناقلات
من أبرز عوامل الارتفاع المتوقع لأسعار شحن الغاز المسال في آسيا ارتباط الكثير من الناقلات بعمليات تسليم بموجب عقود محددة المدة.
وانضم بعض تلك الناقلات إلى أسطول الظل الذي ينقل الغاز المسال الروسي من مشروع أركتيك 2 الخاضع لعقوبات تستهدف تحجيم قدرات موسكو الاقتصادية عقابًا لها على غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022).
ومن تلك الناقلات بايونير (Pioneer) ونيو إنرجي ( New Energy) اللتان لا تعدّان جزءًا من سلسلة التوريد العالمية، واستهدفتهما عقوبات أميركية بسبب الانخراط في "ممارسات شحن احتيالية" في نهاية يوليو/تموز (2024).
والتقطت الأقمار الاصطناعية صورًا خلال نقل شحنة إلى سفينة أخرى قبالة سواحل قناة السويس المصرية يوم (25 أغسطس/آب 2024).
قيود على الزيادة
في المقابل، ثمة إجماع على أن أسعار شحن الغاز المسال في آسيا تترقب زيادة في المدى القريب، ولكنها لن تكون بمستوى العام الماضي نفسه؛ جراء تغطية جزء كبير من الطلب في أوروبا وتراجعه في الصين.
وارتفعت نسبة مخزونات الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي إلى 90% في 19 أغسطس/آب (2024)، وذلك قبل موعدها المقرر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي الصين -أكبر مستورد للغاز المسال في العالم- ثمة تباطؤ في نمو الطلب في الشتاء؛ إذ إن البلد الأسيوي من الأسواق الحساسة للأسعار التي تُحجِم عن الشراء وقت الارتفاع.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الصين من الغاز المسال حتى يوليو/تموز 2024:
موضوعات متعلقة..
- مشترو الغاز المسال في آسيا يبحثون عن بدائل أميركا.. و3 دول عربية بالمقدمة
- مستقبل الطلب على الغاز المسال في آسيا مرهون بـ3 مسارات (تقرير)
- خطر يهدد الطلب على الغاز المسال في آسيا.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- حقل الظلوف البحري السعودي.. ثالث أكبر الحقول عالميًا بـ31 مليار برميل
- تقرير يحذر من قفزة أسعار النفط 400% حال توقف الاستثمارات الجديدة
- صفقة غاز مسال عربية ضخمة لمدة 15 عامًا
- بعد إغلاق حقول النفط في ليبيا.. 4 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة" عن التطورات