تقارير الغازرئيسيةغاز

واردات تركيا من الغاز المسال تدعمها وحدة تخزين وإعادة تغويز ضخمة

محمد عبد السند

تعتمد خُطط توسيع واردات تركيا من الغاز المسال على وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة فاسانت 1 (1 Vasant)؛ بما يُسهم في تلبية الطلب المحلي المتنامي على هذا النوع من الوقود منخفض الكربون.

وبُنيت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة في عام 2020، بوساطة شركة هيونداي الكورية الجنوبية للصناعات الثقيلة لصالح محطة استيراد الغاز المسال جعفر آباد، التابعة لشركة سوان إنرجي (Swan Energy) الهندية.

ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تستأجر شركة بوتاش التركية الحكومية "فاسانت 1" من سوان إنرجي مقابل 250 ألف دولار يوميًا.

وتبرُز "فاسانت 1" -الآن- بصفتها منشأة غاية في الأهمية بسلسلة إمدادات الطاقة في تركيا التي تنتهج إستراتيجية طموحة لتنويع الإمدادات في إطار مساعيها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة وتأمين احتياجاتها من الوقود.

وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة فاسانت 1

وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة فاسانت 1 هي حجر الزاوية في إستراتيجية واردات تركيا من الغاز المسال؛ إذ تؤدي عملها في محطة الغاز المسال المبنية حديثًا في خليج ساروس، وفق ما أورده موقع ريفييرا (riviera) المتخصص في الغاز المسال.

وتُعد محطة الغاز المسال جزءًا من مبادرة أوسع تستهدف تعزيز واردات تركيا من الغاز المسال، وتعزيز وضع أنقرة بصفتها مركز طاقة إقليميًا.

ووصلت "فاسانت 1" البالغة سعتها 180 ألف متر مكعب، إلى محطة الغاز المسال في فبراير/شباط (2023)، محمّلة بشحنات من هذا الوقود منخفض الكربون من محطة دمياط للغاز المسال في مصر.

وتُعد محطة ساروس للغاز المسال ثالث أكبر منشأة من نوعها في تركيا؛ ما يعكس حرص أنقرة على تعزيز أمن الطاقة وتنويعها.

وترتبط فاسانت 1 ارتباطًا وثيقًا بمشروع محطة استيراد الغاز المسال جعفر آباد Jafrabad الذي يواجه تأخيرات في ولاية غوجارات الهندية.

وكانت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة المذكورة قد بُنيت في الأصل لصالح محطة جعفر آباد لاستيراد الغاز المسال الهندية، التي كان مُخططًا لها أن تصبح أول محطة لاستيراد الغاز المسال تستعمِل وحدة "فاسانت 1" في الهند.

غير أن التأخيرات التي شهدها مشروع جعفر آباد، الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وأسعار الغاز المسال المرتفعة؛ دفعت سوان إنرجي إلى إعادة نشر "فاسانت 1" في تركيا مؤقتًا.

محطة استيراد غاز مسال في تركيا

جدل بيئي

صاحب نشر وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة فاسانت 1 في محطة ساروس للغاز المسال موجة من الجدل، إذ واجهت مسألة بناء المحطة معارضة بيئية شديدة بسبب موقعها في منطقة غاية الحساسية للبيئة الطبيعية.

وأعرب نشطاء محليون عن بالغ قلقهم إزاء الخسائر البيئية المحتملة، بما في ذلك إزالة الغابات والمخاطر ذات الصلة بعمليات الغاز المسال في منطقة نشطة زلزاليًا.

وعلى الرغم من تلك التحديات؛ فقد مضى المشروع قدمًا؛ ما يعكس التزام الحكومة التركية بتوسيع البنية التحتية للطاقة لتعزيز واردات تركيا من الغاز المسال.

وإستراتيجيًا مكّنت محطة ساروس للغاز المسال أنقرة من إبرام شراكات جديدة في قطاع الطاقة؛ بما في ذلك اتفاقية جديدة قوامها 13 عامًا مع شركة بلغار غاز (Bulgargaz) البلغارية لتزويدها بالغاز المسال.

وترسخ تلك الاتفاقية، إلى جانب اتفاقيات أخرى، دور تركيا في سوق الغاز الإقليمية؛ ما يعزّز توسعها في البنية التحتية للغاز المسال لدعم دول الجوار.

واردات تركيا من الغاز المسال في 2024

شهدت واردات تركيا من الغاز المسال هبوطًا ملحوظًا خلال الربع الثاني من العام الجاري (2024)، نتيجة انخفاض صادراتها من مصر في ظل ما تعانيه القاهرة من هبوط الإنتاج مقابل ارتفاع الاستهلاك.

ويبرُز الغاز المصري أحد المصادر الرئيسة في السوق الفورية التي تعتمد عليها تركيا في توفير احتياجاتها، بدعم من الموقع الجغرافي المتقارب بين القاهرة وأنقرة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفضت صادرات مصر من الغاز المسال انخفاضًا كبيرًا منذ العام الماضي (2023) بعد انتعاشها في عام 2022، ونجاح البلاد في تحقيق مكاسب قياسية مستفيدة من ارتفاع الأسعار.

وفي عام 2023، استحوذت مصر والجزائر على قرابة 52% من واردات تركيا من الغاز المسال، بكمية اقتربت من 5.3 مليون طن.

ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات تركيا من الغاز المسال خلال الربع الأول (2021-2024):

واردات تركيا من الغاز المسال خلال الربع الأول (2021- 2024)

ووفق أرقام وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن)، لامست واردات تركيا من الغاز المسال 4.78 مليون طن خلال النصف الأول من عام 2024، مواصلةً مسارها النزولي نتيجة هبوط وارداتها من الغاز المسال المصري.

وخلال الربع الثاني من العام الحالي سجّلت واردات البلاد من هذا الوقود منخفض الكربون مليون طن فقط، انخفاضًا من 3.77 مليون طن في الربع الأول من العام.

وخلال شهر يوليو/تموز 2024 لم تتجاوز واردات تركيا من الغاز الطبيعي المسال 0.35 مليون طن.

وتمثل واردات الربع الأول من عام 2024، تراجعًا من 5.1 مليون طن خلال الربع المقارن من العام الماضي (2023)، أي بنسبة هبوط 26%، وفق بيانات أوابك.

وعزت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" الهبوط إلى التراجع الحاد في واردات تركيا من الغاز الطبيعي المسال المصري خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري إلى 66 ألف طن، نظير 740 ألف طن خلال الربع المقارن من 2023، أي بكمية انخفاض سنوية بلغت 674 ألف طن.

السوق الفورية تهدد تركيا

يرى تقرير صادر عن "أوابك"، أعده الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن اعتماد تركيا على مصر والولايات المتحدة في توفير احتياجاتها من الغاز المسال عبر السوق الفورية يعرّض أنقرة إلى الاضطرابات التي تشهدها السوق وتقلبات الأسعار من وقت إلى آخر.

وتحصل تركيا على الغاز المستورد بطريقتين؛ الأولى عبر السوق الفورية التي تعتمد عليها بنسبة تصل إلى 60%، والأخرى بوساطة عقود آجلة موقّعة مع دول وفي مقدمتها الجزائر.

وتعتمد تركيا على الجزائر بصفتها مصدرًا رئيسًا للحصول على الغاز الطبيعي المسال، وفقًا لعقد موقّع بين شركتي بوتاش التركية وسوناطراك الجزائرية، وتحصل أنقرة بموجب الاتفاقية على 3.2 مليون طن سنويًا من الغاز الجزائري.

وبسبب تذبذب السوق الفورية وتراجع صادرات مصر، أبرمت أنقرة اتفاقيةً مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، لتوفير نحو مليون طن سنويًا من واردات تركيا من الغاز المسال بداية من العام المقبل (2025).

كما أبرمت تركيا اتفاقيةً جديدةً مع شركة إكسون موبيل الأميركية لاستيراد 2.5 مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق