ارتفاع انبعاثات الكربون من مراكز البيانات والعملات المشفرة يثير قلقًا عالميًا (تقرير)
قد تمثل 2% من الإجمالي العالمي في 2027
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
تمثّل انبعاثات الكربون من مراكز البيانات وتعدين العملات المشفرة مصدر قلق متزايدًا، بغض النظر عن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من أنشطتها.
وتشير التقديرات إلى أن عمليات تعدين العملات المشفرة وأنشطة مراكز البيانات يمكن أن تولّد انبعاثات تبلغ 0.7% و1.2% على الترتيب خلال 3 سنوات.
ويعني ذلك أن انبعاثات الكربون الناتجة عن مراكز البيانات وتعدين العملات المشفرة قد تصل معًا إلى 2% تقريبًا بحلول عام 2027، مقابل أقل من 1% حاليًا، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ونتيجة لذلك، تتعاظم أهمية تطبيق الحكومات للحوافز الضريبية بصفتها أحد السبل الناجحة للتشجيع على تقليل الانبعاثات الناتجة عن أنشطة مراكز البيانات وتعدين العملات.
استهلاك الكهرباء
شكّل تعدين العملات المشفرة ومراكز البيانات معًا 2% من الاستهلاك العالمي للكهرباء في 2022، بحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي.
ومن المتوقّع بحلول 2027 أن يرتفع استهلاك هذه الأنشطة، ليصل إلى 3.5% من استهلاك الكهرباء العالمي، وهو ما يتساوى حاليًا مع اليابان، خامس أكبر مستهلك للكهرباء عالميًا.
علاوة على ذلك، فإن تشغيل الأجهزة، ذات كثافة الاستهلاك العالية، لتعدين عملة بيتكوين واحدة، يتطلب كمية الكهرباء نفسها، التي يستهلكها فرد في غانا أو باكستان خلال 3 سنوات.
كما أن إجراء عملية بحث واحدة في إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي 10 (ChatGPT 10) يفوق أضعاف ما تتطلبه نظيرتها في غوغل.
ضرائب على انبعاثات الكربون
لتحفيز صناعة تعدين العملات المشفرة على الحد من انبعاثات الكربون، يجب استعمال نهج ضريبي فعّال، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ومن الممكن أن يكون فرض ضريبة بقيمة 0.047 دولارًا أميركيًا لكل كيلوواط/ساعة كافيًا، لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع الأهداف المناخية العالمية.
وفي حالة الأخذ في الحسبان تأثير تلوث الهواء في الصحة المحلية، يجب أن يرتفع معدل الضريبة إلى 0.089 دولارًا؛ ما يؤدي إلى ارتفاع متوسط سعر الكهرباء لمُعدني العملات المشفرة بنسبة 85%.
وستدر هذه الضريبة عائدات سنوية تبلغ 5.2 مليار دولار، وحال تطبيقها بفاعلية، يمكن أن تؤدي إلى خفض 100 مليون طن من الانبعاثات سنويًا، أي ما يعادل الانبعاثات الحالية لبلجيكا.
وفيما يتعلق بخفض انبعاثات الكربون من مراكز البيانات التي من المتوقع أن تبلغ 450 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، فيمكن فرض ضريبة تبلغ 0.032 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، أو 0.052 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، حال احتساب تكاليف تلوث الهواء، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ونظرًا إلى أن مراكز البيانات تقع عادةً في مناطق ذات مصادر كهرباء نظيفة؛ فإن معدل الضريبة هذا أقل قليلًا مما هو مقترح لأنشطة العملات المشفرة.
ويمكن أن تحقق هذه الضريبة إيرادات سنوية تصل إلى 18 مليار دولار سنويًا؛ ما يوفر حافزًا كبيرًا لمراكز البيانات للانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة.
على النقيض من ذلك، غالبًا ما تتلقّى مراكز البيانات وتعدين العملات المشفرة، حاليًا، إعفاءات ضريبية سخية على الدخل والاستهلاك والممتلكات.
ورغم الفوائد الناتجة عن الحوافز الداعمة لهذه الأنشطة؛ فإن هناك سلبيات، مثل الأضرار البيئة وتقليل فرص العمل والضغط على شبكة الكهرباء، تحتاج إلى تطبيق سياسات جديدة.
تطبيق سعر عالمي للكربون
يمكن أن تؤدي تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى استهلاك أكثر كفاءة للكهرباء؛ ما قد يخفف من الطلب، لكن ذلك في حاجة إلى وضع سياسات فعّالة؛ على رأسها تحديد سعر كربون عالمي؛ ما قد يسهم في الحد من الانبعاثات عبر خفض استهلاك الوقود الأحفوري.
وللحد من الاحتباس الحراري العالمي عند درجتين مئويتين، تحتاج البلدان إلى تنفيذ تدابير إضافية تعادل سعر كربون 85 دولارًا أميركيًا للطن الواحد بحلول 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفضلًا عن تطبيق سعر عالمي للكربون، يمكن لصناع السياسات تحفيز مُعدِّني العملات الرقمية ومراكز البيانات على اعتماد معدات أكثر كفاءة في استهلاك الكهرباء وحتى الانتقال إلى ممارسات تعدين أقل كثافة في الاستهلاك.
وفي هذا الشأن، قد يؤدي الجمع بين ضرائب الكهرباء وحوافز اتفاقيات شراء الكهرباء النظيفة وائتمانات الطاقة المتجددة إلى تعزيز الاستدامة، بالإضافة إلى التنسيق عبر الحدود لتجنب نقل الأنشطة إلى ولايات ذات معايير أقل صرامة.
موضوعات متعلقة..
- مراكز البيانات والسيارات الكهربائية تقودان ارتفاع الطلب على الكهرباء في أميركا (تقرير)
- شبكات الكهرباء في أوروبا تواجه أزمة بسبب استهلاك مراكز بيانات عمالقة التكنولوجيا
- انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في أميركا تهبط 134 مليون طن
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي يهبط إلى 16 مليار متر مكعب خلال يوليو
- توقعات الطلب على النفط في 2025 تشهد نظرة سلبية من 3 مؤسسات كبرى
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب ترتفع 5% بدعم روسيا
- استهلاك الديزل في الصين ينخفض إلى أقل مستوى منذ يوليو 2021