يترقب قطاع الهيدروجين الأخضر في أستراليا مشروعًا عملاقًا، إذ يحظى مشروع مركز الطاقة المتجددة الأسترالي "إيه آر إي إتش"، المعني بإنتاج هذا الوقود، بدعم الحكومة الفيدرالية، بهدف تسهيل الإجراءات التنظيمية.
وحصل المشروع، الذي يقترح تركيب ما يصل إلى 26 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في منطقة بيلبارا بأستراليا الغربية على وضع المشروع الرئيس من جانب الحكومة الفيدرالية.
وتضع هذه الخطوة أحد أكبر مشروعات الهيدروجين في أستراليا على المسار السريع للموافقات التنظيمية، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلن وزير الصناعة الفيدرالي، إد هوسيك، اختيار مركز الطاقة المتجددة الأسترالي من جانب وكالة تيسير المشروعات الكبرى، إلى جانب مشروع "مورتشيسن غرين هيدروجين" بسعة 6 غيغاواط، الذي اقترحت بناءه شركة "كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز" العملاقة الدنماركية، بالقرب من بلدة كالباري.
أهمية المشروع
يُعدّ مشروع مركز الطاقة المتجددة الأسترالي "إيه آر إي إتش" AREH الضخم مملوكًا بحصّة أغلبية لشركة النفط البريطانية بي بي، التي تمتلك حصة 63.57%، وتشغّل المشروع إلى جانب شركائها "سي دبليو بي غلوبال" CWP Global و"إنتركونتيننتال إنرجي" Intercontinental Energy.
ويهدف المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من 53 مليار دولار إلى إنتاج نحو 1.6 مليون طن من الهيدروجين في أستراليا، وتحديدًا من الأخضر أو 9 ملايين طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، مما يصل إلى 26 غيغاواط من مزارع الرياح والطاقة الشمسية التي ستُطور على مراحل عبر موقع مساحته 6 آلاف و500 كيلومتر مربع في بيلبارا.
جاء ذلك في تقرير نشرته منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ والهيدروجين الأخضر في أستراليا والعالم.
توفير الطاقة المتجددة للعملاء المحليين
أفاد الموقع الإلكتروني للمشروع أن مركز الطاقة المتجددة الأسترالي "يعتزم توفير الطاقة المتجددة للعملاء المحليين في أكبر منطقة تعدين في العالم، إضافة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء للسوق الأسترالية المحلية، ويصدّرها إلى المستعمِلين الدوليين البارزين".
ويتطلب ذلك التطوير المنفصل لشبكة بيلبارا غرين لينك، وهي سلسلة من خطوط النقل عالية الجهد 330 كيلوفولت للاستعمال المشترك، التي من شأنها أن تربط مركز الطاقة المتجددة الأسترالي ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى بمنطقة التعدين الضخمة، وتزوّد الصناعات القائمة والجديدة بالكهرباء.
في الشهر الماضي، اختيرت شركة الهندسة المدنية الأسترالية العملاقة "جي إتش دي" GHD لتقديم التصميم الأولي لخطوط النقل ومحطات الكهرباء الفرعية، ومن المقرر أن تكتمل مرحلة الهندسة الأولية هذه بحلول مارس/آذار 2025، وفقًا لمنصة رينيو إيكونومي (Renew Economy).
وأفاد تحديث لمشروع النقل، أصدرته حكومة أستراليا الغربية هذا الأسبوع، أن تقدمًا جيدًا أُحرِزَ في تطوير خط مايتلاند-كاراثا-بوروب، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس وزراء أستراليا الغربية، روجر كوك، إن مشروع النقل يستعد للحصول على تمويل امتيازي من صندوق"ريوايرينغ ذا نيشن" الفيدرالي، الذي خُصِّصَ ما يصل إلى 3 مليارات دولار منه لولاية أستراليا الغربية.
وأضاف كوك: "يمثّل تطوير خط مايتلاند-كاراثا-بوروب المرتقب الخطوة الأولى الكبرى في إزالة الكربون من منطقة بيلبارا، وسيساعد في دعم خطط حكومتي لجعل ولاية أستراليا الغربية قوة طاقة خضراء".
وأوضح: "يتمتع هذا المشروع بإمكانات قوية لإطلاق العنان لفرص عمل إضافية في شبه جزيرة بوروب، مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة والموثوقة".
في خطاب ألقته في قمة بيلبارا 2024 الشهر الماضي، قالت مديرة مشروع مركز الطاقة المتجددة الأسترالي، سارة كارتر، إن مشروعًا بهذا الحجم والنطاق لا يمكن تحقيقه بمعزل عن البنية الأساسية للمستعمِل المشترك "لها دور أساسي تؤديه".
وأردفت كارتر: "يعدّ النقل أحد الأمثلة، حيث تكون فوائد التعاون واضحة".
ولهذا السبب يعمل مركز الطاقة المتجددة الأسترالي مع شركة "هورايزن باور" Horizon Power لدعم مشروع "بيلبارا غرين لينك" Pilbara Green Link، لتطوير شبكة طاقة متكاملة لدعم إزالة الكربون من منطقة بيلبارا".
مشروع "مورتتشيسن غرين هيدروجين"
يهدف مشروع "مورتتشيسن غرين هيدروجين" Murchison Green Hydrogen -وهو أصغر حجمًا من مشروع شركة "كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز"، ولكنه متعدد الغيغاواط- إلى تركيب قرابة 6 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية البرية وإنتاج نحو مليونَي طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وفي عام 2022، قدّمت هيئة حماية البيئة في أستراليا الغربية خططًا تفصيلية لنحو 1.5 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومئات توربينات الرياح البرية، بسعة مثبتة تبلغ نحو 3.7 غيغاواط.
وذكر موقع المشروع عبر الإنترنت أنه سيضمّ محطة لتحلية المياه ومنشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيُحَوَّل الهيدروجين الأخضر إلى أمونيا خضراء للتصدير إلى الأسواق العالمية.
وأشارت شركة "كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز"، في بيان الأسبوع الماضي، إلى أن حصول مشروع "مورتشيسن غرين هيدروجين" على وضع المشروع الرئيس من جانب حكومة أستراليا الغربية يؤكد "أهميته الوطنية" لجهود إزالة الكربون في أستراليا.
وسيصبح مشروع "مورتشيسن غرين هيدروجين" مؤهلًا للمساعدة في إجراءات الأنظمة التنظيمية المعقّدة، من خلال تسهيل وتنسيق عملية الموافقة من قبل وكالة تسهيل المشروعات الكبرى "إم بي إف إيه" (MPFA)".
موضوعات متعلقة..
- أكبر برامج تمويل الهيدروجين الأخضر في أستراليا يعلن القائمة القصيرة للفائزين
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا يذهب إلى اليابان وسنغافورة
- إلغاء مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا
اقرأ أيضًا..
- حقل الخرسانية السعودي.. حكاية اكتشاف للنفط والغاز عمره 68 عامًا
- وزير النفط الإيراني الجديد.. هل يملك فرصًا لتخطّي التحديات المحلية والدولية؟ (مقال)
- السيارات الكهربائية تهدد بانهيار شركات تأجير المركبات في أوروبا.. لماذا؟