رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

%40 من مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا تواجه مصيرًا مجهولًا (تقرير)

دينا قدري

شهد نحو 40% من مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا تأخيرًا أو تعليقًا، وسط العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأرجعت الشركات هذا الأمر إلى تدهور ظروف السوق، وتباطؤ الطلب، والافتقار إلى اليقين السياسي في عام انتخابي عالي المخاطر؛ ما دفعها إلى تغيير خططها.

وتثير التأخيرات تساؤلات حول رهان الرئيس جو بايدن على أن التحول الصناعي يمكن أن يوفر فرص عمل وعوائد اقتصادية للولايات المتحدة، التي نقلت تصنيعها إلى الخارج لعقود من الزمان.

كما يمكن أن تعقد هذه المشروعات جهود نائبة الرئيس كامالا هاريس، لاستعمال سجل الإدارة بالتصنيع، لجذب الناخبين من العمال خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

عوامل تراجع مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وافق بايدن في أغسطس/آب 2022 على قانون خفض التضخم وقانون الرقائق لتنشيط القوة الصناعية، ومواجهة الصين في تصنيع التقنيات اللازمة لرقمنة الاقتصاد الأميركي وإزالة الكربون منه.

وفي العام الأول من البرنامج، أُعلِنَت استثمارات تزيد عن 220 مليار دولار في مجال التقنية النظيفة وتصنيع الرقائق الإلكترونية، إذ نقلت الشركات مشروعات من دول أخرى للاستفادة من الإعانات الجديدة.

إلّا أن الخلفية الاقتصادية الكلّية الصعبة، إلى جانب الإفراط في الإنتاج في الصين، وتباطؤ الطلب على المركبات الكهربائية وعدم اليقين السياسي، أدت إلى عرقلة المزيد من التقدم.

وبينما تمتد ائتمانات الضرائب في قانون خفض التضخم حتى عام 2032، ويمنح قانون الرقائق أموالًا سخية للمتقدمين المختارين، غالبًا لا تتمكن الشركات من الحصول على التمويل حتى تحقق إنجازات إنتاجية معينة.

وأصرّ المساعد الخاص للرئيس للتنمية الاقتصادية والإستراتيجية الصناعية، أليكس جاكويز، على أن إدارة بايدن حققت "نجاحًا جديدًا مطلقًا" في تعزيز البناء والتصنيع.

وقال جاكويز: "بالطبع، نريد أن نرى هذه المشروعات تنهض وتتحرك بأسرع ما يمكن.. نواصل العمل لإزالة الحواجز المتعلقة بالتصاريح والتمويل، حيثما وجدت".

مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا

وفقًا لتقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فقد تأخَّر أو توقَّف نحو 40% من أكبر استثمارات التصنيع الأميركية التي أُعلِنَت في العام الأول من سياسات جو بايدن الصناعية والمناخية الرائدة.

وعرض قانون خفض التضخم وقانون الرقائق والعلوم أكثر من 400 مليار دولار بشكل ائتمانات ضريبية وقروض ومنح، لتحفيز تطوير سلسلة توريد التقنية النظيفة والرقائق الإلكترونية الأميركية.

ومع ذلك، من بين المشروعات التي تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، تأخَّر إجمالي 84 مليار دولار لمدّة تتراوح بين شهرين وعدة سنوات، أو توقَّف إلى أجل غير مسمى، وفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).

ومن بين أكبر مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا التي عُلِّقَت، مصنع الألواح الشمسية لشركة إينيل (Enel) بقيمة مليار دولار في أوكلاهوما، ومنشأة تخزين البطاريات لشركة إل جي إنرجي سوليوشن (LG Energy Solution) بقيمة 2.3 مليار دولار في أريزونا، ومصفاة الليثيوم لشركة ألبيمارل (Albemarle) بقيمة 1.3 مليار دولار في ساوث كارولينا.

وبينما أُفصِحَ علنًا عن العديد من التأخيرات، لم تُعلَن تأخيرات أخرى؛ إذ توجد منشأة، قالت شركة باليدوس (Pallidus) المُصنّعة للرقائق الإلكترونية العام الماضي (2023)، إنها ستنقل مقرّها الرئيس من نيويورك، وتفتح عمليات التصنيع، لتستثمر 443 مليون دولار، وتوفر أكثر من 400 وظيفة.

وكان من المتوقع أن تبدأ العمليات في الربع الثالث من عام 2023، لكن المبنى ما يزال غير مستغل.

مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا

ومن جانبها، أعلنت شركة إنتغرا تكنولوجيز (Integra Technologies) إنشاء مصنع الرقائق الإلكترونية بقيمة 1.8 مليار دولار العام الماضي (2023)، لكنها لم تمضِ قدمًا في المشروع، بسبب عدم اليقين بشأن التمويل الحكومي.

وعلى بُعد ساعة واحدة من مدينة كاسا غراندي بولاية أريزونا، أرجأت شركة تايوان لصناعة الرقائق الإلكترونية (Taiwan Semiconductor Manufacturing Company) بدء الإنتاج في مصنعها الثاني، وهو جزء من مشروعها الذي تبلغ قيمته 40 مليار دولار، لمدّة عامين.

كما أعاد مورّدوها في المنطقة تنظيم المشروعات، إذ أرجأت مجموعة تشانغ تشونغ (Chang Chung) مصنعها الذي تبلغ قيمته 300 مليون دولار لمدّة عامين، وأوقفت شركة كيه بي سي تي أدفانسد كميكالز (KPCT Advanced Chemicals) مصنعها الذي تبلغ قيمته 200 مليون دولار.

وأرجأ العديد من شركات تصنيع الألواح الشمسية، بما في ذلك ماكسيون (Maxeon) وهالين (Heliene) وماير برغر (Meyer Burger)، مصانعها في الولايات المتحدة في العام الماضي (2023)، بعد انهيار الأسعار العالمية بسبب الإفراط في الإنتاج في بكين.

وتهيمن الصين على إنتاج التقنيات النظيفة، إذ تصنع أكثر من ثلاثة أرباع الألواح الشمسية والبطاريات في العالم، وهي منتج رائد للرقائق الإلكترونية.

أسباب أخرى للتراجع

أدى تباطؤ الطلب الأميركي على المركبات الكهربائية إلى تأخير خطط التصنيع؛ إذ أرجأت شركة سامكي الكورية (Samkee) لتصنيع قطع غيار السيارات، إضافة خطوط المركبات الكهربائية في ألاباما لمدّة تتراوح من عام إلى عامين.

وفي الوقت نفسه، تعهدت شركة لير كوربوريشن (Lear Corporation) في ديسمبر/كانون الأول 2022 بإنفاق أكثر من 100 مليون دولار لإنتاج قطع غيار السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يبدأ مصنع جديد في العمل بالقرب من ديترويت في وقت مبكر من العام الجاري (2024)، لكن الشركة لم تمضِ قدمًا في التوسع.

وجاءت بعض التأخيرات مدفوعة بالسياسة؛ إذ أدى بطء طرح الحكومة لتمويل قانون الرقائق، والافتقار إلى الوضوح بشأن قواعد قانون خفض التضخم، إلى توقُّف عدد من المشروعات.

وأوقفت شركة نيل هيدروجين (Nel Hydrogen)، المُصنّعة لأجهزة التحليل الكهربائي مشروع مصنعها الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار في ميشيغان، بسبب عدم اليقين بشأن قواعد الائتمان الضريبي للهيدروجين.

مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا

وأرجأت شركة أنوفيون (Anovion)، المُصنّعة لقطع غيار البطاريات في جورجيا، مصنعها الذي تبلغ تكلفته 800 مليون دولار لأكثر من عام، بسبب عدم الوضوح بشأن لوائح المركبات الكهربائية التابعة لقانون خفض التضخم.

وأضاف فوز دونالد ترمب المحتمل في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني إلى حالة عدم اليقين؛ إذ تعهَّد الرئيس السابق في التجمعات الانتخابية "بإنهاء" قانون خفض التضخم إذا انتُخب.

وألغت شركة إف إس كيه إنرجي (VSK Energy) -وهي شركة تصنيع للطاقة الشمسية- خططها التي أعلنتها العام الماضي (2023) لاستثمار 250 مليون دولار، وخلق 900 وظيفة في برايتون بولاية كولورادو، وتبحث عن مواقع في ولاية ذات ميول جمهورية في الغرب الأوسط لحماية مشروعها من إدارة ترمب المحتملة، وفقًا لمسؤول تنفيذي في الشركة.

كما تأخرت خطة الشركة لاستثمار 1.25 مليار دولار في مصنع لقطع غيار الألواح الشمسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق