مزارع الرياح في المملكة المتحدة تثير أزمة جديدة مع الحكومة
بعد ضجة شركة صانيكا
حياة
أثار مدى ارتفاع توربينات مزارع الرياح في المملكة المتحدة أزمة جديدة مع حكومة حزب العمال، التي لم يمضِ على وجودها في السلطة شهر ونصف تقريبًا، وبعد شهر من إثارة محطة صانيكا للطاقة الشمسية ضجة مماثلة، إذ اتّهمها بعضهم بتدمير أراضٍ زراعية.
وفي سبيل تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني بشبكة الكهرباء العامة عام 2050، رفعت الحكومة برئاسة كير ستارمر حظرًا وضعته الحكومة السابقة، بقيادة زعيم حزب المحافظين ريشي سوناك، على الارتفاعات العالية لمزارع الرياح، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت الحكومة الجديدة قد تعهدت بتحقيق الحياد الكربوني في الشبكة بحلول 2030، ووعدت بزيادة القدرة المركبة من طاقة الرياح البحرية 4 أضعاف، والبرية ضعفين، والشمسية 3 أضعاف.
وتعهّد حزب العمال -قبل إجراء الانتخابات- بتخصيص أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني (639.42 مليون دولار) بدءًا من عام 2025، لتقديم منح رأسمالية للشركات التي تعمل على تطوير تقنيات نظيفة، وتشمل طاقة الرياح البحرية والبرية، إضافة إلى الشمسية.
ارتفاعات عملاقة
سيصبح من المعتاد أن يرى السكان توربينات مزارع رياح في المملكة المتحدة يفوق ارتفاعها مبنى 30 سويس سانت ماري الذي يبلغ ارتفاعه 180 مترًا مربعًا، وذلك بعد أن رفض وزير الدولة لأمن الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند دعاوى بوضع حدود لارتفاعات مثل هذه المشروعات.
وقرار الوزير يعني السماح بوصول ارتفاع توربينات مزارع الرياح في المملكة المتحدة إلى نحو 850 قدمًا، ويمكن تدشينها على التلال أو في الحقول، ويتجاوز هذا العلو ارتفاع برج "سكايسكرابر" في العاصمة (لندن)، الذي يصل إلى 591 قدمًا، حسبما ذكرت صحيفة "ذا تيليغراف".
وأزال الوزير الحظر على كل مزارع الرياح البرية في الريف الإنجليزي، معلنًا خطةً منحَ نفسه فيها سلطة اتخاذ القرار النهائي لمثل هذه المشروعات، لتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني.
وأكد متحدث رسمي من إدارة الطاقة بالحكومة قرار الوزير الأسبوع الماضي، وأنه لا قيود على ارتفاعات توربينات مزارع الرياح في المملكة المتحدة؛ ما يسمح بإقامة مشروعات عملاقة يمكن تطويرها في الصين أو أيّ من المنتجين الآخرين في العالم.
وقال المتحدث الرسمي: "لا وجود بعد الآن لحدود بالنسبة لارتفاعات التوربينات، لكن معايير المناظر الطبيعية ستُؤخذ في الحسبان".
ويأتي ذلك بعد منح الموافقات الأولى على توربينات الرياح للجيل الثاني في إسكتلندا، حيث لم تطبّق مع ويلز حظر الحكومة السابقة على ارتفاعات التوربينات.
توربينات عملاقة في إسكتلندا
اختبرت إسكتلندا من قبل إقامة مشروعات طاقة رياح برية ذات ارتفاعات كبيرة، وعلى سبيل المثال، حصلت شركة "أون باث" OnPath التي يُطلق عليها اسم "مصرف مشروعات الطاقة المتجددة"، على ترخيص لإقامة 10 توربينات، يبلغ ارتفاع كل منها 823 قدمًا، في منطقة "كومنوك" شرق أيرشاير، رغم اعتراض السكان المحليين، وحملات مجموعات الضغط ضد عدم محدودية ارتفاعات توربينات الرياح.
وتُظهر البيانات الحكومية أن هناك 4 مشروعات مشابهة تقدّمت للحصول على ترخيصات، و20 أخرى تحت التخطيط، وتزيد ارتفاعات توربيناتها عن 720 قدمًا، ونصفها يتجاوز 800 قدمًا تقريبًا.
وقالت إحدى النساء التي تقطن مناطق قريبة، وتُدعى ألين جاكسون: "لقد اكتسى اللون الأخضر حولنا بتوربينات مزارع الرياح، وأصبحت في كل مكان.. اختفى السلام والهدوء في الريف، فبالقرب منك توربينات عملاقة تطلق أصواتًا مختلفة في كل مكان".
كما تستقبل ويلز مجموعة توربينات جديدة يفوق ارتفاعها الهضبة الموجودة على بعد 12 ميلًا من شمال غرب كارديف، وتدشّنها شركة "بيوت إنرجي" Bute Energy.
وقال مدير حملة حماية ريف ويلز، جوناثان دين: "مشروعات الطاقة المتجددة مهمة، لكن يجب ألّا تكون على حساب تحطيم المناظر الريفية".
وواجهت محطة صانيكا للطاقة الشمسية -أيضًا- ضجة كبيرة مشابهة.
ووافقت وزارة الطاقة على تدشين المحطة يوم الجمعة 12 يوليو/تموز 2024؛ ما مثّل صدمة للسكان في المنطقة المحيطة.
ويقول معارضو المشروع المقرر تدشينه على حدود كامبريدجشير-سوفولك، إن المحطة ستلتهم مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية الأكثر خصوبة في المملكة المتحدة، رغم أن هناك مواقع أخرى بديلة، مثل أسطح المباني التجارية المواجهة في الجانب الثاني من هذا الموقع.
وعلّق وزير الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند قائلًا: "إن محطة صانيكا للطاقة الشمسية ستسهم في تحقيق استقلال الطاقة البريطاني".
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح في بريطانيا تترقب طفرة بدعم من حكومة حزب العمال
-
أهداف طاقة الرياح في المملكة المتحدة مرهونة بزيادة التمويل الحكومي
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أوبك+ النفطي في يوليو يرتفع 117 ألف برميل يوميًا بقيادة 3 دول
-
10 تريليونات قدم مكعبة غاز في مصر.. بئر أوريون تنتظر حسم مصيرها