تقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

سوق الغاز المسال الأوروبية تحت رحمة أميركا وروسيا.. ومصر تظهر في الصورة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تسعى أوروبا إلى فطم نفسها عن إمدادات الطاقة الروسية
  • روسيا تقترب من إزالة أميركا كأكبر مورد غاز مسال إلى أوروبا
  • مصر تحدد أسعارًا مرتفعةً لاستيراد الغاز المسال
  • تمنح أميركا غازها المسال إلى الأسواق ذات الميزة السعرية
  • قد يصل الطلب إلى ذروته في سوق الغاز المسال الأوروبية في 2025

تُظهِر سوق الغاز المسال الأوروبية درجةً عاليةً من التعقيدات الجيوسياسية التي أوقعتها تحت رحمة الولايات المتحدة وروسيا، أكبر مصدرين لهذا الوقود منخفض الكربون إلى القارة العجوز.

وعلى الرغم من إصرار الحكومات الأوروبية على فطم نفسها عن إمدادات الطاقة الروسية في أعقاب الحرب الأوكرانية (التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022)، تقترب موسكو من تجاوز واشنطن بصفتها أكبر مصدر للغاز المسال إلى أوروبا وفق أحدث البيانات الشهرية.

وما قد يدعم أهداف روسيا في الهيمنة على سوق الغاز المسال الأوروبية هو الأولوية التي تبديها أميركا للأسواق التي تتيح ميزةً سعريةً في استيراد هذا الوقود الإستراتيجي، مثل مصر التي تعاني أزمة كهرباء خلال أشهر الصيف الحالي.

ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) يُتوقع أن تَشحِن أميركا ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز المسال إلى أوروبا، شريطة أن تتواءم الأسعار مع أساسيات السوق على المدى الطويل واستقرار العرض والطلب.

وضع جيوسياسي معقّد

في ظل الوضع الجيوسياسي المعقّد وتطوُّر مشهد الطاقة في أوروبا، ظهر توجه مهم ينُم عن تقارب ملحوظ بين أكبر مصدرين في سوق الغاز المسال الأوروبية، ممثلين في الولايات المتحدة وروسيا، وفق موقع نيوز.إيه زاد (NEWS.AZ).

وبحلول نهاية شهر يوليو/تموز (2024) وجدت أوروبا نفسها تمر بتحول جذري في قطاع الطاقة، مع استيرادها كميات كبيرة من الغاز المسال من واشنطن وموسكو.

ولامست واردات أوروبا من الغاز المسال الأميركي 1.5 مليون طن، مقابل 1.3 مليون من روسيا خلال شهر يوليو/تموز (2024)؛ ما يسلط الضوء على تراجع الفجوة بين إمدادات كلا البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2021، وفق بيانات بلومبرغ، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسلط تلك الأرقام الضوء على تحول غير متوقع في مسار الأحداث؛ بالنظر إلى الجهود التي يبذلها صانعو السياسات الأوروبيون منذ مدة طويلة لخفض الاعتماد على الوقود الروسي.

ووفق بيانات شهر يوليو/تموز (2024) تقترب روسيا من تجاوز الولايات المتحدة بصفتها أكبر مصدر للغاز المسال إلى أوروبا، غير أن هذا التطور لا يُعزى إلى الزيادة الكبيرة في إمدادات موسكو من الغاز المسال، بل إلى انخفاض الصادرات الأميركية من هذا الوقود الإستراتيجي.

صادرات أميركا تنخفض عكس روسيا

هبطت صادرات الولايات المتحدة على سوق الغاز المسال الأوروبية، بنسبة 14.7% إلى 25.27 مليون طن خلال النصف الأول من عام 2024، قياسًًا بنحو 29.63 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023.

كما تراجعت صادرات أميركا لأوروبا خلال الربع الثاني المنتهي في يونيو/حزيران الماضي، بنسبة 32%، لتصل إلى 10 ملايين طن، مقارنةً بنحو 14.68 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023.

لكن صعدت صادرات أميركا إلى سوق الغاز المسال الأوروبية خلال الربع الأول المنتهي في مارس/آذار، بنسبة 2.3%، لتصل إلى 15.3 مليون طن، مقارنة بنحو 14.95 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023.

في المقابل زاد إجمالي صادرات روسيا من الغاز المسال، بنسبة 8.1% إلى 9.84 مليون طن خلال النصف الأول، قياسًا بنحو 9.1 مليون طن خلال المدة نفسها من 2023.

جاء ذلك مع ارتفاع صادرات موسكو لأوروبا خلال الربع الثاني بنسبة 8.5% إلى 4.61 مليون طن، مقارنة بنحو 4.24 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023.

كما زادت الصادرات الروسية لأوروبا خلال الربع الأول بنسبة 7.6%، لتصل إلى 5.22 مليون طن، مقارنة بنحو 4.86 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023، بحسب بيانات منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا في النصف الأول من 2024، حسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية:

إنفوغرافيك يوضح أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا خلال النصف الأول من 2024

آسيا ومصر.. أولوية لأميركا

تتساوى إمدادات روسيا وأميركا في سوق الغاز المسال الأوروبية -تقريبًا- خلال الوقت الذي تمنح فيه شركات الطاقة الأميركية أولويةً إلى الأسواق التي تتيح ميزة الأسعار المرتفعة، بدعم من ديناميكيات سوق الغاز المسال العالمية، مثل آسيا ومصر.

وفي يوليو/تموز (2024) ارتفعت أسعار الغاز المسال في آسيا، بدعم من تنامي الطلب وسط ظروف الطقس المرتفعة؛ ما أدى إلى تحولات في مسارات الإمدادات.

ووفق تقديرات شركة كبلر المتخصصة في تحليلات الطاقة يُتوقع أن تشهد واردات آسيا من الغاز المسال 24.85 مليون طن منذ بداية العام حتى يوليو/تموز (2024)، مسجلةً أعلى مستوياتها.

وبالمثل تضطر مصر -التي تواجه تحديات مشابهة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الإنتاج المحلي- إلى الدفع بعلاوة مرتفعة تصل إلى 1.9 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للواردات كي تتمكن من استيراد كميات من الغاز المسال تكفي لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

يُشار إلى أنه مع هبوط إنتاج حقول الغاز المصرية، على رأسها حقل ظُهر العملاق (أكبر حقل غاز في مصر)، تكافح البلاد من أجل تحقيق التوازن بين توفير هذا الوقود للاستهلاك المحلي وتصديره إلى الخارج، خصوصًا خلال أشهر الصيف التي ترتفع فيها الفجوة بين الطلب والإنتاج المحلي، لتعود القاهرة -مجددًا- إلى استيراد الغاز المسال من الخارج.

تضاؤل الفجوة

في يونيو/حزيران (2022) أصبحت الولايات المتحدة الأميركية أكبر مصدر للغاز المسال إلى أوروبا؛ متجاوزةً روسيا للمرة الأولى.

ومع ذلك تضاءلت الفجوة بين واشنطن وموسكو كثيرًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز (2024)، من 3.7 مليون طن إلى 200 ألف طن شهريًا.

ويوضح هذا أنه على الرغم من الضغوطات السياسية، تواصل روسيا تصدير كميات ضخمة من الغاز المسال إلى أوروبا؛ تقدر بما يتراوح بين 850 ألفًا و1.6 مليون طن شهريًا، منذ بداية الحرب الأوكرانية.

محطة يامال للغاز المسال الروسية
محطة يامال للغاز المسال الروسية - الصورة من "rivieramm"

ذروة الطلب

من الممكن أن يصل الطلب في سوق الغاز المسال الأوروبية إلى ذروته بحلول العام المقبل (2025)، في حين ترفع دول القارة من قدراتها على استيراد تلك السلعة المهمة، بحسب تقرير صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي في كندا، في شهر فبراير/شباط (2024).

وبحلول عام 2030 من الممكن أن تزيد سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا 3 مرات على الطلب المتوقع؛ ما يؤدي إلى زيادة في الاستثمارات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وهبط استهلاك الغاز في أوروبا بنسبة 20% نتيجة تطبيق إجراءات كفاءة الطاقة، ونمو معدلات استعمال مصادر الطاقة المتجددة، ومنع استعمال الغاز في الصناعات الثقيلة.

وبناءً عليه يمكن أن يلامس الطلب في سوق الغاز المسال الأوروبية ذورته خلال عام 2025، بحسب تقرير "آي إي إي إف إيه".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق