التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

إغلاق حقل الشرارة النفطي في ليبيا.. السوق تفقد 300 ألف برميل يوميًا

أحمد بدر

ما يزال حقل الشرارة النفطي في ليبيا ضحية للأحداث السياسية -وكذلك الاجتماعية- المختلفة، فما إن يتعرض لهجمة أو حصار أو إغلاق من جانب أيّ جهة وبقرارات غير مسؤولة، تفقد الدولة كميات ضخمة من إنتاجها النفطي.

وبحسب بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي الليبي العملاق، الذي شهد أحداثًا متصاعدة على مدار اليومين الماضيين، يبلغ إنتاجه نحو 300 ألف برميل يوميًا، وهو ما يقترب من ربع إنتاج الدولة بالكامل.

وكان حقل الشرارة النفطي -وهو الحقل الأكبر في الدولة الواقعة بشمال أفريقيا- قد تعرَّض لإغلاق جزئي، في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت 3 أغسطس/آب (2024)، إذ اتجهت الاتهامات في البداية إلى جماعة "حراك فزان" بقيادة منسّقها العام بشير الشيخ، وذلك لأنه كان أول من كتب نبأ الإغلاق.

إلّا أن الشيخ سرعان ما نفى التهمة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، قائلًا، إن حركته لا علاقة لها بإغلاق حقل الشرارة النفطي، رغم أن القوات الموجودة بالحقل تربطها به صلة قربى، متّهمًا صدام حفتر، نجل قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، بإصدار أوامره للقوات بالإغلاق.

إغلاق حقل الشرارة

تسبَّب إغلاق حقل الشرارة بانخفاض الإنتاج بنحو 40 ألف برميل، وذلك خلال الساعات الأولى من الإغلاق، إلّا أن الأمور سرعان ما تطورت، مع إغلاق القوات الحقل بشكل كامل.

وقال المنسّق العام لمجموعة "حراك فزان" في ليبيا بشير الشيخ، في تصريحات حديثة إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن الحقل أُغلِقَ في 5 أغسطس/آب 2024، بشكل كامل، وهو ما يُفقد البلاد نحو 300 ألف برميل يوميًا من إنتاجها.

منسق مجموعة حراك فزان بشير الشيخ
منسّق مجموعة حراك فزان بشير الشيخ

وكان بشير الشيخ قد أشار إلى أن الإغلاق الكامل يأتي ردًا على عدم تنفيذ إسبانيا مطالب صدام خليفة حفتر، الذي تتبع القوات الموجودة حاليًا داخل الحقل القيادة العامة برئاسة والده، مؤكدًا أن صدام حاول التواصل معه أكثر من مرة، لكنه لا يوافقه في تصرفاته.

في الوقت نفسه، لم تصدر عن مؤسسة النفط الليبية، أو وزارة النفط والغاز في البلاد، أيّ تصريحات بشأن عمليات إغلاق الحقل، سواء بشكل جزئي أو بشكل كامل لاحقًا، وهو ما فسّره الباحث المهتم بقطاع النفط الليبي محمود محمد، في تصريحاته إلى منصة الطاقة، بأن هذه المؤسسات لا سيطرة أمنية لها على الحقل، بل تديره من حيث الإنتاج فحسب.

يشار إلى أن حقل الشرارة النفطي كان قد واجه أحداثًا متصاعدة على مدار السنوات الـ12 الماضية، كان آخرها في 7 يناير/كانون الثاني الماضي 2024، عندما أُغلِقَ بشكل كامل، من جانب بعض المعتصمين، الذين تسبّبوا في إعلان حالة القوة القاهرة فيه.

وتسبَّب هذا الإغلاق في توقُّف إمدادات النفط الخام من حقل الشرارة النفطي إلى ميناء الزاوية، الأمر الذي أدى بدوره إلى أزمة كبيرة لقطاع النفط الليبي عمومًا، وأدى كذلك إلى مشكلة ضربت حركة نقل النفط الخام باتجاه المواني بهدف التصدير.

وفي يونيو/حزيران 2022، شهد الحقل النفطي عمليات إغلاق على يد مسلحين، وذلك بالتزامن مع تظاهرات كبيرة تسببت في إغلاق حقل الفيل، ومحطتي الزويتينة ومرسى البريقة، وكانت بهدف المطالبة بنقل السلطة من حكومة عبدالحميد الدبيبة إلى حكومة الاستقرار الوطني برئاسة فتحي باشاغا.

أين يقع حقل الشرارة النفطي

يقع حقل الشرارة النفطي العملاق في صحراء مرزق، الواقعة جنوب غرب الدولة الليبية، وذلك على مساحة تقترب من 8.7 ألف كيلومتر مربع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى الرغم من اكتشاف النفط للمرة الأولى في هذا الحقل، خلال عام 1980، فإن الإنتاج الفعلي لم يبدأ فيه إلّا عام 1996؛ حيث تمكنت ليبيا من استخراج نحو 53.78% من إجمالي الاحتياطيات القابلة للاستخراج.

حقل الشرارة الليبي
حقل الشرارة الليبي

ويتكون حقل الشرارة من مربعين، هما "إن سي 115" و"إن سي 186"، ومن المتوقع أن يتواصل الإنتاج فيه حتى عام 2060، إذ إن احتياطياته تكفي الإنتاج لسنوات طويلة، وفق التقديرات التي نشرتها منصة "أوفشور تكنولوجي" (Offshore Technology) المتخصصة في شؤون الطاقة.

يُذكر أن حقل الشرارة النفطي يخضع لإدارة شركة "أكاسوس" للعمليات النفطية، التابعة لمؤسسة النفط الليبية، إلى جانب شركات "توتال إنرجي" الفرنسية (TotalEnergies) و"أو إم في" النمساوية (OMV) و"إكوينور" النرويجية (Equinor)، المشاركة في تطويره.

احتياطيات حقل الشرارة

يُعدّ حقل الشرارة النفطي الأكبر في ليبيا من حيث الإنتاج، الذي تراوح في بعض الأحيان بين 360 و380 ألف برميل يوميًا من النفط، وذلك بفضل احتياطياته المؤكدة العملاقة، التي تبلغ 3 مليارات برميل من النفط الخام.

وبفضل هذه الاحتياطيات العملاقة، يتعرض الحقل لكثير من الأحداث العنيفة، التي تصاحب الاحتجاجات، إذ يعدّه كثيرون وسيلة ضغط مناسبة على الحكومات، وذلك لإحداث أزمات سياسية وأمنية واقتصادية في البلاد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

قطاع النفط الليبي

يشار إلى أن ليبيا شهدت صراعات متواصلة، على مدار العقد الماضي، في أعقاب الأحداث التي أطاحت بنظام الرئيس السابق معمر القذافي، إذ حاول كثيرون السيطرة على النفط وعائداته.

وأدت هذه المحاولات إلى إحداث فوضى وعنف متصاعدَين، في دولة تبلغ احتياطياتها المؤكدة من النفط الخام نحو 48.4 مليار برميل، وتمثّل عائدات النفط 98% من إيرادات الحكومة، وفق ما ورد في بيانات لمصرف ليبيا المركزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق