التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

الإلغاء يضرب مشروعات الغاز المسال في كوريا الجنوبية مع انخفاض الطلب (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

واجه قطاع الغاز المسال في كوريا الجنوبية تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، مع استمرار انخفاض الطلب وتزايد مخاطر الاستثمار في هذا القطاع.

ومنذ بداية عام 2024، شهدت كوريا الجنوبية إلغاء -أو تعليق- ما لا يقلّ عن 4 مشروعات كبيرة لمحطات استيراد الغاز المسال بقدرة إجمالية 11 مليون طن سنويًا، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويعزى ذلك إلى ارتفاع تكاليف البناء وانخفاض الجدوى الاقتصادية لمحطات الغاز المسال في كوريا الجنوبية، التي تعرضت للإلغاء أو التأجيل.

وتُشكّل مشروعات محطات الغاز المسال الملغاة أو المؤجلة في كوريا الجنوبية ما يقارب 29% من قدرة الاستيراد المخطط لها في البلاد.

تزايد مخاطر الاستثمار

بحلول عام 2031، يمكن لتكاليف الاستثمار في محطات الغاز المسال الـ11 المقترحة في كوريا الجنوبية أن تصل إلى 11.3 تريليون وون كوري (8.7 مليار دولار أميركي)، بحسب تقديرات صادرة عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA) .

وستشكّل محطات الغاز المسال في كوريا الجنوبية المقترحة هذه نحو 37 مليون طن سنويًا من سعة إعادة التغويز، ما يؤدي إلى رفع القدرة السنوية من 153 مليون طن إلى 190 مليون طن، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي وقت سابق، حذّر تقرير آخر صادر عن المعهد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 من أن الزيادة الكبيرة في مشروعات محطات استيراد الغاز المسال المقترحة في كوريا الجنوبية من قِبل الكيانات المملوكة للدولة والشركات الخاصة، ترفع من مخاطر الإفراط في الاستثمار.

عدم اتّساق البنية التحتية مع الطلب

توجد فجوة تتّسع باستمرار بين البنية التحتية لاستيراد الغاز المسال في كوريا الجنوبية والطلب عليه، حيث من المتوقع أن تقلل أهداف الحكومة المناخية من الاعتماد على توليد الكهرباء بالغاز المسال.

وبحلول عام 2038، من المتوقع أن تصل حصة الغاز المسال في مزيج توليد الكهرباء إلى 11.1% فقط، انخفاضًا من 26.8% في عام 2023.

محطة توليد كهرباء بالغاز المسال
محطة توليد كهرباء بالغاز المسال – الصورة من ExxonMobil‏

وفي السياق نفسه، قد ينخفض معدل استعمال محطات استيراد الغاز المسال في كوريا الجنوبية، وهو من أدنى المعدلات عالميًا، إلى 19.78% بحلول عام 2036، مقارنة بـ29.48% عام 2023.

واستجابة لهذه التحديات، أعلنت شركة كوريا للغاز "كوغاز"، في يناير/كانون الثاني 2024، خططها لزيادة كفاءة استعمال مرافق الغاز المسال في كوريا الجنوبية المملوكة لها، والحدّ من الاستثمار الزائد من خلال الشراكة مع القطاع الخاص.

وفي أبريل/نيسان 2024، وضعت الشركة محطة دانغجين (Dangjin) للغاز المسال، أمام المستأجرين من القطاع الخاص، ودعت المستوردين المباشرين للغاز المسال إلى تقديم عطاءات لتأجير مساحة المحطة.

كما ألغت شركتان أُخريان، وهما كوريا الجنوبية للكهرباء (KOSPO) وكوريا ميدلاند للكهرباء (KOMIPO)، مشروعات لاستيراد الغاز المسال في كوريا الجنوبية، إذ ألغت الأولى، في أبريل/نيسان 2024، مشروعًا لتخزين الغاز المسال بسعة 180 ألف طن، كان سيبدأ في 2028، بينما ألغت الثانية، في يوليو/تموز 2024، خطة بناء محطة بوريونغ، كانت ستبدأ عام 2027.

الطلب على الغاز المسال في كوريا الجنوبية

انخفضت واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال بنسبة 4.9% في 2023، مدفوعة بالأسعار المرتفعة، التي أدت إلى انخفاض الطلب على الكهرباء والغاز المحلي، تزامنًا مع زيادة التوليد باستعمال الطاقة النووية والمتجددة.

وخلال النصف الأول من عام 2024، شهدت واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال نموًا قليلًا، لتحتلّ المرتبة الثالثة بين أكبر 10 مستوردين للغاز المسال.

وارتفعت واردات كوريا الجنوبية بنسبة 0.5% على أساس سنوي، لتصل إلى 23.64 مليون طن في الأشهر الـ6 الأولى من 2024.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال خلال النصف الأول 2024، مقارنة مع 2023:

واردات كوريا الجنوبية من الغاز المسال في النصف الأول 2024

وتتوقع وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية أن ينخفض الطلب على الغاز في توليد الكهرباء سنويًا من 22.89 مليون طن في 2023 إلى 11.09 مليون طن بحلول 2036، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبالرغم من ذلك، ما تزال الحكومة ترى أن الوقود الأحفوري ضروري لأمن الطاقة، وتتضمن الخطط الأخيرة عمليات حفر استكشافية في البحر الشرقي، التي يمكن أن تكشف عن احتياطيات من النفط والغاز، تُقدَّر بنحو 14 مليار برميل.

وتخطط الحكومة لإطلاق هذا المشروع الكبير في البحر الشرقي، بحلول نهاية 2024، بتكلفة تُقدَّر بـ500 مليار وون كوري (363 مليون دولار أميركي)، مع توقُّع نتائج أولية في النصف الأول من 2025.

ومع ذلك، فإن انخفاض الطلب على الغاز في كوريا الجنوبية واكتساب جهود إزالة الكربون زخمًا، قد يؤديان إلى أن تصبح مشروعات النفط والغاز في البحر الشرقي أصولًا عالقة، في حين إن زيادة الإنتاج المحلي -أيضًا- يمكن أن تقلّل من الحاجة إلى واردات الغاز المسال الجديدة.

(الوون الكوري الجنوبي = 0.00073 دولارًا أميركيًا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق