رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

تغير المناخ.. شواطئ إسكتلندا قد تفقد 120 مترًا خلال 40 عامًا (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تآكل الشواطئ ظاهرة تهدد سلامة العديد من المدن العالمية
  • يحدث تآكل الشواطئ نتيجة زحف التيارات المائية والمد والجزر
  • قد تتآكل شواطئ مدينة مونتروز بواقع 7 أمتار سنويًا
  • تآكلت الشواطئ بواقع 70 مترًا خلال الـ30 عامًا الماضية
  • نصف شواطئ العالم - تقريبًا- مهددة بالتآكل بحلول 2100

تكشّر ظاهرة تغير المناخ عن أنيابها في إسكتلندا التي باتت عُرضةً لمخاطر تآكل الشواطئ في منطقة مونتروز؛ ما يُنذِر بخسائر فادحة في المدينة الساحلية التي قد تختفي فيها المناطق العازلة التي تحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر والأعاصير الشديدة.

وتُعرف ظاهرة تآكل الشواطئ -التي تسمَّى كذلك "نَحْر الشواطئ"- بأنها فقدان أو إزاحة الأرض على طول الشاطئ نتيجة عوامل طبيعية عدّة، مثل التغيرات المناخية التي يَنتُجْ عنها ارتفاع منسوب مياه البحر، ومن ثم تراجع الشاطئ، إلى جانب زحف التيارات المائية وتحرك الرياح أو الأمواج أو المد والجزر.

ويهدد تآكل الشواطئ باختفاء مساحات واسعة من السواحل في مونتروز، تصل إلى 7 أمتار سنويًا؛ ما يتطلب تحركًا عاجلاً من قبل السلطات في البلد الواقع شمال غرب أوروبا، قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة تهدد المجتمعات البشرية التي تقطن الشريط الساحلي.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أضحى نصف شواطئ العالم -تقريبًا- مهددًا بالتآكل بحلول نهاية القرن الحالي (2100)، نتيجة الأمواج والمد والجزر؛ ما يهدد سلامة الكوكب، ويُنذِر باندثار أجزاء عديدة منه.

تآكل الشواطئ

يتآكل الشاطئ في شمال شرق إسكتلندا بسرعة نتيجة تغير المناخ؛ ما يترك مونتروز عُرضَةً بالكامل لمخاطر الفيضانات، ويهدد بغرق ملاعب الغولف التراثية الكائنة بها منذ قرون، وفق نتائج تقرير صادر عن مشروع ذا دايناميك كوست (The Dynamic Coast) الإسكتلندي المعني بمواجهة ظاهرة تآكل السواحل في البلاد.

وتوقّع التقرير الذي درس معدل تآكل الشواطئ في مونتروز الواقعة في منطقة أنغوس على الساحل الشرقي لإسكتلندا، اختفاء 120 مترًا من تلك الشواطئ خلال 40 عامًا، بمتوسط 3 أمتار سنويًا.

ويتخوف سكان مونتروز من بدء موسم العواصف في فصل الخريف؛ إذ تسببت العواصف العاتية التي ضربت المدينة العام الماضي (2023)، في تآكل السواحل بواقع 7 أمتار خلال عام، أي بأكثر من 4 أمتار عمّا توقّعه العلماء.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول (2023)، كشف تقرير منفصل صادر عن مؤسسة إنفيروسنتر (EnviroCentre) الإسكتلندية النقاب عن معدلات قياسية في تآكل الشواطئ، تتراوح بين 2.8 و 7 أمتار سنويًا.

وبحسب التقرير، فإنه "من المتوقع استمرار الأنماط المرصودة في تآكل الشواطئ، أو حتى تسارع وتيرتها، نتيجة تغير المناخ".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، انهار ممشي شاطئ مونتروز خلال موجة المد العالية التي أعقبت إعصار بابيت (Babet)؛ مخلّفةً حفرةً عميقةً في الممشى.

تآكل الشواطئ يهدد ملاعب الغولف التراثية في مونتروز
تآكل الشواطئ يهدد ملاعب الغولف التراثية في مونتروز -الصورة من Getty Images

وفقدَ الشاطئ المذكور 3 أمتار من مساحته خلال تلك العاصفة فقط، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، رصدت إسكتلندا عواصف لامست سرعتها 86 مترًا/الساعة خلال إعصار غيريت (Gerrit).

وقال قائد المجموعة الفرعية لمواجهة تآكل الشواطئ في مجلس مجتمع مونتروز ديفيد وود: "لقد وُلدت وتربيت في مونتروز، ولا أعتقد أن أيًا منّا يمكنه أن يتذكر شدة العواصف التي تعرّضنا لها الموسم الماضي".

وتساءل وود: "هل كانت تلك عواصف تَهُب مرة واحدة في 100 عام؟ وهل ستأتي إلينا بعد 100 عام أخرى؟ ربما لا، فهذا هو تغير المناخ".

سجل سيئ من العواصف

تمتلك مونتروز سجلاً سيئًا من تآكل الشواطئ، يمكن الاستدلال على شدّته عبر فقدان ملاعب الغولف التراثية التي تأسست قبل أكثر من 460 عامًا، وخلال الـ30 عامًا الماضية تآكلت الشواطئ بواقع 70 مترًا في مونتروز.

وأوصت دراسات منفصلة أجراها مجلس أنغوس ومشروع "دايناميك كوست" بضرورة إجراء صيانة عاجلة للكثبان الرملية المتراجعة في خليج مونتروز، وإلّا سيكون هناك مخاطر نتيجة فتح ممرات الفيضانات التي ستدمّر المباني السكنية في المدينة.

وقال عضو مجلس مونتروز تومي ستيوارت: "سأمنح مونتروز 3 سنوات أخرى، وأعتقد أنها ستكون غارقة في المياه بعد تلك المدة".

وأضاف: "الدفاعات ستنهار إذا لم يتحرك المسؤولون لفعل شيء"، بتصريحات أدلى بها إلى غارديان في ديسمبر/كانون الأول (2023).

إلى جانب ذلك، توقّع تقرير "إنفيروسنتر" أن يحدث تآكل في الشواطئ بواقع 170 مترًا في جنوب مونتروز بحلول عام 2100.

أعمال الطوارئ

يُبدي مجلس مجتمع مونتروز حرصًا على تنفيذ أعمال طوارئ بدءًا من أبريل/نيسان لعام 2025، التي ستشمل جلب كميات كبيرة من الرمال إلى الشاطئ لتعويض المستويات المفقودة منها.

ووجد تقرير "إنفيروسنتر" أن الأعمال اللازمة لصيانة الشاطئ قد تكلف مليونَي جنيه إسترليني (2.5 مليون دولار أميركي)، في الوقت الذي تبلغ فيه ديون مجلس أنغوس 50 مليون جنيه إسترليني (64 مليون دولار أميركي).

*(الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا).

ويتفق قائد المجموعة الفرعية بشأن تآكل الشواطئ في مجلس مجتمع مونتروز ديفيد وود أن هناك مخاوف بشأن التمويلات، غير أنه قال، إن مجلس مدينة أنغوس كان يعمل عن كثب مع نظيره في مونتروز، للحصول على دعم الحكومة الإسكتلندية في تنفيذ الأعمال التي ستبدأ في أبريل/نيسان (2025).

وتابع: "يتعين أن يأتي الدعم من الحكومة الإسكتلندية بشكل أو بآخر"، مضيفًا: "حتى الحل على المدى القصير في هذا النوع من الشواطئ لن يُطبَّق مرةً واحدةً في العمر، بل ربما يُطبَّق سنويًا".

وأشار وود إلى أن الأعمال المقترح تنفيذها العام المقبل (2025) هي من نوعية الحلول قصيرة الأجل لخفض تآكل الشواطئ نتيجة تغير المناخ؛ وهو ما سيمنح مجلس المدينة الوقت لاستحداث حلول طويلة الآجل في هذا الخصوص، على الرغم من عدم وضوح آليات التمويل".

جانب من تآكل الشواطئ في مونتروز
جانب من تآكل الشواطئ في مونتروز -الصورة من thecourier

وقال مجلس مدينة أنغوس: "المجلس استقر على حل لصيانة ومراقبة وقياس درجة تآكل الشواطئ في مونتروز، ونحن على تواصل دوري مع الحكومة الإسكتلندية وهيئة نيتشر سكوت (NatureScot) اللتين تقودان مشروع دايناميك كوست، للاستعانة بجهودهما في مواجهة تآكل الشواطئ في أنغوس".

من جهتها، حذّرت الحكومة الإسكتلندية من أنّ "تغير المناخ لا يمثّل تهديدًا بعيدًا، ونحن نَلْمَس تداعياته على المجتمعات الساحلية مثل مونتروز نتيجة الطقس المتطرف وارتفاع منسوب مياه البحار"، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتابعت: "تواصل الحكومة العمل مع المجتمع المحلي وأصحاب المصلحة لدعمهم في إيجاد أرضية مشتركة للانطلاق منها، وبناء رأي موحّد لمواجهة تآكل الشواطئ في مونتروز".

موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق