أكبر مصفاة في أفريقيا.. ماذا حققت بعد 6 أشهر من تشغيلها؟ (تقرير)

حقّقت مصفاة دانغوتي في نيجيريا، التي تُعد أكبر مصفاة في أفريقيا، نتائج إيجابية في سوق الوقود العالمية خلال الأشهر الستة الأولى من تشغيلها، في حين ظهرت بوادر آثار سلبية لها على تدفقات الخام.

وبدأت مصفاة دانغوتي الإنتاج في يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لنيجيريا من الوقود، ومن المقرر أن تدعم المصفاة، التي تبلغ تكلفتها 20 مليار دولار، تدفقات الخام الدولية عندما تصل إلى قدرتها الكاملة، بعد أن أحدثت تأثيرًا منذ بدء تشغيلها في يناير/كانون الثاني الماضي، وفقًا لتقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُعَد نيجيريا أكبر منتج للنفط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ إذ ضخّت 1.5 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران الماضي، وفقًا لمسح منصة بلاتس أوبك، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

تجدر الإشارة إلى أنه حتى هذا العام (2024)، جرى تصدير جميع النفط النيجيري بسبب نقص قدرة التكرير، مع استيراد البنزين والديزل ووقود الطائرات للاستهلاك المحلي.

تحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود في نيجيريا

كانت الغاية من تصميم مصفاة دانغوتي، التي تبلغ طاقتها 600 ألف برميل يوميًا، وبناها أغنى رجل في أفريقيا، جعل نيجيريا مكتفية ذاتيًا من الوقود.

وفي الأشهر الـ6 الأولى، توسعت أكبر مصفاة في أفريقيا إلى 400 ألف برميل يوميًا، وسلّمت الديزل ووقود الطائرات والنافثا وزيت الوقود إلى الأسواق المحلية والتصديرية، وفقًا لمصادر الشركة وبيانات تتبع السفن.

ومن المقرر إنتاج البنزين، وهو نوع الوقود الأساسي في نيجيريا، بدءًا من منتصف أغسطس/آب المقبل.

• ليبيا تكشف حقيقة صفقة أكبر مصفاة نفط في أفريقيا

على صعيد آخر، أثرت المصفاة في تدفقات الخام، مع بقاء عشرات الشحنات النيجيرية داخل البلاد، واستيراد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، وهو خام خفيف وحلو مماثل، وبالتالي، قد تعمل على تضييق سوق الخام الخفيف الحلو.

وقال أحد تجار الخام في غرب أفريقيا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights: "إنها تستهلك خام غرب تكساس الوسيط والنفط النيجيري الأخف وزنًا، لذلك فإن طلب تلك البراميل قد يؤدي إلى تضييق سوق الخام".

بأي نفط تعمل أكبر مصفاة في أفريقيا؟

بُنيت مصفاة دانغوتي بالقرب من مدينة لاغوس للعمل بالنفط الخام النيجيري، مع القدرة على معالجة أنواع أخرى من الخام الخفيف والمتوسط ​​بصفتها مواد احتياطية.

ووافقت شركة النفط الوطنية النيجيرية، التي كانت في الأصل مساهمة بنسبة 20% في المشروع، على توريد نحو 300 ألف برميل يوميًا، لكنها فشلت في القيام بذلك، ما أدى إلى تأجيج نزاع عام بين شركة النفط الحكومية، والجهات التنظيمية للطاقة في نيجيريا، والمصفاة وشركات النفط العالمية.

• قفزة في عائدات النفط الخام النيجيري رغم استمرار سرقة الخام

وتلقت أكبر مصفاة في أفريقيا، حتى الآن، 47 شحنة -نحو 170 ألف برميل يوميًا- من النفط الخام النيجيري، 20 منها من شركة النفط الوطنية النيجيرية، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وظهر خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند في البداية بصفته المادة الأولية المفضلة لتكملة الإمدادات النيجيرية، إذ وقّعت المصفاة عقود توريد طويلة الأجل للخام الأميركي وأشارت إلى أسعاره التنافسية.

وقيّمت منصة بلاتس Platts -وهي جزء من وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس- خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند إلى روتردام آخر مرة عند 82.36 دولارًا للبرميل في 31 يوليو/تموز الماضي، في حين جرى تقييم خام "بوني لايت" Bonny Light النيجيري عند 82.80 دولارًا للبرميل في اليوم مفسه.

وشكّلت الدرجة الأميركية نسبة 30% من الخام المسلم إلى دانغوتي، من خلال 18 شحنة.

من ناحية ثانية، تركت الصعوبات في الوصول إلى النقد الأجنبي سفن شركة بتروتشاينا PetroChina، المحملة بخام خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، متوقفة عن المصفاة لأسابيع؛ إذ ورد أن الشركة الصينية مترددة في مبادلة الخام بالمنتجات.

وفي 30 يوليو/تموز الماضي، أكدت وكالة كوموديتي إنسايتس أن المصفاة كانت تتطلّع إلى بيع فائض خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند؛ ما أدى إلى تأجيج حالة عدم اليقين بشأن استمرار تدفق التجارة الذي بدأ حديثًا.

تأثير السوق

ظهرت تدفقات الخام داخل مصفاة دانغوتي وخارجها في أسواق أخرى، خصوصًا في أوروبا، أكبر مستهلك للخام النيجيري الخفيف الحلو.

وتُظهر بيانات منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي" S&P Global Commodities at Sea، أن الواردات الأوروبية من الخام النيجيري انخفضت منذ يناير/كانون الثاني الماضي، مع انخفاض واردات النفط الأميركي فقط بأكثر من ذلك.

• أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تواجه اتهامات خطيرة

وشهدت نيجيريا -التي لم تستورد النفط الخام من قبل- أكبر زيادة في واردات خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند على مستوى العالم منذ افتتاح المصفاة.

وقد يؤثر الطلب المتزايد على خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند في آسيا وأوروبا، في الأسواق التصديرية الرئيسة للخام الأميركي، الذي ظهر بصفته درجة "تأرجح" في السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضًا..

• أنس الحجي: أسواق النفط تتأثر بوصول "بزشكيان" لحكم إيران.. في حالة واحدة
• أرباح شركات النفط الكبرى في الربع الثاني من 2024 (إنفوغرافيك)
• تغير المناخ.. هل يحسم منافسة إستراتيجيات الطاقة بين هاريس وترمب؟ (مقال)