طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

خبراء: الطاقة الشمسية في سلطنة عمان تواجه تحدي تعرفة الكهرباء

داليا الهمشري

يشهد قطاع الطاقة الشمسية في سلطنة عمان طفرة كبيرة في ظل التوسع في المشروعات على المستويات كافًة، ولا سيما بعد انخفاض أسعار الألواح الشمسية التي جعلت المنظومات تحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة، إلا أن عددًا من الخبراء أكدوا أن التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية في السلطنة ما يزال يواجه تحديًا كبيرًا، يتمثل في انخفاض تعرفة كهرباء الشبكة.

جاء ذلك في ندوة بعنوان "عمان: توقعات سوق الطاقة الشمسية لقطاع التوليد الموزع لعام 2024"، عُقدت يوم الثلاثاء 30 يوليو/تموز 2024، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة عبر تقنية التواصل المرئي.

واستعرضت الندوة أهم التحديات والتوقعات بسوق الطاقة الشمسية في سلطنة عمان، مع التركيز على استكشاف الفرص المستقبلية وتحسين كفاءة المشروعات وتأكيد أهمية التشريعات واللوائح الجديدة بدعم توسّع قطاع الطاقة الشمسية في البلاد.

جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان
جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان

موارد الطاقة الشمسية في سلطنة عمان

أكد المتخصص في الطاقة المتجددة بشركة نماء لتوزيع الكهرباء المهندس خالد المبيحسي أن عُمان تمتاز بموارد شمسية هائلة تؤهلها للريادة في مجال توليد الكهرباء النظيفة.

وسلّط الضوء على التوسع الذي حققته البلاد في مجال الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى تنفيذ 534 منظومة شمسية صغيرة ومتوسطة، وتوصيلها بالشبكة بقدرة تبلغ نحو 61.138 ميغاواط حتى عام 2024، منها 81 مشروعًا قوميًا بقدرة 14.460 ميغاواط.

يُضاف إلى ذلك 105 منظومات شمسية لمشروعات تجارية بقدرة 32.159 ميغاواط، و307 منظومات لوحدات سكنية بقدرة 3.766 ميغاواط، و41 منظومة لمشروعات زراعية بقدرة 1.884 ميغاواط.

كما أشار إلى أن هناك الكثير من المنظومات ما تزال في طور التركيب والتنفيذ لم تُربط بالشبكة بعد.

تعرفة الكهرباء

توقّع المبيحسي -في كلمته خلال الندوة- دخول محطتَي الطاقة الشمسية منح 1 ومنح 2 حيز التنفيذ خلال عام 2025، بقدرة 1000 ميغاواط.

كما أوضح أن هناك عددًا كبيرًا من الطلبات لإنشاء منظومات شمسية على المستوى المتوسط وما دونه، إلّا أنها ما تزال قيد الدراسة.

من جانبه، سلّط مدير تطوير المشروعات ومصمم أنظمة الطاقة الشمسية بشركة الوادي للطاقة الشمسية، المهندس أورهان ترك، الضوء على سوق الطاقة الشمسية في عمان خلال العام الجاري (2024).

وأشار إلى أن شبكة الكهرباء في عمان مُقسّمة إلى شبكة رئيسة في الشمال تضخ أكثر من 90% من الأحمال، بالإضافة إلى شبكة أخرى في الجنوب، موضحًا أن الشبكة كانت في السابق تشتمل على عدّة شركات توزيع كهرباء، ولكنها دُمجت جميعًا تحت لواء شركة نماء.

ولفت ترك إلى أن تعرفة الكهرباء ما تزال من أكبر التحديات التي تواجه التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية في سلطنة عمان.

وأوضح أن البلاد قررت -في عام 2017- رفع الدعم عن أولئك الذين يزيد استهلاكهم للكهرباء عن 100 ميغاواط/ساعة خلال عام، وكان الدعم المباشر يصل إلى أكثر من 46% من فاتورة الكهرباء.

وأوضح أن هذا القرار أوجد تحديًا يتمثل في ارتفاع أسعار الكهرباء على كبار المستهلكين والقطاع الصناعي؛ ما أتاح المجال للمنظومات الشمسية لمنافسة كهرباء الشبكة.

جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان
جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان

سوق واعدة

لفت المهندس أورهان ترك إلى أن أسعار الكهرباء في عُمان تُعدّ منخفضة مقارنةً بالمعدل الدولي؛ ما يُسبّب تحديًا كبيرًا لمطوري المنظومات الشمسية لتوفير كهرباء نظيفة مقاربة في السعر.

وتوقّع أن تكون السوق العمانية من الأسواق الواعدة في مجال أنظمة الطاقة الشمسية وتقنيات التخزين، مشيرًا إلى أنها قد تتفوق على عدد من الدول الرائدة في هذا المجال.

وحول تمويل مشروعات الطاقة الشمسية في سلطنة عمان، قال ترك: "في البداية كانت هناك صعوبة بإقناع البنوك المحلية لمنح تمويلات لإنشاء المنظومات الشمسية، ولكن في الوقت الحالي تولي العديد من البنوك المحلية اهتمامًا كبيرًا للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى المشروعات الصغيرة والكبرى".

كما أكد أن انخفاض أسعار الألواح الشمسية قد أسهم بصورة كبيرة بازدهار هذا القطاع في عمان؛ لأنه أصبح من السهل -الآن- تحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة من تأسيس المنظومات الشمسية على الأسطح.

جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان
جانب من ندوة حول الطاقة الشمسية في سلطنة عمان

ثورة في تقنيات التخزين

من جانبه، أيّد مدير المبيعات الإقليمي لشركة هواوي عمر أبو نجم الرأي القائل، إن تعرفة الكهرباء ما تزال تمثّل عائقًا أمام التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية في سلطنة عمان، ومعظم الدول النفطية؛ لأنها توفر كهرباء الشبكة بأسعار منخفضة.

وتوقّع ثورة مقبلة في مجال تقنيات التخزين لأنظمة الطاقة الشمسية، وأن تكون بأسعار اقتصادية في المستقبل القريب.

وذكر أن أبرز التحديات التي تواجه أسواق الطاقة الشمسية في دول الوطن العربي يتمثل في تعرفة الكهرباء والتقنية المتطورة، مشيرًا إلى أن توافر تقنيات التخزين الحديثة سيسهم في التوسع في هذا القطاع، لا سيما أن درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف في دول المنطقة تؤثّر بالبطاريات.

بدوره، أكد مهندس التخطيط والتصميم بشركة نفاذ لاستشارات الطاقة المتجددة في عمان، إسماعيل الشيدي، أن الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار الألواح الشمسية خلال المدة الأخيرة قد أسهم بشكل واضح في زيادة الطلب على إنشاء المنظومات الشمسية من قبل المطورين والمستهلكين الشخصيين، وأصبح هذا القطاع أكثر جاذبية للجمهور من العام الماضي.

ودعا إلى ضرورة التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر لاستعماله في تخزين الطاقة، ولا سيما في ظل عدم موثوقية طاقتي الشمس والرياح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق