أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم تشهد إطلاق مرحلتها الثانية.. وإجراءات أمنية مشددة
محمد عبد السند
- تخطط روسيا لتصدير أكثر من 100 مليون طن غاز مسال سنويًا
- محطة أركتيك2 مكون رئيس في خطط تعزيز صادرات الغاز المسال الروسي
- ترغب روسيا في رفع إنتاج الغاز المسال 3 أضعاف بحلول 2030
- الهجمات الأوكرانية أثرت في البنية التحتية للطاقة الروسية
- روسيا رابع أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا
طغت التدابير الأمنية المشددة على مشهد إطلاق المرحلة الثانية من أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم، ممثلةً في مشروع أركتيك 2 للغاز المسال (Arctic LNG 2) الروسي.
وتأتي تلك الإجراءات الأمنية في إطار توفير أقصى قدر من الحماية للمشروع ضد أي هجمات عدائية تشنّها المسيرات الأوكرانية التي تستهدف البنية التحتية للطاقة في روسيا.
وتبرز أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم، الواقعة على بحر كارا الجليدي، جزءًا رئيسًا في خُطط الكرملين لتوسيع صادرات البلاد من هذا الوقود الإستراتيجي منخفض الكربون وتحويله إلى رافد رئيس لدعم الاقتصاد الوطني.
وتخطط موسكو لتصدير أكثر من 100 مليون طن من الغاز المسال سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، كما ترغب في رفع إنتاج هذا الوقود 3 أضعاف بحلول المدة ذاتها؛ ما سيعزز الإيرادات السنوية بواقع 35 مليار دولار، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
أجواء عسكرية
اتسمت عملية إطلاق المرحلة الثانية من أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم بأجواء عسكرية تحسبًا لوقوع هجمات أوكرانية محتملة، بحسب ما أورده موقع جي كابتن (gCaptain) المتخصص في الأخبار البحرية.
وعلى خلفية العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الأوكراني بين الحين والآخر ضد البنية التحتية للطاقة في روسيا، اتجهت موسكو إلى تكثيف التدابير الأمنية اللازمة لحماية مشروعاتها الحيوية في قطاع الطاقة، ومن بينها أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال.
وأطلقت شركة نوفاتك (Novatek)، ثاني أكبر مُنتِج للغاز الطبيعي في روسيا، المرحلة الثانية من أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم من حوض جاف يقع بالقرب من مدينة مورمانسك في 25 يوليو/تموز (2024)، بمساعدة أسطول من زوارق السحب والسفن البحرية المتطورة.
ويستعمِل المشروع منصات خرسانية عائمة ضخمة قادرة على التعامل بكفاءة مع كل خط إنتاج، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويبلغ طول المنصة 300 متر، وعرضها 128 مترًا، في حين تزن 540 ألف طن، وهي تنافس بذلك محطة بريلود (Prelude) للغاز المسال العائمة المملوكة لشركة شل متعددة الجنسيات.
وستمضي المنصة الروسية في رحلتها البالغة 1300 ميل بحري إلى القطب الشمالي مصحوبةً بسفينتي استطلاع وغطاء جوي مكثف تابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي إف إس بي (FSB).
وتُظهِر الصور المُلتَقَطَة خلال المرحلة الأولية من عملية سحب المنصة في خليج كولا -كذلك- السفن والغواصات العسكرية الروسية متمركزةً بالقرب من المنصة.
سياج السرية
وعلى عكس إطلاق خط الإنتاج الأول من أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم خلال أغسطس/آب (2023) والذي حضر مراسمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحظي بتغطية إعلامية موسعة، فُرِضت سياج السرية حول إطلاق وحدة الإنتاج الثانية من المشروع.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي: "لضمان سلامة محطات الطاقة العائمة، والكشف عن التهديدات والأعمال التخريبية المحتملة والتصدي لها في الوقت الملائم، جرى تطوير واعتماد سلسلة من التدابير الرامية لمكافحة الإرهاب"، في بيان صادر عن المكتب الصحفي لـ"إف إس بي"، تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المرجّح أن تظل التهديدات الأوكرانية هي الخطر الأكبر الذي يواجه مشروع أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم، خلال المرحلة الأولى من عملية السحب في خليج كولا وعلى امتداد شبه جزيرة كولا الواقعة شمال روسيا.
هجمات مؤثرة
نجحت الهجمات التي تشنّها مسيرات أوكرانية في تعطيل أو حتى تدمير ثُلث الأسطول البحري الروسي بالبحر الأسود.
وسيستغرق الأمر قرابة 3 أسابيع لنقل المنصة عبر المياه المفتوحة في بحر بارنتس وكارا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وسبق أن تعرّضت المنشآت التابعة لشركة نوفاتك لهجمات أوكرانية استهدفت تقويض البنية التحتية لصادرات الطاقة الروسية.
وفي يناير/كانون الثاني (2024) تعرّض مجمع المعالجة ومحطة الصادرات أوست لوغا (Ust-Luga) في بحر البلطيق لهجوم بمسيرة أوكرانية.
واستغرقت المحطة المتخصصة في معالجة مكثفات الغاز وتحويلها إلى النافثا الخفيفة والثقيلة ووقود الطائرات وزيت الوقود والديزل الأحمر، أكثر من شهرين لاستئناف عملياتها بشكل طبيعي.
إلى جانب ذلك تعرّضت مصافي التكرير الرئيسة ومستودعات الوقود الروسية لهجمات بعيدة المدى أطلقتها المسيرات الأوكرانية؛ أبرزها الهجوم الذي وقع على في منطقة باكشيريا على بُعْد أكثر من 1500 كيلومتر داخل الأراضي الروسية في مايو/أيار (2024).
وبمجرد وصولها إلى موقعها النهائي في محطة أوتريني (Utrenney) الكائنة على شبه جزيرة غيدان شمال غرب سيبيريا، على بُعْد نحو 3000 كيلومتر من أوكرانيا، ستستقر أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم خارج النطاق الحالي المستهدَف من قبل المسيرات الأوكرانية.
ويُشار إلى أن روسيا هي رابع أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا، غير أن القيود المفروضة على محطة الغاز المسال الرائدة أركتيك 2 تعرقل خططها المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات الغاز المسال الروسي من "أركتيك 2" في ورطة بسبب العقوبات (تقرير)
- بيانات الغاز المسال الروسي تكشف حقيقة دعم فرنسا لأوكرانيا.. المصالح أولًا
- الغاز المسال الروسي يجنّب الاتحاد الأوروبي "صدمة الطاقة" مع ذروة 2024
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: سياسات الطاقة لكامالا هاريس وترمب تضم 3 ملفات وفروقًا مهمة
- تويوتا تبني مصنعًا لبطاريات السيارات الكهربائية في جزيرة السيليكون اليابانية
- السفن الصغيرة العاملة بالطائرات الورقية.. تقنية قد تغيّر قواعد النقل البحري