موريتانيا تستعد لاستخراج 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز
تستعد موريتانيا لبدء استخراج الغاز من مشروع عملاق تُقدَّر احتياطياته بأكثر من 15 تريليون قدم مكعبة، في خطوة من شأنها أن تضع نواكشوط في نادي الدول المصدرة للغاز.
ووفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلن وزير البترول والمعادن والطاقة الناني ولد اشروقة اكتمال مكونات مشروع السلحفاة أحميم الكبير، والبدء قريبًا في توصيل آبار الغاز بمحطات الإنتاج، بعد وصول نسبة تنفيذ الأعمال إلى 95%.
وكان من المقرر بدء الإنتاج من حقل غاز السلحفاة أحميم في أبريل/نيسان 2022، إلّا أن عدّة تحديات واجهت المشروع أدت إلى تأخيره إلى نهاية العام الجاري، فضلًا عن زيادة تكاليف عمليات تطوير المشروع.
وأجرى الوزير الموريتاني رفقة نظيره السنغالي بيرامي سولي ديوب زيارة مشتركة لسفينة إنتاج وتخزين الغاز التابعة لمنشآت حقل السلحفاة أحميم الكبير، والواقعة في المحيط الأطلسي، على بعد 40 كيلومترًا من سواحل موريتانيا.
حقل غاز السلحفاة أحميم
تأتي الزيارة الميدانية ضمن متابعة برنامج تطوير حقل غاز السلحفاة أحميم، المشترك بين موريتانيا والسنغال، يُطَوَّر بالشراكة مع شركة النفط البريطانية بي بي، وشركة كوزموس إنرجي الأميركية.
ويُطَوَّر المشروع بشراكة رباعية بين: شركة النفط البريطانية بي بي ، وكوزموس إنرجي (Kosmos Energy) الأميركية، وشركة النفط الوطنية في السنغال بتروسين (Petrosen)، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات (SMH).
وتتمثل الوظيفة الرئيسة لمنصة إنتاج وتخزين وتفريغ الغاز في تنقية الغاز وإزالة الماء والزيوت والشوائب وتخزينه قبل نقله عبر الأنابيب تحت سطح البحر إلى منصة تسييل الغاز التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الشاطئ.
وأعلن الناني ولد أشروقة خلال الزيارة، أن نسبة الإنجاز في مشروع الغاز وصلت إلى 95%، قائلًا: "نقترب تدريجيًا وبخطى ثابتة من إنتاج أول شحنة من الغاز.. ونتطلع الآن إلى هذا الحدث أكثر من أيّ وقت مضى".
وأضاف: "نعمل معًا مع كل الشركاء على تحقيق هدف المشروع المتمثل في إنتاج 2.3 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، لمدة تزيد على أكثر من 20 سنة".
تهدف المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل غاز السلحفاة أحميم إلى إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 5 ملايين طن سنويًا خلال المرحلة الثانية، وما يصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد إكمال جميع المراحل الـ3 للمشروع.
ويرتكز مشروع تورتو أحميم للغاز المسال على حقلي غاز بحريين هما "تورتو" و"أحميم" المكتشفين في عامي 2015 و2016 على الترتيب، إذ حُفرت بئر "تورتو أحميم الكبير 1" في 2019، ويُقدَّر إجمالي احتياطيات المشروع بـ15 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
شكّل وصول منصة إنتاج وتخزين الغاز إلى موقعها النهائي علامة فارقة في مسار تطوير مشروع تورتو أحميم للغاز المسال (حقل غاز السلحفاة أحميم)، إذ تُعدّ المكوِّن الرابع والأخير الضروري لاستكمال مرافق الإنتاج الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع.
وستعمل المنصة العائمة بطاقتها المكونة من 8 وحدات لمعالجة وإنتاج 500 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا.
وتتكون منشآت حقل الغاز من 4 مكونات كبرى، هي: أنظمة الآبار وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر، ومنصة إنتاج وتخزين وتفريغ الغاز، ومحطة تسييل الغاز، ومنشآت المرافق الفنية، كالسكن، والجسور الفولاذية، والحائط كاسر الأمواج الذي أُنشئ لحماية المنصات العائمة من تقلبات البحر.
وشكّلت الزيارة فرصة للوفدين الموريتاني والسنغالي للاطّلاع على الأجزاء الفنية للمنصة، والاستماع للمسؤولين القائمين على التشغيل، والتحقق من جاهزية المنصة التي وصلت إلى المياه الموريتانية قبل شهرين.
ويُطَوَّر حقل الغاز في موريتانيا الواقع على الحدود البحرية مع السنغال، باستعمال منشآت الغاز المسال العائمة البحرية، ومحطات إنتاج وتخزين الغاز، إذ سيكون مشروع السلحفاة أحميم الكبير أول مشروع تطوير من شأنه أن يجعل الحوض الساحلي مصدرًا عالميًا للغاز، مما يوفر إيرادات لكل من موريتانيا والسنغال، فضلًا عن توفير مصدر للطاقة المحلية منخفضة التكلفة.
وأسهمت تجربة موريتانيا الناشئة في مجال النفط والغاز بشقّيها العمومي والخاص بشكل حاسم في تطوير مشروع الغاز المشترك، إذ يعمل قطاع الطاقة على إثراء الخبرة الوطنية وتثمينها لتطوير مشروعات جديدة كحقل بير اللّه، وحقول غازية أخرى كحقل باندا.
موضوعات متعلقة..
- مشروع تورتو أحميم يستقبل منصة ضخمة تعادل مساحة ملعبي كرة قدم
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يشهد خطوة مهمة تقرّبه من الانطلاق
اقرأ أيضًَا..
- رفع أسعار الوقود في مصر 15%.. ما علاقة صندوق النقد الدولي؟
- هل يؤثر انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة الأميركية في أسواق الطاقة العالمية؟ (تقرير)
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 6 شهور (ملف خاص)