تقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباء

قطع الكهرباء في مصر يستمر.. وبيانات خاصة تكشف السبب

الطاقة

يتواصل قطع الكهرباء في مصر، على الرغم من تأكيدات الحكومة بإنهاء العمل بخطّة تخفيف الأحمال منذ الأحد 21 يوليو/تموز (2024) حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.

ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اختلفت مُدد قطع الكهرباء من مدينة إلى أخرى، ووصلت في بعض المحافظات إلى 3 ساعات يوميًا.

وتكثف الحكومة جهودها لتأمين إمدادات كافية من الوقود لمحطات الكهرباء، إذ تعمل على قدم وساق لسرعة حسم هذا الملف في أقرب وقت.

وترجع الحكومة استمرار قطع الكهرباء في مصر إلى الأعطال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عن مستوياتها الطبيعية، وهو ما يتسبب في خروج بعض المحولات عن العمل، مؤكدة إنهاء خطة تخفيف الأحمال.

وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الأربعاء 17 يوليو/تموز (2024) وقف العمل بخطّة تخفيف الأحمال على مستوى جميع المحافظات، بدءًا من الأحد 21 من الشهر نفسه.

وقال: "وقف تخفيف الأحمال يعني انتهاء فكرة الجداول، ومن الوارد حدوث مشكلة في منطقة ما نتيجة لظروف معينة، لذا قد نجد هناك قطعًا للكهرباء في منطقة بسبب مشكلة فنية في محول".

أسباب استمرار قطع الكهرباء في مصر

كشفت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة أسباب استمرار قطع الكهرباء في مصر، مشيرة إلى وجود عجز في إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء رغم وصول شحنات الغاز المسال والمازوت.

وقال مصدر مطلع، إن خطة استيراد الوقود (الغاز المسال والمازوت) وُضِعَت على أساس الحدّ الأقصى للطلب على الكهرباء عند 35 ألف ميغاواط، وهو المعدل الذي وصلت إليه البلاد العام الماضي، لكن خلال الأيام الماضية سجلت معدلات قياسية بلغت 38 ألف ميغاواط وتحديدًا أمس الثلاثاء 23 يوليو/تموز (2024).

الطاقة في مصر

وأضاف المصدر أن مصر تحتاج يوميًا في محطات الكهرباء إلى نحو 170 مليون متر مكعب مكافئ من الوقود (يشمل الغاز والمازوت)، لكن المتوفر فعليًا رغم استيراد عدد من شحنات الغاز المسال، هو 150 مليون متر مكعب، لذلك هناك حاجة اضطرارية إلى استمرار العمل بخطّة تخفيف الأحمال إلى حين وصول باقي الشحنات.

وأشار المصدر إلى أن سفينة التغويز الموجودة حاليًا في العين السخنة، لا يمكنها تغويز أكثر من 384 مليون قدم مكعبة يوميًا (أقصى طاقة لها)، في حين إن مصر تحتاج يوميًا إلى تغويز نحو 500 إلى 550 مليون قدم مكعبة، لذلك لجأت القاهرة إلى سفينة التغويز الموجودة في ميناء العقبة الأردني.

ولحلّ الإشكال، كشف وزير البترول المهندس كريم بدوي، في بيانه أمام اللجنة البرلمانية المصرية، أن الوزارة تدرس إضافة وحدة عائمة للتخزين والتغويز بالعين السخنة، مع إمكان استعمال تسهيلات الإسالة الحالية بمنطقتي دمياط وإدكو بشكل عكسي.

وكان قطاع النفط المصري قد أعلن أن استهلاك الوقود في محطات الكهرباء سجل رقمًا قياسيًا يوم الأحد 21 يوليو/تموز، بلغ نحو 165 مليون متر مكعب مكافئ يومي للوقود بأنواعه.

وتعاقدت مصر على استيراد 21 شحنة غاز مسال من السوق العالمية، بكمية 155 ألف متر مكعب من الغاز المسال للشحنة الواحدة، يتواصل استقبالها على سفينة إعادة التغويز الموجودة في ميناء سوميد بالعين السخنة، والسفينة الأخرى الموجودة في ميناء العقبة الأردني.

ويعتمد قطاع الكهرباء في مصر على الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى 60%، ومع ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية وتراجع إنتاجه محليًا، واجه القطاع أزمة في توفيره لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خصوصًا في أشهر الصيف.

وزاد استهلاك مصر من الغاز الطبيعي في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري إلى 13.83 مليار متر مكعب، مقابل 13.16 مليار متر مكعب في المدة المماثلة من العام الماضي، أي بكمية ارتفاع 671 مليون متر مكعب.

الطاقة المتجددة

وجّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الحكومة بتكثيف العمل على صعيد تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، بهدف إضافة قدرات جديدة إلى الشبكة الكهربائية، لتخفيف الطلب على الوقود الأحفوري.

وشدد السيسي خلال اجتماع اليوم الأربعاء مع كل رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت، ووزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، على أهمية مشروعات الطاقة المتجددة، في ضوء التنامي المطّرد لاحتياجات الاستهلاك المحلي من الطاقة، سواء للأفراد أو للصناعة والإنتاج، وتخفيف الطلب على الغاز والوقود الأحفوري، وأيضًا في إطار جهود الدولة للتحول نحو الطاقة النظيفة، لمواجهة التأثيرات السلبية لتغير المناخ.

جانب من اجتماع السيسي مع رئيس الوزراء ووزيرا الكهرباء والبترول
جانب من اجتماع السيسي مع رئيس الوزراء ووزيرَي الكهرباء والبترول

واطّلع السيسي خلال الاجتماع على الموقف الحالي لتحركات الحكومة، لضمان استدامة واستقرار التغذية الكهربائية، وخفض الفاقد، خاصةً في ضوء ارتفاع الاستهلاك اليومي من الكهرباء في فصل الصيف، بما يستدعي بذل جهود مضاعفة للحفاظ على انتظام وجودة الخدمة.

واستعرض رئيس الوزراء، ووزيرا الكهرباء والبترول، جهود توفير الاحتياجات العاجلة لقطاع الكهرباء من المنتجات النفطية، بما أدى إلى القدرة على وقف تخفيف الأحمال خلال الصيف، مع العمل المكثف، وفقًا لخطّة زمنية محددة، لإنهاء أزمة قطع الكهرباء في مصر جذريًا.

ووجّه الرئيس السيسي بتعزيز التنسيق والتعاون الفعال بين مختلف الوزارات وجهات الدولة، لضمان انتظام الخدمة الكهربائية، مشيدًا بما أبداه المواطنون من تفهُّم وتحمُّل مُقَدَّر، لإجراءات قطع الكهرباء في مصر خلال المرحلة السابقة، وطالبَ بوضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع جميع الاحتمالات الممكنة.

كان مدبولي قد أكد في تصريحات سابقة أن الحكومة وضعت سيناريو بعدم تكرار انقطاع الكهرباء الصيف المقبل، قائلًا: "وُضِع سيناريو الصيف المقبل 2025، وطلبتُ من الوزراء تقديراتنا للفجوة خلاله، ووضعنا خطة لإدخال الطاقة المتجددة، مع البدء في تسريع تنفيذ المشروعات لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتقليل احتياجاتنا لاستيراد المحروقات (سواء الغاز أو المازوت)".

وتستهدف الحكومة إضافة 4 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء، بالاعتماد على الطاقة المتجددة من خلال مشروعات قيد التنفيذ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق