إنتاج الهيدروجين الطبيعي من آبار النفط.. وشركة كبرى تقتنص أول مشروع
دينا قدري
توصلت شركة أميركية إلى تقنية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين الطبيعي بيولوجيًا من آبار النفط غير الاقتصادية، وفق تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكشفت شركة غولد إتش 2 الأميركية (Gold H2)، عن تقنية بلاك تو غولد (الأسود إلى الذهبي)، التي تعتمد على تحويل حقول النفط المستنفدة إلى أصول لإنتاج الهيدروجين باستعمال البنية التحتية الحالية.
وتستعمل طريقة إنتاج الهيدروجين ذات التكلفة المعقولة (0.80 دولارًا للكيلوغرام)، البكتيريا لتحويل النفط الخام المتبقي إلى هيدروجين نظيف، مع توقعات بأن تنتج كل بئر 2.5 طن من الهيدروجين يوميًا.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة غولد إتش 2 أن هذه التكنولوجيا الحيوية أصبحت متاحة لاختيار مالكي ومشغلي مشروعات النفط والغاز من أجل العمليات التجريبية.
تقنية إنتاج الهيدروجين الطبيعي
في ظل الظروف المناسبة، يُمكن تحويل خزانات النفط المستنفدة إلى مصافي حيوية للهيدروجين تحت الأرض، وفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتستهدف "غولد إتش 2" الخزانات الموجودة حاليًا أو التي لديها القدرة على الغمر بالمياه بدرجات حرارة تتراوح بين 130 درجة فهرنهايت و180 درجة فهرنهايت، وإجمالي تركيز المواد الصلبة الذائبة أقل من 100 ألف جزء في المليون.
استكمالًا لنظام حقن غمر المياه، تنشر "غولد إتش 2" وحدة تصنيع البكتيريا المتنقلة، وهي وحدة تخمير في الموقع، لحقن البكتيريا الخاصة بها جنبًا إلى جنب مع العناصر الغذائية الإضافية لبدء عملية الإنتاج.
ويُمكن لكل البكتيريا المتنقلة تحويل ما يصل إلى 120 بئر نفط؛ ومن المتوقع أن تنتج كل بئر ما يصل إلى 2.5 طن من الهيدروجين يوميًا، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتخذ "غولد إتش 2" -أيضًا- عدة خطوات لتخفيف المخاطر، بما في ذلك استعمال الكيمياء الحيوية المستهدفة، وتثبيت الحد الأدنى من المعدات، واستعمال البكتيريا غير المعدلة وراثيًا.
وجرى تحسين حل "غولد إتش 2" للتخفيف من مخاوف التآكل أو الحشف الحيوي (أي تراكم الكائنات الحية الدقيقة أو النباتات أو الطحالب أو الحيوانات الصغيرة على الأسطح الرطبة التي لها وظيفة ميكانيكية).
مزايا التقنية المبتكرة
ستساعد تقنية "غولد إتش 2" في إنتاج مصادر جديدة للطاقة النظيفة، وستسمح لشركات النفط والغاز بتحويل آبار النفط غير الاقتصادية وغير المنتجة إلى أصول لإنتاج الهيدروجين بكميات كبيرة.
وسيعرض هذا البرنامج التجريبي تجاريًا التقنية الحيوية الأولى من نوعها لإنتاج الهيدروجين الطبيعي من شركة "غولد إتش 2"، ويهدف إلى إنتاج هيدروجين أرخص وأنظف من أي وقت مضى (0.80 دولارًا للكيلوغرام).
وستعمل التكنولوجيا الميكروبية لـ"غولد إتش 2" على تسريع انتقال الولايات المتحدة بعيدًا من الوقود الأحفوري، وتحويل الأصول النفطية المستنفدة إلى وقود الهيدروجين الطبيعي المنتج بيولوجيًا.
إذ أثار الدمج في صناعة النفط والغاز مخاوف بشأن ما سيحدث لآبار النفط غير المنتجة؛ وستعمل هذه التقنية على إنشاء استعمالات اقتصادية جديدة لهذه الأصول التي اقتربت من نهاية عمرها الافتراضي، مع تدفق جديد للإيرادات وإنتاج الهيدروجين الطبيعي، وهو مصدر طاقة اقتصادي ومتجدد.
ومن خلال العمل مباشرةً مع صناعة النفط والغاز الغنية بالأصول، ستساعد "غولد إتش 2" الصناعة القديمة في التغلب على المشكلة المعقدة المتمثلة في توليد مصادر جديدة للطاقة النظيفة.
وبالتالي، يُمكن لشركات النفط والغاز العثور على استعمالات إنتاجية لآبار النفط؛ وهي إنتاج الهيدروجين الطبيعي بتكلفة منخفضة، بعد أن تصارعت مع ما يجب فعله بحقول النفط المستنفدة لعقود من الزمن، حيث إنها مسؤولة عن إيقاف تشغيل الآبار الخاملة.
مذكرة تفاهم مع شركة نفط كبرى
يرافق ذلك توقيع مذكرة تفاهم مهمة في الولايات المتحدة مع إحدى شركات النفط والغاز الكبرى، ما يمثل بداية سلسلة من التجارب مع شركات النفط الكبرى على مدار الأشهر الـ12 المقبلة.
وبحسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تهدف مذكرة التفاهم إلى نشر أول مشروع تجريبي لغمر خزان النفط بالمياه، ولديها طريق واضح لتصبح مشروعًا تجاريًا كبيرًا.
ولم تحدد "غولد إتش 2" اسم الشركة التي ستشاركها في المشروع التجريبي؛ ولكن وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، تُعد كبرى شركات النفط الأميركية هي إكسون موبيل (ExxonMobil) وشيفرون (Chevron) وكونوكو فيليبس (Conoco Phillips).
وتعليقًا عن إعلان توفر التقنية الجديدة، قالت رئيسة تطوير الأعمال في غولد إتش 2، أليسيا دينغز: "إن توفر تقنية الهيدروجين الطبيعي اليوم يعمل على تسريع الزخم في مجال الهيدروجين بشكل كبير".
وتابعت: "على عكس المنتجين الآخرين، تستعمل غولد إتش 2 الموارد الطبيعية للأرض لإنتاج وقود الهيدروجين الأقل تكلفة والأنظف".
كما قالت: "على مدار العامين الماضيين، عمل فريقنا بلا كلل حتى يومنا هذا، وتوسيع محفظة البكتيريا لدينا، واختبار بيئات مختلفة، والاستعداد للنشر في جميع أنحاء العالم".
وأعربت عن حماس الشركة، إذ تمتلك "العديد من المشروعات قيد التنفيذ، بما في ذلك مذكرة تفاهم مع شركة نفط وغاز كبيرة مقرها الولايات المتحدة وشركات رائدة أخرى على مستوى العالم.. نحن على استعداد لتزويد العالم بالهيدروجين الطبيعي".
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في أميركا يتوسع بتصريح جديد
- الاعتماد على الهيدروجين الطبيعي مستقبلًا يثير الجدل.. ما القصة؟
- شركة تستكشف الهيدروجين الطبيعي في بريطانيا بالذكاء الاصطناعي
اقرأ أيضًا..
- أوابك: الطلب على النفط لن يتأثر بالسيارات الكهربائية
- من أين تستورد مصر الغاز المسال؟.. بلد عربي يظهر وسيطًا للإمدادات
- هل تواكب استثمارات توليد الكهرباء عملية تحول الطاقة عالميًا؟ (تقرير)
- وزير الطاقة اللبناني لـ"الطاقة": انفراجة أزمة الوقود العراقي.. وهذا موعد وصول الشحنات