الطائرات الكهربائية.. حلم حققته السعودية وسيتلاشى في أميركا إذا فاز ترمب
محمد عبد السند
- ترمب يقف بالمرصاد لسياسات بايدن المناخية.
- قد تبقى أميركا متخلفة عن السعودية في قطاع الطائرات الكهربائية.
- لامس استهلاك أميركا من وقود الطيران قرابة 1.6 مليون برميل يوميًا في 2023.
- السعودية تتعاقد على شراء 100 طائرة كهربائية.
من المرجح أن يصبح مشروع تصنيع الطائرات الكهربائية في أميركا حبيس الأدراج حال وصل المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ويقف ترمب بالمرصاد لخُطط الديمقراطيين، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، لكهربة أسطول النقل؛ بل كثيرًا ما تعهّد قطب العقارات بإلغاء سياسات بايدن المناخية حال فوزه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني (2024).
وقد تبقى الولايات المتحدة متخلفةً عن السعودية التي اقتحمت مؤخرًا سوق الطائرات الكهربائية؛ رغبةً منها في توفير وقت طويل للمسافرين الأفراد مقارنةً بخيارات النقل الأخرى.
ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تعاقدت الرياض على شراء طلبية ضخمة من تلك الطائرات منخفضة الانبعاثات في صفقة ضخمة تتضمّن 50 طائرة مؤكّدة و50 طائرة اختيارية.
عقبة ترمب
تدخل الطائرات الكهربائية القائمة السوداء للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي يُعرف بموقفه المناهض لاستعمال مصادر الطاقة المتجددة، وانحيازه الواضح للوقود الأحفوري.
ويرغب الديمقراطيون في كهربة الدبابات والسيارات والشاحنات والسفن والطائرات العسكرية، وهو ما يلقى استهجانًا من قِبل ترمب، وفق ما أورده موقع ميس (MEES) المتخصص في الطاقة.
وانتقد ترمب خُطط الكهربة التي كشف عنها الديمقراطيون قائلًا إن السفن ستغرق بسبب الوزن الزائد للبطاريات، وإن السيارات الكهربائية ستتعطل في منتصف الطريق خلال سيرها إلى وجهاتها المقصودة.
ثم تساءل ترمب: "ماذا لو انعدم السطوع الشمسي خلال الوقت الذي تحلق فيه سيارة كهربائية بالهواء؟".
سبق سعودي
قد يتفاجأ ترمب لاحقًا حينما يعرف أن السعودية التي كانت أولى الوجهات في جولاته الخارجية خلال مدة رئاسته في عام 2017، قد طلبت شراء ما يصل إلى 100 طائرة كهربائية طراز eVTOL، في صفقة أبرمتها مع شركة ليليوم (Lilium) الألمانية الرائدة في مجال تصنيع الطائرات الكهربائية، والمبتكرة في مجال النقل الجوي الإقليمي.
وتُعَد الكهربة المسار العملي لإزالة الكربون من قطاع النقل، على الرغم من أن الطائرات الكهربائية لا تُشكِّل سوى نسبة مئوية ضئيلة جدًا من أسطول الطيران العالمي.
في الوقت نفسه، لا يروق استعمال الوقود الحيوي للطائرات بالنسبة لترمب الذي تعهّد، حال انتخابه، بإلغاء قوانين السيارات الكهربائية التي أقرّها سلفه جو بايدن، مؤكدًا التزامه الصريح بتعزيز أنشطة التنقيب عن الوقود الأحفوري.
وتجاوزت الولايات المتحدة الأميركية السعودية بصفتها أكبر مُنتِج للنفط في العالم، بسعة إنتاج لامست أكثر من 13 مليون برميل نفط يوميًا في عهد بايدن خلال ديسمبر/كانون الأول (2023)، بحسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية إي آي إيه (EIA).
وقود الطائرات المستدام
من المرجح أن يتخذ وقود الطيران المستدام مسارًا باعثًا على القلق في الولايات المتحدة حال انتخاب ترمب رئيسًا للبلاد، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن الممكن أن تزيد سعة إنتاج وقود الطيران المستدام في أميركا من قرابة ألفي برميل يوميًا إلى نحو 30 ألف برميل يوميًا هذا العام (2024)، حال تشغيل السعة المضافة المُعلَنة، وفق ما قالته "إي آي إيه" في 17 يوليو/تموز (2024).
ووقود الطائرات المستدام هو بديل لوقود الطائرات التقليدي، ويمكن إنتاجه بعدة طرق من النفايات الزراعية والغذائية وخلطه مع الكيروسين.
وعزت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الزيادة في استثمارات وقود الطائرات المستدام إلى تطبيق معيار الوقود المتجدد آر إف إس (RFS) التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية، والائتمانات الضريبية الفيدرالية المحفزة لاستعمال الوقود، والبرامج الحكومية.
كما حدد البيت الأبيض بقيادة بايدن مستهدفًا لتلبية 100% من الطلب على وقود الطيران في الولايات المتحدة باستعمال وقود الطائرات المستدام بحلول عام 2050، بحسب "إي آي إيه".
ولامس استهلاك أميركا، أكبر سوق للطيران في العالم، من وقود الطيران قرابة 1.6 مليون برميل يوميًا في العام الماضي (2023)، بحسب بيانات "إي آي إيه"، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي تقرير آفاق الطاقة السنوي الصادر عنها، تتوقع "إي آي إيه" أن يتجاوز الطلب على وقود الطائرات مليوني برميل يوميًا في عام 2050، غير أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة قد تؤدي إلى إبطال وتيرة تحقيق ذلك المستهدف الطموح.
وفي الشرق الأوسط، حيث يبرُز الطيران قطاعًا واعدًا بفرص نمو ضخمة، تتعامل شركات الطيران الرائدة -مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية السعودية- بجدية مع مسألة إزالة الكربون من القطاع لتلبية متطلبات وقود الطيران المستدام في الاتحاد الأوروبي التي تدخل حيز التنفيذ في عام 2025 وأهداف الاتحاد الدولي للنقل الجوي الإياتا (IATA).
الطائرات الكهربائية في السعودية
تستهدف الصفقة التي أبرمتها الخطوط الجوية السعودية مع ليليوم في 18 يوليو/تموز (2024) تلبية متطلبات أعمالها السياحية المتنامية، وهو القطاع الذي يشكل ركنًا رئيسًا لسياسة التنويع الاقتصادي للمملكة بعيدًا عن الهيدروكربونات.
وستمكّن الطائرات الكهربائية في السعودية زوّار المملكة من الوصول السريع إلى الفعاليات الرياضية والترفيهية والمواقع السياحية، إلى جانب ربط مشروعات المملكة الضخمة ضمن رؤية 2030 مع خدمات جوية مميزة تواكب التطلعات.
وتمثل الصفقة علامةً فارقةً في صناعة الطائرات الكهربائية بصفتها أكبر طلبية مؤكدة لطائرات eVTOL، وتتضمن جدولًا زمنيًا لعمليات تسليم الطائرات وضمانات على الأداء والصيانة الشاملة لأسطول الطائرات وخدمات الدعم.
وبموجب الصفقة، تتسلم المملكة أول طائرة كهربائية في الربع الرابع من 2026، تزامنًا مع تشغيل شركة السعودية الطيران الخاص برحلات الطائرات الكهربائية.
يُشار إلى أن الطائرات الكهربائية المتضمنة في الصفقة تُعد من أولى المركبات عمودية الإقلاع والهبوط (eVTOL) العاملة بالطاقة الكهربائية بالكامل، وتتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديًا؛ ما يُغني عن الحاجة إلى مطارات تقليدية.
وبمقدور تلك الطائرات الكهربائية أن تقطع مسافةً تصل إلى 175 كيلومترًا، بسرعة 250 كيلومترًا/ساعة، مع إمكان توفير وقت كبير للمسافرين الأفراد مقارنة بالخيارات الأخرى، وتستوعب 6 ركاب.
موضوعات متعلقة..
- السعودية تعلن موعد استلامها أول طائرة كهربائية.. صفقة ضخمة
- انطلاق الطائرات الكهربائية في السعودية خلال 2026
- نيوم السعودية تستثمر في الطائرات المائية الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: المصادر المتجددة تُلبي 75% من نمو الطلب على الكهرباء عالميًا
- هل تقديرات نمو الطلب على النفط من أوبك متفائلة؟ أنس الحجي يجيب
- حرائق الغابات في ألبرتا الكندية قد تشعل أسعار النفط العالمية (فيديو)