صناع توربينات الرياح في الصين يطرقون أبواب أوروبا
على خُطى شركات الألواح الشمسية
نوار صبح
- صانعو توربينات الرياح الصينيون حصلوا هذا الشهر على أول طلبية لهم في ألمانيا
- أوروبا تعاني من تجربة صناعة الطاقة الشمسية منذ أكثر من عقد من الزمان
- شركات التصنيع الصينية تمثل حتى الآن أقل من 1% من طاقة الرياح في أوروبا
- حتى الآن هذا العام وصلت الطلبيات الأوروبية على التوربينات صينية الصنع إلى 546 ميغاواط
على خُطى شركات الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، يطرق صناع توربينات الرياح في الصين أبواب أوروبا، على إيقاع التوترات وأنغام المنافسة الشديدة.
وفي تطور لافت هذا الشهر، حصل صانعو توربينات الرياح الصينيون على أول طلبية لهم في ألمانيا، خلال الوقت الذي يكتسبون فيه زخمًا بالسوق الأوروبية، ما يزيد قلق صناعة الاتحاد الأوروبي من أنها تواجه تهديدًا وجوديًا.
وأشار تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن التوترات تتصاعد بين بكين وبروكسل، أكبر سوقين لطاقة الرياح في العالم؛ إذ أطلقت المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تحقيقًا بشأن إعانات غير عادلة تتمتع بها الشركات الصينية.
وتعاني أوروبا تجربة صناعة الطاقة الشمسية منذ أكثر من عقد من الزمان عندما اتخذ صناع السياسات إجراءات محدودة للحد من الواردات الصينية، وانهار العديد من الشركات المصنعة الأوروبية.
طاقة الرياح في أوروبا
حتى الآن، تمثل شركات تصنيع توربينات الرياح في الصين، "غولد ويند" Goldwind و"مينغيانغ سمارت إنرجي" Mingyang Smart Energy و"ويندي" Windey أقل من 1% من طاقة الرياح في أوروبا.
وبلغت طلبات الشركات الصينية 1.2 غيغاواط في عام 2023 وحده، حسبما تظهر بيانات هيئة صناعة طاقة الرياح الأوروبية ويند يوروب WindEurope.
ووصلت الطلبيات الأوروبية على توربينات الرياح من الصين إلى 546 ميغاواط، حتى الآن هذا العام.
ويتضمّن ذلك طلبًا في بداية هذا الشهر من شركة المشروعات لوكسكارا Luxcara في ألمانيا مع شركة مينغيانغ لتوربينات الرياح بقدرة إجمالية تبلغ 296 ميغاواط، بحسب ما أوردته وكالة رويترز (Reuters).
وكانت هذه أول طلبية لتوربينات صينية الصنع من أكبر اقتصاد في أوروبا، وقالت الحكومة الألمانية إنها ستدرس القرار عن كثب، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
القلق من الشركات الصينية
يرى مسؤولو الصناعة الأوروبيون إن الصين قد تأتي إلى أوروبا لتبقى، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المدير الإداري لاتحاد طاقة الرياح الألماني ولفرام أكستهيلم: "بمجرد أن تفتح الباب، لا يمكنك إغلاقه مرة أخرى"، مضيفًا أن "الطاقة الفائضة تعني أن المنافسين الصينيين يسعون إلى إغراق السوق الأوروبية".
ووفقًا للمجلس العالمي لطاقة الرياح؛ فإن الصين لديها قدرة إنتاجية تبلغ نحو 82 غيغاواط، أي أكثر من قدرة السوق المحلية على استيعابها في العام الماضي وما يقرب من 4 أضعاف قدرة أوروبا.
من ناحيتها، قالت جمعية طاقة الرياح الصينية إن أوروبا بحاجة إلى شراء معدّات من الصين، وإن عدم القيام بذلك سيعرّض أهداف التوسع في الاتحاد الأوروبي للخطر "في مواجهة فجوة قدرة إنتاج طاقة الرياح بأوروبا".
هل ستبدأ الصين بالإنتاج في أوروبا؟
على الرغم من التحدي المتمثل في شحن المعدات العملاقة؛ فإن شركة مينغيانغ ومعظم صناع توربينات الرياح في الصين الآخرين ليست لديهم مرافق إنتاج في أوروبا.
وتُعد شركة فينسيس Vensys، قسم شركة غولد ويند Goldwind استثناء، وقالت لرويترز (Reuters) في يونيو/حزيران الماضي إنها تخطط لإنتاج نموذج لشفرة توربينات رياح بطول 86 مترًا في مصنعها بمدينة فيريرا في إسبانيا دون تقديم مزيد من التفاصيل.
استحوذت مجموعة شينشي هولدينغ غروب Zhenshi Holding Group في مارس/آذار الماضي على مصنع إيرباص في إسبانيا لتصنيع شفرات توربينات الرياح، وفقًا لشركة العقارات "كوليرز" Colliers، التي قدمت المشورة بشأن الصفقة.
وقالت نائب الرئيس للإستراتيجية والعمليات في شركة أونيكس إنسايت ONYX Insight، وهي شركة تكنولوجيا متجددة تساعد في خدمة توربينات الرياح، إيفغينيا غوليشيفا، إن الشركات ستحتاج إلى الإنتاج المحلي.
وأوضحت أنه دونها سيواجهون صعوبة في صيانة المعدات دون شحن الأجزاء لمسافات طويلة.
من جانبها، قالت شركة ساني الصينية لتصنيع توربينات الرياح، العام الماضي، إنها تدرس بناء مصنع لتوربينات الرياح في أوروبا.
الرسم البياني التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض قائمة بأكبر 10 شركات مصنعة لتوربينات الرياح في العالم بحسب حجم مبيعاتها في 2023:
زيارة للصين
تجنب كبار مطوري مشروعات طاقة الرياح، مثل "إي إن بي دبليو" EnBW و"باي وا" BayWa، حتى الآن، استعمال التوربينات الصينية.
وفي منشور على موقع لينكدإن LinkedIn في أوائل شهر يوليو/تموز، قال رئيس قسم الرياح البحرية في شركة الطاقة الألمانية "آر دبليو إي" RWE، سفين أوتيرموهلين، إنه زار منشآت الإنتاج التابعة لشركة مينغيانغ للحصول على فهم أفضل لمنتجاتها، وتمت الزيارة في نهاية شهر يونيو/حزيران.
وقالت شركة آر دبليو إي، ثاني أكبر مطور لمزارع الرياح البحرية في العالم، لرويترز، إنها تريد مواصلة العمل مع الشركات القائمة.
ومع ذلك؛ فإن النمو القوي في السوق يعني أنها بحاجة إلى فهم ما إذا كان الموردون الآسيويون "قادرين على تلبية متطلباتنا فيما يتعلق بالتكنولوجيا والجودة والسلامة وفاعلية التكلفة".
وقالت شركة لوكسكارا إن شركة مينغيانغ هي الشركة الوحيدة التي ستضمن تسليم نموذج بقدرة 18.5 ميغاواط بحلول عام 2028.
اقرأ أيضًا..
- أزمة أميركية قد تؤخّر شحنات الغاز المسال إلى مصر
- وكالة الطاقة الدولية: المصادر المتجددة تُلبي 75% من نمو الطلب على الكهرباء عالميًا
- بئر استكشافية قد تصل احتياطياتها إلى 4.5 مليار برميل نفط مكافئ