كثّفت إسرائيل وارداتها من النفط الأذربيجاني خلال النصف الأول من العام الجاري (2024)، لكن مسار مرور الشحنات عبر تركيا أثار الجدل، خاصة في ظل موقف أنقرة من الحرب على قطاع غزة المشتعلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وزادت تركيا من القيود التجارية بينها وبين إسرائيل منذ أشهر قبل أن تفرض حظرًا تجاريًا شاملًا، غير أن بيانات جمركية نُشرت في تقارير إعلامية إسرائيلية -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- كشفت عن استمرار دور أنقرة بصفتها وسيط مرور نفطي.
ووفق البيانات، زادت الصادرات النفطية من أذربيجان إلى إسرائيل بنسبة 55%، خلال الأشهر الـ6 من يناير/كانون الثاني 2024 حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي.
وبذلك، تحل إسرائيل في المرتبة الثانية -بعد إيطاليا- ضمن أكبر مستوردي النفط الأذربيجاني، خلال المدة المرصودة؛ إذ استحوذت على نسبة لا بأس بها من شحنات باكو.
وإضافة إلى أذربيجان، تستورد إسرائيل -أيضًا- النفط من قازاخستان ونيجيريا.
بيانات وأرقام
استوردت إسرائيل ما يقدر بنحو 1.583 مليون طن من النفط الأذربيجاني خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة 55%، في حين كانت إيطاليا في صدارة المستوردين من نفط باكو بنحو 4.273 مليون طن.
* (طن النفط الخام = 7.1 برميلًا).
وتعادل هذه الشحنات ما مقداره 14% من إجمالي صادرات أذربيجان للنفط، بقيمة 989 مليون دولار، لترتفع بذلك إسرائيل من ثالث أكبر مستورد لنفط باكو إلى ثاني أكبر مستورد، خلال الأشهر المذكورة.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني 2024، كانت إسرائيل في صدارة مستوردي النفط من أذربيجان بشحنات تصل إلى 523.5 ألف طن، بقيمة 297 مليون دولار.
وخلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، زوّدت أذربيجان إسرائيل بشحنات نفطية تصل إلى 2.24 مليون طن، بقيمة 1.38 مليار دولار، لتحل في المرتبة الثانية ضمن أكبر المستوردين النفطيين من باكو.
دور تركيا
يصل النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل عبر تركيا رغم الحظر التجاري الذي فرضته أنقرة، وفق مزاعم نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة جلوبس (Globes) الناطقة بالعبرية.
وتنطلق التدفقات في مسارها عبر خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان"، من العاصمة الأذربيجانية مرورًا بجورجيا إلى ميناء جيهان التركي، لتُحَمَّل على ناقلات حتى ميناء حيفا الإسرائيلي.
وأشار الموقع الإلكتروني للصحيفة العبرية إلى أن الصادرات النفطية من أذربيجان إلى إسرائيل واصلت تدفقها عبر مواني أنقرة، رغم الحرب على قطاع غزة، ورغم الحظر التجاري الذي أعلنته تركيا أيضًا.
ويرجع ذلك إلى العلاقات القوية التي تربط الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والأذربيجاني إلهام علييف، التي منعت أنقرة من تطبيق الحظر على مرور شحنات باكو النفطية إلى إسرائيل عبر أراضيها، وفق ادعاءات الموقع.
واللافت للنظر أن أرقام صادرات النفط الأذربيجاني خلال النصف الأول من العام الجاري، تُشير إلى استيراد إسرائيل 6.5 ضعف الواردات التركية من نفط باكو البالغة 420 ألف طن نفط فقط، لتُعد أنقرة بذلك رقم 13 ضمن المستوردين.
ومقابل ذلك، تستورد أذربيجان المعدات العسكرية من إسرائيل؛ بما يشمل الأسلحة والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وكذلك الأقمار الصناعية.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الأذربيجاني عبر تركيا تسجل 110 ملايين برميل في 6 أشهر
- أكبر الدول المصدرة للنفط إلى إسرائيل في 2024.. دولتان أفريقيتان بالقائمة
- انخفاض واردات إسرائيل من النفط.. وهذه أبرز الدول المصدرة لها (صوت)
اقرأ أيضًا..
- أزمة أميركية قد تؤخّر شحنات الغاز المسال إلى مصر
- هل تقديرات نمو الطلب على النفط من أوبك متفائلة؟ أنس الحجي يجيب
- بئر استكشافية قد تصل احتياطياتها إلى 4.5 مليار برميل نفط مكافئ