هل أهداف إنتاج الهيدروجين الأخضر واستيراده في أوروبا واقعية؟ (تقرير)
نوار صبح
- • أهداف الاتحاد الأوروبي لإنتاج وقود الهيدروجين الأخضر واستيراده من غير المرجح أن تتحقق
- • إنتاج وقود الهيدروجين الأخضر واستيراده جزء من خطط الاستغناء عن الإمدادات الروسية
- • الاتحاد الأوروبي وفّر تمويلًا بقيمة 20.5 مليار دولار لمشروعات الهيدروجين الأخضر
- • الاتحاد الأوروبي يعتمد على الهيدروجين لإزالة الكربون من العمليات الصناعية مثل تصنيع الصلب والأسمدة
يتصاعد الجدل حول ما إذا كانت أهداف الاتحاد الأوروبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستيراده واقعية أم غير واقعية؛ إذ من غير المرجح أن تتحقق على الرغم من التمويل بمليارات اليوروهات.
وبحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الذي أصدرته محكمة المدققين الأوروبيين، وهي هيئة مراقبة الإنفاق التابعة للتكتل، يوم الأربعاء 17 يوليو/تموز الجاري، فإن أهداف الاتحاد غير واقعية.
وأفاد التقرير بأن المفوضية الأوروبية حددت أهدافًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يصل إلى 10 ملايين طن من هذا الوقود النظيف، بحلول عام 2030، واستيراد 10 ملايين طن أخرى.
وعلى الرغم من أن هذه الأهداف ليست ملزمة، فإنها جزء من خطط التكتل لإنهاء اعتماده على واردات الطاقة الروسية.
إنتاج الهيدروجين الأخضر واستيراده
أشارت محكمة المدققين الأوروبيين، في تقرير لها، إلى أن أهداف استيراد الهيدروجين وإنتاجه استندت إلى "الإرادة السياسية" وليس إلى التحليل القوي، وأن الاتحاد الأوروبي بعيد عن المسار الصحيح لتحقيقها.
ووجد المدققون أن الهدف الآخر الذي حددته بروكسل -وهو تركيب ما لا يقل عن 40 غيغاواط من محللات الهيدروجين الكهربائية المتجددة بحلول عام 2030- كان فكرة اقترحتها مجموعة ضغط تدعم الهيدروجين، حسبما أوردته وكالة رويترز (Reuters).
وعلى الرغم من توفير تمويل الاتحاد الأوروبي بقيمة 18.8 مليار يورو (20.5 مليار دولار) لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، فإن المشروعات التي ستضيف أقل من 5 غيغاواط من القدرة الإنتاجية بحلول عام 2030 وصلت إلى مرحلة متقدمة.
يأتي ذلك على الرغم من أن المشروعات، التي يبلغ إجمالي قدرتها نحو 50 غيغاواط، هي في مرحلة تقييم مبكر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد إنتاج الهيدروجين الأخضر ضروريًا للوفاء بالتزامات الاتحاد الأوروبي بشأن تغير المناخ، ويجري إنتاجه باستعمال الطاقة المتجددة لفصل المياه -وهي عملية لا تنتج أي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون- ويعتمد عليه الاتحاد الأوروبي لإزالة الكربون من العمليات الصناعية مثل تصنيع الصلب والأسمدة.
وقال المدقق الذي أشرف على إعداد التقرير، ستيف بلوك: "السياسة الصناعية للاتحاد الأوروبي بشأن الهيدروجين المتجدد تحتاج إلى فحص واقعيتها".
وأكدت محكمة المدققين الأوروبيين أنه يتعيّن على المفوضية الأوروبية وضع نهج أكثر استهدافًا لتخصيص التمويل الشحيح للاتحاد الأوروبي، وتحديث سياساتها لتحفيز مشروعات الهيدروجين.
وقال متحدث باسم المفوضية إنها أحاطت علما بالتقرير، وأقرت بأن سوق الهيدروجين تتشكل "تدريجيًا"، مضيفًا: "عملنا لم ينته بعد؛ وعلينا الآن تسريع نشر الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون واستيعابه في أوروبا".
الشكوك حول خطط الاتحاد الأوروبي للهيدروجين
يزيد تقرير محكمة المدققين الأوروبيين من الشكوك حول خطط الاتحاد الأوروبي للهيدروجين -التي وُضعت خلال ذروة أزمة الطاقة - وما إذا كان الوقود يمثل حلًا واقعيًا لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، خصوصًا على المدى القصير.
وقالت الهيئة الرقابية، إن هناك تحديات على طول سلسلة قيمة الهيدروجين، بالإضافة إلى "مشكلة الأولويات" في العرض حسب الطلب والعكس بالعكس، حسبما نشرته قناة بي إن إن بلومبرغ (BNN Bloomberg).
في المقابل، لن يصل الطلب حتى إلى نصف هدف الاتحاد الأوروب، البالغ 20 مليون طن بحلول نهاية العقد، وفقًا للمدققين، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي عام 2022، كان الهيدروجين يمثّل أقل من 2% من استهلاك الطاقة في أوروبا، وكانت الحصة الأكبر من الطلب قادمة من مصافي التكرير.
وقالت المفوضية الأوروبية، إن هناك 254 مشروعًا للهيدروجين المتجدد في الاتحاد الأوروبي، بعد أن وضعت إطارًا تنظيميًا وقدمت الدعم الاستثماري.
وأضافت المفوضية: "علينا الآن تسريع نشر الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون واستيعابه في أوروبا، ومواصلة تطوير هذه السوق الناشئة".
موضوعات متعلقة..
- تقنية فريدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تعتمد على بطارية "إديسون"
- افتتاح أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا (صور وفيديو)
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر قد تقارب 15 دولارًا للكيلو.. دراسة صادمة
اقرأ أيضًا..
- 3 دول تهبط بصادرات الغاز المسال العربية في النصف الأول من 2024
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في العالم.. 3 بلدان عربية بالقائمة
- أول مشروع طاقة رياح في العراق.. 5 معلومات قبل توقيعه رسميًا (إنفوغرافيك)