رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

الطاقة المتجددة في ألمانيا تنتظر خفض الدعم.. وغموض بشأن الاستثمارات

محمد عبد السند

باتت الطاقة المتجددة في ألمانيا على موعد وشيك مع خفض الدعم الحكومي، في أعقاب الزيادة بتكاليف إنتاج الكهرباء المولدة من المصادر النظيفة.

ومن المقرر تنفيذ قرار خفض دعم المصادر المتجددة في ألمانيا بدءًا من العام المقبل (2025)، إذا أصبحت الأسعار سلبية (أي ما دون الصفر)، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخرجت تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا عن السيطرة تمامًا؛ مع عدم كفاية التمويلات المخطط لها حتى الآن، والبالغة قيمتها 10.6 مليار يورو (نحو 12 مليار دولار أميركي).

*(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)

وتخطّط برلين لرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 80% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ومنح البرلمان "البوندستاغ" الضوء الأخضر لمستهدف تركيب ألواح شمسية بقدرة 215 غيغاواط، بحلول 2030؛ ما يستلزم رفع معدل التركيبات السنوية 3 أضعاف قياسًا بعام 2022.

خفض دعم الطاقة المتجددة في ألمانيا

أصبح خفض دعم الطاقة المتجددة في ألمانيا الخيار الوحيد المتاح في جُعْبة الحكومة لإصلاح تلك المنظومة، عبر خفض الدعم الممنوح إلى منتجي الطاقة النظيفة، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، في خُطوة قد تغذّي عدم اليقين الذي يغلّف آفاق الاستثمارات المستقبلية، وفق ما نشرته بلومبرغ.

وبدءًا من يناير/كانون الثاني 2025، ستُلغَى المدفوعات الممنوحة إلى المشروعات المتوسطة والكبرى، حال انخفاض أسعار الكهرباء إلى ما دون الصفر، وفق مسودة قانون الموازنة الذي أقرته الحكومة اليوم الأربعاء 17 يوليو/تموز (2024).

وتتحوّل الأسعار إلى المنطقة السلبية حينما يتجاوز معروض الكهرباء الطلب على تلك السلعة، على غرار ما يحدث، ومن ذلك على سبيل المثال: عندما تتسبّب أحوال الطقس في وصول إنتاج طاقة الشمس والرياح إلى الذروة.

وتضمن الحكومة -حاليًا- حصول منتجي الطاقة المتجددة على أدنى سعر مضمون، ولذا اضطرت إلى دفع الفرق مع انخفاض أسعار الكهرباء بالجملة منذ أسوأ أزمة طاقة تعصف بالبلد الأوروبي.

وقالت الحكومة إنها ستدفع ما يصل إلى 20 مليار يورو (21.8 مليار دولار أميركي) إلى مشغلي طاقة الشمس والرياح حتى نهاية العام الحالي (2024)، أي ما يزيد على ضعف توقعات مشغلي الشبكة في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

مزرعة رياح في ألمانيا
مزرعة رياح في ألمانيا - الصورة من cleanenergywire

أهداف ألمانيا المناخية

تشكّل مصادر الطاقة المتجددة حجر الزاوية في أهداف ألمانيا المناخية، ويستهدف أكبر اقتصاد في عموم أوروبا إسهام تلك المصادر النظيفة بقرابة 80% من إنتاج الكهرباء في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، صعودًا من نحو 50% حاليًا.

ومن المحتمل أن يؤدي خفض دعم الطاقة المتجددة في ألمانيا إلى حالة من عدم اليقين بشأن الاستثمارات المستقبلية للمشغلين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وسبق أن خططت الحكومة للتخلص التدريجي من دعم الطاقة المتجددة في ألمانيا بحلول عام 2027، حينما تصبح الأسعار سلبية.

وفي أوائل شهر يوليو/تموز (2024) تعهدت برلين بإصلاح مدفوعات الطاقة المتجددة في المستقبل عبر طرح نظام دعم قائم على تكاليف الاستثمارات بدلًا من سعر مضمون للإنتاج.

هيكلة سوق الطاقة

تأتي الإصلاحات المقترحة لمنظومة الطاقة المتجددة في ألمانيا ضمن جهود أوسع لإعادة هيكلة سوق الطاقة، وبناء محطات غاز جديدة عاملة بالغاز واستحداث آلية لتعزيز السعة بحلول عام 2028.

ووفق مسودة قانون الموازنة الصادرة اليوم الأربعاء 17 يوليو/تموز (2024) سيتوقف منتجو الطاقة المتجددة في ألمانيا عن الحصول على الدعم ذات الصلة، ما إن "تصبح سوق الطاقة على قدر كافٍ من المرونة، وتكون هناك سعات تخزين كافية متاحة".

إلى جانب ذلك، اقترحت الحكومة طرح تسهيلات لمساعدة مشغلي الطاقة المتجددة على تسويق إنتاجهم من الكهرباء النظيفة المستدامة.

خطوط ربط كهربائي في ألمانيا
خطوط ربط كهربائي في ألمانيا - الصورة من رويترز

تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا

تمثّل تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا صداعًا في رأس الحكومة، بعد أن التهمت حصة كبيرة من أموال دافعي الضرائب.

ويُتوقع أن تقفز تكلفة إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة (الشمس والرياح) إلى نحو 21 مليار دولار خلال العام الجاري (2024)، وفق بيانات نشرتها صحيفة بيلد الألمانية في يونيو/حزيران (2024)، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ونفدت المبالغ المخصصة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في ألمانيا خلال 2024، والمقدّرة بنحو 10.6 مليار يورو (11.37 مليار دولار)، وهناك حاجة إلى تمويلات إضافية، بحسب البيانات ذاتها.

وتدعم الكهرباء الخضراء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) خُطط ألمانيا لتحول الطاقة، غير أن تكلفتها الباهظة تُثقِل كاهل دافعي الضرائب؛ ما يجعل فاتورة التحول الأخضر أكثر تكلفة هذا العام بكثير مما كان مخططًا له.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق