سياسة الوقود الحيوي في أميركا "شوكة" تهدد بايدن.. ما القصة؟
أسماء السعداوي
أثارت سياسة دعم الوقود الحيوي في أميركا حالة من الجدل، خاصة مع اقتراب انعقاد الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويحظى هذا القطاع باهتمام سياسي ودعم تمويلي تحت غطاء قانون خفض التضخم الذي أقرّه الرئيس جو بايدن عام 2022، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالولايات، كما تعوّل عليه الحكومة للمساهمة في أهداف خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
يُنتج الوقود الحيوي من مخلفات النباتات ومحاصيل؛ منها فول الصويا والذرة وزيت الطهي المستعمل ودهون الحيوانات لإنتاج الديزل الحيوي ووقود الطيران المستدام من بين أخرى، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وفي الوقت الحالي، يواجه المزارعون الأميركيون ضغوطًا قوية بسبب الواردات من البلدان الآسيوية وخاصة الصين، خلال وقت تقترب فيه إيرادات مبيعات فول الصويا والذرة من أدنى مستوياتها منذ عام 2006.
أزمة الوقود الحيوي في أميركا
روّج بايدن لإنتاج الوقود الحيوي في أميركا بين المزارعين، واعدًا بازدهار لم يتحوّل إلى واقع، وهو ما خلق شوكة جديدة في حلقه، في حين يكافح لمواجهة المنافسة الشرسة مع دونالد ترمب لكسب الأصوات في الولايات المتأرجحة.
وتستفيد أنواع الوقود الحيوي من مبادرات الدعم الحكومية سواء كانت مواد اللقيم المُنتجة داخل أراضي الولايات المتحدة أو خارجها.
تسبّبت تلك السياسة ومع رخص الواردات في اتجاه المصنعين الأميركيين إلى استيراد المواد الخام من الدول الأخرى طمعًا في تحقيق مكاسب أكبر.
وسجّلت واردات الولايات المتحدة من وقود الطهي المستعمل من الصين ومخلفات الدهون الحيوانية من البرازيل مستوى قياسيًا؛ ما أدى إلى تراجع الطلب على المحاصيل الأميركية، وهو ما تضرر منه المزارعون المحليون.
يُشار هنا إلى أن الطلب يرتفع أكثر على مخلفات الدهون والزيوت؛ لأنها ذات ببصمة كربونية أقل، وهو ما يجعلها أهلًا لتقدير كبير بموجب سياسات مكافحة تغير المناخ في الولايات المتحدة، وفق وكالة بلومبرغ.
سياسة بايدن في وجه الاتهامات
خلال الأشهر الأخيرة، دفع الاعتقاد بأن المزارعين الأميركيين تخلّفوا عن الركب إلى تدخل أعضاء مجلس الشيوخ من كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لحل الأزمة.
كما أن هناك مخاوف من أن خيبة أمل المزارعين في وعود بايدن السابقة قد تساعد في زيادة إقبال الناخبين الريفيين الموالين للحزب الجمهوري في الولايات موضع التنافس مثل ميشيغان وويسكونسن.
وانضم السيناتور الديمقراطي من ولاية أوهايو شيرود براون إلى منتقدي الرئيس جو بايدن، كما انضم إلى جماعة من الجمهوريين في الولايات الريفية للضغط على الإدارة للحد من الزيادة في واردات زيت الطهي المستعمل.
واتهم براون بعض سياسات الرئيس الحالي تجاه الوقود الحيوي بأنها "تعاقب الزراعة الأميركية".
يقول المستشار الزراعي مدير المشتريات السابق في شركة بانغ غلوبال (Bunge Global) النشطة بقطاع الوقود الحيوي في أميركا غوردون ديني، إن الولايات المتحدة "تصمم قواعد لمساعدة المنافسين ومزارعي الدول المنافسة".
ويقول مدير الأراضي الزراعية في ولاية داكوتا الجنوبية بيل هاوغين: "إنها أكبر إخفاق لسياسة إدارة بايدن".
وتساءل مستنكرًا: "ننتج حاليًا كل هذا المحصول هنا، ومن أجل أن يستفيدوا (منتجو الوقود الحيوي في أميركا) من الإعفاءات الضريبة، نذهب للخارج الآن لتحصل على المنتج؟".
واستشهد بموقف مصنع لإنتاج وقود الطيران المستدام في ولاية جورجيا، قائلًا إن المصنع يُنتج الإيثانول من الذرة أميركية الصنع، لكن الشركة المالكة تعتزم استعمال قصب السكر البرازيلي الذي يحمل بصمة كربونية أقل، وهو ما يجلب مكاسب أكبر من خلال إعفاءات قانون خفض التضخم الضريبية.
ما الحل؟
يدعو المدير التنفيذي لجمعية أيوا رينوابل فيولز (Iowa Renewable Fuels) مونت شاو، إلى حل المشكلات المرتبطة بتكليفات المزج عالية النسبة ووضع تشريعات مناسبة للائتمانات الضريبية حتى يتمكن المزارعون الأميركيون من المنافسة على نحو أفضل مع الأجانب.
ويؤكد شو أنه ما زالت هناك "فرصة هائلة" لقطاع الزراعة؛ إذ أُخذت التوصيات في الحسبان.
في المقابل، يقول نقاد للسياسة الحالية إن التغييرات في الممارسات التي يتعين على المزارعين التكيف معها للحصول على الإعفاءات الضريبية "ليست عملية"، رغم أن الإيثانول المُنتج من الذرة أميركية الصنع مؤهل للتنافس مع المكونات الأميركية للحصول على إعانات مقابل إنتاج وقود الطيران المستدام.
وتصف مزارعة الذرة جولين ريسين، الممارسات الضرورية للتأهل بـ"الزراعة بيد مقيّدة خلف ظهرك".
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الوقود الحيوي في أميركا قد يرتفع 53% بحلول 2035 (تقرير)
- انخفاض أسعار ائتمانات أنواع الوقود الحيوي في أميركا 45%.. ما السبب؟
- أهداف مزج الوقود الحيوي في أميركا تهدد صناعة الديزل المتجدد (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في المغرب.. تحوّل وجه الصحراء
- أول عبارة هيدروجينية في العالم.. تطلق انبعاثات "قابلة للشرب"
- إنتاج النفط في ليبيا يرتفع.. رصد بالأرقام
- مصر ترد على رواية بيع قناة السويس مقابل تريليون دولار