لماذا انخفضت هوامش تكرير النفط في الساحل الغربي الأميركي؟ (تقرير)
لأقل من متوسط السنوات الـ5 الماضية
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
انخفضت هوامش تكرير النفط لكل من البنزين والديزل في الساحل الغربي الأميركي، خلال ربيع العام الحالي (2024)، إلى أقل من متوسط السنوات الـ5 الماضية، على الرغم من تراجع سعة تكرير المصافي.
ويُعزى هبوط هوامش ربح عمليات التكرير، التي تعكس الفرق بين سعر برميل النفط الخام وسعر الجملة للمنتجات النفطية المشتقة منه، إلى ارتفاع مخزونات البنزين الإقليمية وزيادة استعمال الوقود الحيوي في كاليفورنيا، ما أدى إلى إزاحة الديزل التقليدي.
وتقع معظم طاقات التكرير في الساحل الغربي داخل ولاية كاليفورنيا، ولظروف السوق في الولاية تأثير كبير في منطقة الساحل الغربي الأوسع نطاقًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتراجعت هوامش التكرير للبنزين في مركز تسعير لوس أنجلوس الأميركية، خلال شهر مايو/أيار 2024، إلى أقل من 50 دولارًا للغالون، لتكون أدنى من متوسطها على مدار 5 سنوات (2019-2023) في هذا الوقت من العام.
تراجع هوامش تكرير النفط
منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، انخفضت هوامش التكرير للبنزين إقليميًا، وذلك على الرغم من الانخفاض طويل الأجل في قدرة التكرير في الساحل الغربي الأميركي، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وزاد إنتاج المصافي بعد الصيانة الموسمية، كما انخفض استهلاك البنزين للسيارات، ما أدى إلى ارتفاع المخزونات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب ما جاء في التقرير، تزداد مخزونات البنزين في الساحل الغربي الأميركي أسبوعيًا منذ أبريل/نيسان 2024، في حين انخفض استهلاك بنزين السيارات، على أساس سنوي، بنسبة 2% في الربع الأول من عام 2024، وقد يُعزى ذلك إلى زيادة كفاءة أسطول السيارات نتيجة اعتماد المركبات منخفضة الانبعاثات.
فضلًا عن ذلك، أدى انخفاض تكاليف شراء الخام من كندا لبعض مصافي الساحل الغربي إلى تعزيز الإنتاج على الرغم من انخفاض هوامش تكرير النفط.
هوامش التكرير للديزل
وصلت مخزونات المقطرات -تُستهلك في الغالب بوصفها ديزل- في الساحل الغربي إلى أدنى مستوياتها منذ 5 سنوات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقد أدى ذلك إلى تعزيز أسعار الديزل، التي تقترب من متوسطها في 5 سنوات أكثر من البنزين، ومع ذلك، فإن التأثير ضعيف بسبب تزايد إمدادات الديزل المتجدد.
ويُعد الساحل الغربي أكبر سوق للديزل المتجدد، الذي يُستعمل بالإضافة إلى الديزل النفطي التقليدي، ولكنه لا ينعكس في بيانات مخزونات المقطرات الأسبوعية، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويأتي الانخفاض الأخير في هوامش تكرير النفط في الساحل الغربي على عكس الاتجاه المستمر منذ عام 2022، عندما كانت الهوامش أعلى بوجه عام من متوسط السنوات الـ5 الماضية.
ويرجع هذا التغيير إلى انخفاض الإنتاج المحلي في الساحل الغربي، وهو أمر بالغ الأهمية بسبب محدودية البنية التحتية لنقل الإمدادات الإضافية من المنتجات النفطية من مراكز التكرير الأخرى في أميركا مثل ساحل الخليج.
تراجع قدرة التكرير
ارتفعت واردات الساحل الغربي من المنتجات النفطية المكررة من مناطق أخرى في الولايات المتحدة بنسبة 40% منذ عام 2010، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وفي عام 2023، بلغت الشحنات من الأقاليم الأخرى إلى الساحل الغربي رقمًا قياسيًا وصل إلى 482 ألف برميل يوميًا، إذ استحوذ ساحل الخليج والغرب الأوسط على 80% من جميع عمليات النقل.
وانخفضت قدرة تكرير مصافي الساحل الغربي بنسبة 10% مقارنة بعام 2019 بسبب إغلاق مصفاة مارتينيز التابعة لشركة ماراثون (Marathon’s Martinez) في عام 2020، والإيقاف التدريجي لمصفاة روديو التابعة لشركة فيليبس 66 (Phillips 66’s Rodeo)، التي أعلنت رسميًا إنهاء عمليات التكرير في فبراير/شباط 2024.
وقد أدى فقدان 285 ألف برميل يوميًا من قدرة التكرير في مصافي الساحل الغربي إلى زيادة الواردات من مناطق أخرى، إذ لا يزال الطلب على المنتجات المكررة قويًا.
موضوعات متعلقة..
- إس أويل التابعة لأرامكو تعوّل على هوامش التكرير لزيادة أرباحها في الربع الثاني
- ارتفاع هوامش تكرير النفط في أميركا يعزز إنتاج الوقود هذا الصيف
- مصافي التكرير الأميركية المستفيد الأكبر من اضطرابات البحر الأحمر (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- عجز ميزان قطاع الطاقة في تونس يصعد 22% مع تراجع إنتاج النفط والغاز
- أزمة الكهرباء في لبنان تتصاعد.. ومحاولات مع العراق لإنقاذ الموقف
- جدل ضرائب السيارات الكهربائية يتصاعد في الغرب.. لماذا؟ (تقرير)
- َالسعة المتوقعة لطاقة الرياح البحرية في أميركا تتقلّص إلى 4.8 غيغاواط