حقول النفط والغازالتقاريررئيسيةموسوعة الطاقة

حقل شمال الحمادة في ليبيا.. مراحل تطوير تاريخية تدعم طفرة الإنتاج

هبة مصطفى

كان حقل شمال الحمادة النفطي في ليبيا على موعد مع محطة مهمة في شهر مايو/أيّار 2024، إذ كان إيذانًا بانطلاق أحد أهم مرافق الحقل الخاص بنقل الإمدادات وتصديرها.

وأطلقت المؤسسة الوطنية للنفط خط النقل الرئيس للحقل، بعد سنوات من التخطيط لعملية تطوير مرافق الإنتاج وسبل الاستفادة من مواد الغاز المصاحب.

ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استهدفت شركة نفوسة (Nafusah Oil Operation) المشغّلة للحقل ضخ الإمدادات بصورة تدريجية في الخط على أكثر من مرحلة، تبدأ من ألفي برميل يوميًا.

ويأتي تعزيز مرافق حقل شمال الحمادة في إطار محاولات إنعاش قطاع الطاقة الليبي، بعد سنوات من الوقوع تحت ضغط الصراعات السياسية، والانقسامات الداخلية.

معلومات عن حقل شمال الحمادة

خاض حقل شمال الحمادة النفطي -الذي يقع في امتياز 47 بحوض غدامس، شمال غرب ليبيا- محاولات تطوير عدّة، بإدارة شركة "نفوسة".

وأُنشئت شركة نفوسة للعمليات النفطية عام 2013 بصفتها مشروع شراكة ما بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة ميدكو الإندونيسية والمؤسسة الليبية للاستثمار لتطوير الاكتشافات النفطية في منطقة التعاقد رقم 47 بحوض غدامس.

وتضمنت سبل التطوير: كيفية استعمال المرافق لضمان إنتاج سريع، والطريقة المُثلى للاستفادة من الغاز المصاحب، والتحديات الجيولوجية والحلول التقنية المتاحة لها.

خط لنقل الهيدروكربونات
خط لنقل الهيدروكربونات - الصورة من Pipeline and Gas Journal

وبعد 5 سنوات من هذا التاريخ (في مايو/أيار 2024)، أطلقت شركة "نفوسة" العنان لأبرز مرافق الحقل، بتشغيل خط أنابيب جديد ينقل إنتاج حقل شمال الحمادة النفطي.

وطالما شكّل الحقل أساسًا لتضافر جهود مؤسسة النفط الوطنية وشركة نفوسة، في حين يعدّ الخط إحدى أبرز حلقات توسعة البنية التحتية وزيادة الإنتاج في الحقل وقطاع النفط الليبي عمومًا.

ومن المقرر أن ينقل الخط ألفي برميل يوميًا، لتقفز إلى مستوى 25 ألف برميل يوميًا، وتستقر عند 10 آلاف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2024، وفق موقع ليبيا ريفيو (Libya Review).

مسار الخط وتدرّج الضخ

يعكس تشغيل خط النقل الخاص بحقل شمال الحمادة زيادة في الطاقة الإنتاجية له ولقطاع النفط الليبي، بما يضمن عوائد قوية تُستعمل في الإنفاق على مشروعات إعادة التنمية المحلية.

وينقل الخط تدفقات الخام من الحقل إلى "ميناء مليتة" النفطي، عبر خط تابع لحقل الفيل (El Feel Field Line)، طبقًا لما أورده موقع ليبيا هيرالد (Libya Herald).

ولتوضيح خطة نقل التدفقات، تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى بدأت بضخّ ألفي برميل يوميًا في الخط، ويُخطط لرفع هذه الكميات بصورة تدريجية لتصل إلى 25 ألف برميل يوميًا.

وتسير الإمدادات باتجاه ميناء ومجمع مليتة، مرورًا بصمام التقاء خط نقل إمدادات حقل الفيل، الذي يتّسع لمعدل قدره 4500 برميل يوميًا.

ومع إضافة المزيد من الآبار المنتجة لأسطول حقل شمال الحمادة، قد تصل كمية تدفقات النفط إلى 10 آلاف برميل يوميًا بحلول سبتمبر/أيلول، وفق موقع ليبيا أوبزرفر (Libya Observer).

وتبلغ السعة التصميمية لخطّ نقل نفط حقل شمال الحمادة 70 ألف برميل يوميًا، ويتمتع الحقل -الذي يصل طوله إلى 50 كيلومترًا- بتقنيات حديثة مميزة، من بينها: القدرة على كشف التسرب النفطي، وإمكان رصد معلوماته على طول مساره، بالإضافة إلى تثبيت أنظمة مراقبة لدى نقطة الالتقاء مع خط حقل الفيل.

مرافق في حقل الفيل الليبي
مرافق في حقل الفيل الليبي - الصورة من Middle East Online

الحقل والصناعة الليبية

شهدَ حقل شمال الحمادة النفطي بدء انتظام الإنتاج، في أعقاب حفر بئر 4 إيه (4A) نهاية عام 2021، واختبار إنتاج يتراوح بين 1500 و2000 برميل يوميًا منه في مرحلة لاحقة.

وسبق أن توقّف مشروع الحقل الكائن بمنطقة الاستكشاف رقم (47) في حوض غدامس، لمدة طويلة، وفق ما نشرته مجلة ميس (mees) المتخصصة في أخبار النفط والغاز، الصادرة من قبرص.

وبجانب تركيب الخط والربط مع خط نقل نفط حقل الفيل، يضم حقل شمال الحمادة نقاط تجميع لإنتاج الآبار ومرافق الشحن، مع تبنّي خطة لبدء الضخ في شبكة الخطوط بعد توصيلها بحلول نهاية العام الجاري.

وتشكّل صناعة النفط أساسًا راسخًا بالنسبة لليبيا، خاصة أنها تدرّ الجانب الأكبر من العائدات، لكن تسببت أحداث عام 2011 والأعوام اللاحقة له في استمرار حالة من النزاع الداخلي، تضمنت محاولات للسيطرة على الموارد النفطية والمنشآت والمرافق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق