- يُعوّل على الميثانول الأخضر في إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري
- الميثانول الأخضر يزيل 100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يوميًا
- الميثانول مادة كيميائية تُستعمَل في مجموعة واسعة من العمليات والمنتجات
- تستعمِل شركة إكسبريس فيدرز الميثانول الأخضر المعتَمَد بصورة مستقلة في أوروبا
دخلت أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا الخدمة، ما يمثّل علامة فارقة في جهود إزالة الانبعاثات الكربونية من قطاع الشحن البحري، ويُسهِم في أهداف الحياد الكربوني بوجه عام.
ويُعوّل على الشبكة المطورة بوساطة شركة إكسبريس فيدرز (X-Press Feeders) في إثبات جدوى استعمال الميثانول الأخضر بصفته وقودًا مستدامًا، ما يمهد الطريق أمام نشر تلك التقنية النظيفة عالميًا ضمن خطط أوسع لتعزيز الشحن المستدام.
والميثانول هو مادة كيميائية تُستعمَل في مجموعة واسعة من العمليات والمنتجات، كما يُرَوَّج له للاستعمال بصفته وقودًا، لا سيما في صناعة الشحن، ويوصف الميثانول بـ"الأخضر" حال إنتاجه باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
ويبرز الميثانول الأخضر كونه خيارًا عمليًا لإسدال الستار على استعمال الوقود الأحفوري في قطاع الشحن البحري الذي يصعب تقليل انبعاثاته، لاعتماده على زيت الوقود الثقيل.
ووفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) يُسهم وقود الميثانول الأخضر في إزالة 100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يوميًا مقارنةً بالوقود التقليدي، كما يقلل الميثانول الأخضر قرابة 65% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري قياسًا بالوقود الأحفوري.
بدء التشغيل
أطلقت شركة إكسبريس فيدرز العالمية المتخصصة في الشحن البحري -مقرّها سنغافورة- أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا، وفق بيان صحفي منشور على موقع الشركة.
وتبدأ الشبكة من مدينتي روتردام وأنتويرب بروج إلى فنلندا ودول البلطيق.
وقال مدير التشغيل في شركة إكسبريس فيدرز، فرانسيس غو: "ستُمكن الشبكة الشركات في أوروبا من الحصول على نظام مجدول للسفن القادرة على شحن بضائعهم بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة".
وأضاف غو: "كما تساعد الشبكة تلك الشركات في تحقيق أهداف الاستدامة بصورة أفضل".
شراكات مثمرة
تُعد أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا نتاج تعاون مثمر بين شركة إكسبريس فيدرز والعديد من الشركاء أمثال مواني أنتويرب بروج البلجيكي، وهاميناكوتكا وهلسينكي الفنلنديين، وكلايبيدا الليتواني، وريغا اللاتفي وتالين الإستوني.
وتُعد تلك الشراكات ضرورية لدعم الشبكة المذكورة، وضمان إتاحة الخدمات اللوجستية السلسة والمستدامة في جميع أنحاء المنطقة.
وفي هذا الصدد قال مدير التشغيل في شركة إكسبريس فيدرز، فرانسيس غو: "نخطط لتوسيع الشبكة الخضراء بصورة مطردة في جميع أنحاء أوروبا مع تسلم سفننا العاملة بالوقود المزدوج".
وتابع: "شركة إكسبريس فيدرز ملتزمة بتأدية دور حيوي في إزالة الكربون من الصناعة البحرية، وأن تكون في طليعة الابتكار والاستدامة".
ويتزامن مشروع أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا مع تنفيذ الاتحاد الأوروبي نظام تداول الانبعاثات للشحن البحري خلال العام الجاري (2024)؛ ما يقدّم حافزًا إلى شركات الشحن لاستعمال وسائل شحن أكثر استدامة.
كما ستنص لوائح الاتحاد الأوروبي البحرية التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني (2025) على تقليص كثافة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الطاقة المستعمَلة لتشغيل السفن.
اختيار موفق
قال مدير التشغيل في شركة إكسبريس فيدرز، فرانسيس غو، إن شركته اختارت شمال أوروبا للمسارات الأولى التي ستعمل عليها أول شبكة سفن تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا، مبررًا ذلك بأن الشركة وجدت أن العملاء في تلك المنطقة كانوا الأكثر استجابةً لخططها بشأن الشحن المستدام.
واختارت إكسريس فيدرز ميناء روتردام قاعدةً لشبكتها المشغلة حديثًا، نظرًا إلى كون روتردام الميناء الأكبر في عموم أوروبا، بالإضافة إلى جاهزيته لإنجاز عمليات التزود بوقود الميثانول الأخضر.
وقالت الشركة، إن الميثانول الأخضر هو وقود أكثر استدامة، لأنه مصدر للطاقة المتجددة، يَنتُج من تحلل المواد العضوية، مثل النفايات والمخلفات، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستعمِل شركة إكسبريس فيدرز الميثانول الأخضر المعتَمَد بصورة مستقلة في أوروبا بموجب شهادة الاستدامة والكربون الدولية آي إس سي سي (ISCC).
إيكو مايسترو
تزامن الكشف عن أول شبكة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا مع احتفال شركة إكسريس فيدرز بتسمية أول سفينة تعمل بالوقود المزدوج (الميثانول والديزل الأحمر البحري) في مدينة روتردام.
وتحمل السفينة المذكورة اسم إيكو مايسترو (Eco-Maestro)، وهي الأولى من بين 14 سفينة مماثلة تعمل بالوقود المزدوج طلبت إكسبريس فيدرز شراءها في إطار خُطط الشركة لنشر تلك السفن في أوروبا.
وكانت إيكو مايسترو، البالغ طولها 20 قدمًا، قد بُنيت وسُلّمت بوساطة شركة بناء السفن الصينية يانغزيغيانغ شيبلدينغ غروب (Yangzijiang Shipbuilding Group) في 16 مايو/أيار (2024).
يُشار إلى أن إيكو مايسترو هي أول سفينة ترسو وتتزود بوقود الميثانول الأخضر في ميناء سنغافورة خلال رحلتها الأولى من شنغهاي إلى روتردام، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المخطط انضمام السفينة الثانية العاملة بالوقود المزدوج إلى أول شبكة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في أوروبا خلال الربع الثالث من العام الحالي (2024).