التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الطلب على الفحم يتراجع رغم انخفاض الأسعار.. ونمو الاستهلاك الآسيوي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أسعار الفحم الحراري انخفضت عن الذروة التي بلغتها في عام 2022
  • إنتاج الصين سجّل أرقامًا قياسية مع سعي البلاد إلى خفض الاعتماد على الواردات
  • الصين تسعى إلى تسريع وتيرة استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على حساب الفحم
  • المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة والبحث عن الربح تتفوق على الاعتبارات المناخية

يشهد الطلب على الفحم تراجعًا في بعض الدول خاصة الغربية، رغم استقرار أسعاره عند مستويات أعلى مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويشير تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن الفحم الحراري -الوقود الأكثر تلويثًا في العالم- يبدو كما لو أنه يمر بعام صعب، وسط انخفاض قليل في الأسعار.

وتعاني الصين، التي تستهلك أكثر من نصف إمدادات العالم مشكلات اقتصادية، إذ تؤدي الزيادة الكبيرة في توليد الطاقة الكهرومائية بالبلاد إلى الضغط على الوقود.

وفي مايو/أيار الماضي، اتفق أعضاء مجموعة الـ7 على التخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء من الفحم التي لا تُحتجز الانبعاثات بها، بحلول عام 2035.

الطلب على الفحم الحراري

من الواضح أن الطلب على الفحم الحراري يستمر بصورة غير مريحة، وتُعد سوق الوقود -المستعمل في إنتاج الصلب بعد حرقه- أصغر كثيرًا، حسب ما نشرته صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية (The Economist).

ورغم أن أسعار الفحم انخفضت عن الذروة التي بلغتها في عام 2022، حينما أشعلت المواجهة بين أوروبا وروسيا، فإنها استقرت عند مستويات أعلى مقارنة بما كانت عليه قبل بدء الحرب في أوكرانيا.

محطة نيوراث لتوليد الكهرباء من الفحم في بلدة غريفنبرويش بألمانيا
محطة نيوراث لتوليد الكهرباء من الفحم في بلدة غريفنبرويش بألمانيا - الصورة من بلومبرغ

وفي المدة التي تُزعزِع فيها التقلبات الاقتصادية والحروب والطقس العديد من السلع الأساسية، كانت أسواق الفحم هادئة، وبقيت أسعار الفحم صامدة على الرغم من التحديات الهائلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في المقابل، فإن عملية إعادة التخزين الضخمة في عام 2023 التي أعقبها شتاء معتدل، تعني أن مرافق التخزين في أوروبا ستظل ممتلئة بنسبة 65%، وهو أعلى بكثير من المتوسط ​​على المدى الطويل.

الاستهلاك والمخزونات

يتسم مخزون الصين من الفحم بالوفرة، وبعد أن ارتفع بأكثر من 10% في غضون عامين سجّل إنتاج بكين أرقامًا قياسية مع سعي البلاد إلى خفض الاعتماد على الواردات.

وتسعى الصين إلى تسريع وتيرة استعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على حساب الفحم من أجل خفض التلوث، وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن استعمال الفحم في البلاد سوف يتقلص بنسبة 4% بحلول عام 2026.

ويتوقع المحلل لدى شركة "سي آر يو" الاستشارية، غلين كوروكاوا، أن ينحسر معدل الاستهلاك في العام المقبل 2025، في ظل تراجع الطلب على الفحم.

وتمكنت روسيا من إعادة توجيه 50 مليون طن من الفحم -ما يعادل نحو 3% من أحجام التداول العالمية- التي باعتها سابقًا إلى أوروبا.

ومن ناحية أخرى، فإن الطلب على الفحم تراجع لأن الاقتصاد العالمي يشهد فتورًا ويزداد تباطؤًا بسبب أسعار الفائدة المرتفعة والدولار القوي والنمو الطفيف في الصين، بالإضافة إلى أن الإرادة السياسية تتجه إلى الاستغناء عن الفحم عبر خفض الاستهلاك خصوصًا في البلدان الغنية.

وفي العام الماضي خفضت أميركا والاتحاد الأوروبي استعمال الوقود الملوث بنسبة 21% و23% على التوالي، في حين أغلقت ألمانيا (في أبريل/نيسان الماضي) 15 محطة لتوليد الكهرباء من الفحم في عطلة نهاية أسبوع واحدة.

وفي الوقت الذي تتخلص فيه الاقتصادات الغنية من الوقود القذر، فإن الاقتصادات النامية تستعمل المزيد من الفحم للحفاظ على إمدادات الكهرباء.

وتتركز العديد من هذه الاقتصادات في آسيا، وتقود الهند الطريق، إذ يشهد اقتصادها حالة من الاستهلاك الزائد.

معالجة الفحم في ميناء نيوكاسل بأستراليا
معالجة الفحم في ميناء نيوكاسل بأستراليا - الصورة من فايننشال تايمز

استقرار السوق

كان الفحم -دائمًا- مصدرًا رخيصًا وموثوقًا للكهرباء، إلا أن أزمة الطاقة في عام 2022 سلطت الضوء على نقاط القوة هذه بصورة أكبر.

وعلى النقيض من الغاز الطبيعي -الذي في غياب خط الأنابيب، لابد من تبريده وتسييله وتحميله على سفن متخصصة باهظة الثمن- فمن السهل نقل الفحم إلى أي مكان في العالم.

ويشير محللون إلى أن المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة، والبحث عن الربح، تتفوق على الاعتبارات المناخية، ويقول أحد تجار الفحم الذي يخدم عملاء آسيويين إنه أصبح من الأسهل الاقتراض من البنوك -حتى البنوك الأوروبية- لتمويل المعاملات.

وبلغت صادرات الفحم في العام الماضي 1.5 مليار طن في جميع أنحاء العالم، وهو رقم قياسي.

وحتى مع تحرك الطلب شرقًا -إذ تستهلك الصين والهند وجنوب شرق آسيا 3 أرباع العرض العالمي، مقارنة بالثلث في عام 2000- توجد سمات أخرى للسوق تجعلها مستقرة بصورة ملحوظة.

ويلبي الطلب على الفحم بالكامل تقريبًا إنتاج كهرباء "الحمل الأساسي"، وهو النوع الذي تستعمله الاقتصادات للتحرك بسرعة كبيرة، ما يعني أن المحطات التي تحرقه تعمل دون توقف تقريبًا.

على صعيد آخر، فإن استعمال الفحم المحدود في الصناعة والنقل يجعله أقل تأثرًا بالدورة الاقتصادية من المعادن وأنواع الوقود الأخرى.

موضوعات متعلقة..

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق