رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

إنتاج الهيدروجين في أميركا يشهد حالة من عدم اليقين (تقرير)

دينا قدري

تشهد مشروعات إنتاج الهيدروجين في أميركا عدّة تأخيرات وحالة من عدم اليقين، ما من شأنه أن يعوق مشاركة البلاد في برامج الدعم التي أعلنتها كوريا الجنوبية واليابان.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حددت كوريا الجنوبية موعدًا نهائيًا هو 2028 في مزاد توليد الكهرباء من الهيدروجين الذي أُعلِنَ مؤخرًا، وتخطط اليابان لاستيراد الأمونيا بدءًا من عام 2030 فصاعدًا.

وتسمح تعريفات كثافة الكربون لكلا البلدين باستيراد الأمونيا المشتقة من الطاقة المتجددة أو الأمونيا "الخضراء" والأمونيا المشتقة من الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون أو الأمونيا "الزرقاء".

وقد تُعلَن خطط الدعم هذه لسدّ الفجوة بين التكلفة المرتفعة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته، وسعر الوقود كثيف الكربون المستعمل حاليًا.

تداعيات تأخير المشروعات في أميركا

على الرغم من الأهداف الطموحة والحدود القصوى لكثافة الكربون في إنتاج الهيدروجين التي حددتها كوريا الجنوبية واليابان، فإن التأخير في تنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين في أميركا قد يعوق مشاركتها في برامج الدعم الرامية إلى دمج مشتقات الهيدروجين منخفضة الكربون في قطاعات الطاقة في البلدين.

وقال أحد المطوّرين لمشروعات الأمونيا منخفضة الكربون: "لقد وضعت اليابان وكوريا الجنوبية معايير كثافة الكربون الخاصة بهما، ومن المتوقع أن تكون تكلفة الأمونيا 4 أو 5 مرات أكثر تكلفة من الفحم، ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في الدفع في هذه الأسواق"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ومع ذلك، ما يزال هناك العديد من القرارات التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق باللوائح وإصدار الشهادات في الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي، مثل نطاق الانبعاثات التي يجري قياسها، قبل أن تصبح الأسعار واضحة، بحسب المطوّر.

وقال محلل الهيدروجين في شركة كوموديتي إنسايتس، أنري ناكامورا: "إن بناء منشأة جديدة للهيدروجين النظيف أو الأمونيا النظيفة يُمكن أن يستغرق من 18 إلى 36 شهرًا فقط في مرحلة الإنشاء".

وتابع: "مع وجود جدول زمني ضيق بالفعل لعام 2028 لمزاد توليد الكهرباء من الهيدروجين في كوريا، فإن أيّ تأخير إضافي في تشغيل مشروعات إنتاج الهيدروجين في أميركا قد يجعل من غير الممكن بالنسبة لهم توريده إلى كوريا".

كما قال ناكامورا: "التأخير في المشروعات الأميركية يمكن أن يفتح فرصًا لأسواق أخرى، مثل الهيدروجين الأزرق من الشرق الأوسط، والهيدروجين الأخضر من دول آسيا والمحيط الهادئ مثل أستراليا والهند".

عقبات إنتاج الهيدروجين في أميركا

يُنظر إلى الولايات المتحدة بوصفها أحد المنافسين الرئيسين لتوريد الهيدروجين منخفض الكربون، إلى اليابان وكوريا الجنوبية، إذ يُخَطَّط حاليًا للتصدير من العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق.

ويمتلك ساحل الخليج الأميركي أكثر من 11 مليون طن متري من الطاقة المخططة للهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته، مقسمة بين أكثر من 7 ملايين طن متري باستعمال احتجاز الكربون وتخزينه، وأكثر من 4 ملايين طن متري من الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وفقًا لبيانات "كوموديتي إنسايتس" (Commodity Insights).

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

أنواع الهيدروجين

وتُظهر البيانات -أيضًا- أنه من المتوقع تشغيل مشروعات واسعة النطاق تزيد عن 50 ألف طن متري سنويًا من الهيدروجين ومشتقاته بدءًا من عام 2028، عبر كل من المشروعات المشتقة من مصادر الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون وتخزينه.

ويرى المشاركون في الصناعة بأميركا أن تحقيق معدل احتجاز بنسبة 90% لكثافة الكربون يُثبت أنه مكلف بالنسبة لمشروعات الأمونيا الزرقاء، وفق ما جاء في تقرير "إس آند بي غلوبال"، الذي اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله.

ونتيجةً لذلك، فإنهم يفكرون في التوصل إلى حلول وسط بشأن كثافة الكربون، ويتأثر هذا القرار باللوائح المحلية والإقليمية، فضلًا عن شهية المستعمِل النهائي للمنتجات منخفضة الكربون.

وقال ناكامورا: "من المتوقع أن تواجه أيّ أمونيا زرقاء تلتقط أقل من 90% من الكربون، صعوبة في تلبية معايير الهيدروجين الكورية".

وأضاف: "إن المشروعات التي تتطلع إلى المشاركة في خطة الدعم اليابانية هي أقل تأثرًا بالتأخير بسبب الجدول الزمني للتسليم لعام 2030".

وأشار إلى أنه "بينما من المرجّح أن ينخفض حدّ كثافة الكربون بشكل كبير مع الإعلان الأخير ليشمل انبعاثات المنبع، فإن الحدّ المعدّل لكثافة الكربون ما يزال أعلى بنسبة 25% من كوريا الجنوبية".

مشروعات إنتاج الهيدروجين في أميركا

لدى شركة سي إف إندستريز (CF Industries) مشروعان مخطط لهما للأمونيا الزرقاء في دونالدسونفيل بولاية لويزيانا، ومع شركة بوسكو الكورية الجنوبية (POSCO) في مجمع بلو بوينت في مقاطعة أسكنسيون بولاية لويزيانا أيضًا.

ستُستعمل تكنولوجيا الإصلاح الحراري الذاتي واحتجاز الكربون وتخزينه لتقليل أكثر من 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج الأمونيا، ما يمكّن الأمونيا النظيفة منخفضة الكربون الناتجة من الامتثال لمعيار محفظة الطاقة الهيدروجينية النظيفة في كوريا الجنوبية، وفقًا لما ذكرته شركة سي إف إندستريز في سبتمبر/أيلول 2023.

وتخطط شركة بوسكو لاستيراد الأمونيا النظيفة منخفضة الكربون إلى كوريا الجنوبية لتسهيل إزالة الكربون من منشآت توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، بالإضافة إلى تحويل الأمونيا النظيفة منخفضة الكربون إلى هيدروجين لاستعماله في محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز، وفي عملية صناعة الصلب نفسها، وفق ما قالته شركة سي إف إندستريز في ذلك الوقت.

وكانت شركة نوترين (Nutrien)، التي تُؤدي دورًا رئيسًا في الصناعة، قد أوقفت سابقًا مشروعها للأمونيا الزرقاء الذي تبلغ طاقته 1.2 مليون طن سنويًا في ولاية لويزيانا، بسبب التكاليف وعدم اليقين الذي يحيط بالطلب الجديد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق