توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي يتجاوز الوقود الأحفوري خلال 2023 (تقرير)
محمد عبد السند
- طاقتا الشمس والرياح تقودان سعة توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي
- تتطلع أوروبا إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050
- تعهّدت أوروبا بخفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول 2030
- زادت سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 18.9% في الاتحاد الأوروبي خلال 2023
- سجلت طاقة الرياح مستويات قياسية في عام 2023
يتسارع معدل توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (2023)، متجاوزًا السعة المولدة بمصادر الوقود الأحفوري، ما يُعزّز جهود التحول الأخضر في دول القارة.
وجاءت طفرة سعة الكهرباء المولدة من المصادر النظيفة في دول التكتل مدعومةً بالزيادة في تركيبات طاقة الشمس والرياح التي تُعد الرقم الأهم في معادلة الحياد الكربوني.
وتأتي القفزة في توليد الكهرباء المتجددة لدى الاتحاد الأوروبي، في إطار إستراتيجية طويلة المدى تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).
ولتحقيق تلك الغاية تعهّدت البلدان الأوروبية بخفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 1990، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
هيمنة الطاقة النظيفة
برزت الطاقة المتجددة المكون الرئيس في مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي في عام 2023، مستحوذةً على ما نسبته 44.7% من إجمالي الكهرباء المولدة في دول التكتل، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المكتب الأوروبي للإحصاءات يوروستات (Eurostat).
ولامست سعة توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي 1.21 مليون غيغاواط/ساعة، ما يمثّل زيادة نسبتها 12.4%، قياسًا بعام 2022.
وتُعزى تلك الزيادة في توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي إلى تسارع معدلات تركيب محطات الشمس والرياح الجديدة عبر دول التكتل.
التوليد بالوقود الأحفوري
هبطت سعة توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بالوقود الأحفوري بنسبة 19.7% في عام 2023، قياسًا بعام 2022، مسجلةً 0.88 مليون غيغاواط/ساعة، أو ما يعادل نسبته 32.5% من إجمالي إنتاج الكهرباء المولدة في دول التكتل.
وبالمثل هبطت إمدادات الغاز الطبيعي بنسبة 7.4% في 2023، من العام السابق (2022)، مسجلةً أدنى مستوياتها منذ عام 1995، وفق أحدث بيانات يوروستات.
وكانت أكبر الزيادات في استهلاك الغاز الطبيعي من نصيب البرتغال والنمسا وجمهورية التشيك، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولامست إمدادات النفط والمشتقات النفطية نحو 527 ألف طن، متراجعةً بنسبة 1.5% مقارنةً بالعام السابق (2022).
وشهدت الإمدادات الإجمالية لمصادر الوقود الأحفوري انخفاضًا بطيئًا على مدار الأعوام الأخيرة باستثناء 2022، أي خلال مدة التعافي التي أعقبت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وسجلت إمدادات الفحم تراجعًا أكبر، إذ هبطت إمدادات الفحم البني (يُستعمَل عادةً لتوليد الكهرباء) بنسبة 24.2% إلى 222 مليون طن، في حين تراجعت إمدادات الفحم الصَلب (يُستعمَل عادةً لأغراض التدفئة وإنتاج الفولاذ) بنسبة 20.4% إلى 130 مليون طن.
المصادر النظيفة
تبرُز الطاقة الشمسية واحدة من أرخص أشكال توليد الكهرباء في غالبية الدول، وتلامس أسعارها مستويات منخفضة قياسية.
وتوقعت دراسة نُشرتها جامعتا إكستر وكوليدج لندن الإنجليزيتان خلال العام الماضي (2022) وصول إنتاجية الطاقة الشمسية إلى "نقطة تحول لا رجعة فيها"، لتصبح المصدر الرئيس في مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050.
ووفق بيانات يوروستات استأثرت الطاقة الشمسية بأكبر زيادة في توليد الكهرباء المتجددة لدى الاتحاد الأوروبي في 2023، مقارنةً بعام 2022.
وارتفعت سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة 18.9% في الاتحاد الأوروبي في 2023.
وخلال السنوات الـ5 الممتدة من 2018 إلى 2023، ارتفعت إنتاجية الطاقة الشمسية بنسبة 126.3%.
وبالمثل سجلت طاقة الرياح مستويات قياسية -كذلك- في عام 2023، بدعم من مشروعات الرياح البحرية والنمو القوي المتحقق في هولندا.
ولامست سعة توليد الكهرباء من الرياح في الاتحاد الأوروبي زيادة نسبتها 13.4%، مقارنةً بعام 2022.
وبوجه عام أسهمت الرياح بسعة أكبر في مزيج الكهرباء في 2023، مقارنةَ بعام 2022.
كما زادت سعة توليدة الكهرباء من الطاقة الكهرومائية في عام 2023 مقارنةً بعام 2022، الذي شهد موجات جفاف وطقس حار في جميع أنحاء القارة العجوز.
أما سعة الكهرباء المولدة من محطات الطاقة النووية فقد لامست 0.62 مليون غيغاواط/ساعة، أو ما يعادل نسبته 22.8% من إجمالي توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي، ما يعكس زيادة نسبتها 1.2% في الإنتاج خلال العام الماضي (2023).
حصة الطاقة المتجددة عالميًا
رجح تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في 24 يناير/كانون الثاني 2024 أن تمثّل الطاقة المتجددة وحدها أكثر من ثُلثْ إجمالي توليد الكهرباء عالميًا بحلول أوائل 2025، متجاوزةً الفحم.
ومن المتوقع أن تزيد حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء عالميًا من 30% عام 2023 إلى 37% عام 2026، مع التوسع في الطاقة الشمسية، لتتمكن المصادر النظيفة من تعويض نمو الطلب على الكهرباء في الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من جهته، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول: "إن نمو المصادر النظيفة يرجع إلى الزخم الهائل في الطاقة المتجددة، بقيادة الطاقة الشمسية الرخيصة، فضلًا عن العودة المهمة للطاقة النووية، التي من المقرر أن تلامس إنتاجيتها مستوى تاريخيًا بحلول 2025"، في تصريحات سابقة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتزامن الزيادة في الكهرباء المولدة من الطاقة النووية مع ارتفاع الإنتاج من فرنسا، واستئناف العمل في العديد من المحطات في اليابان، وبدء مفاعلات جديدة عملياتها في عدّة دول، لا سيما الصين والهند.
موضوعات متعلقة..
- مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي يشهد تغيرات قياسية (إنفوغرافيك)
- توليد الكهرباء من الرياح في الاتحاد الأوروبي يتجاوز الغاز للمرة الأولى
- تراخيص طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي تنتعش بقوانين داعمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مصر تشتري 17 شحنة غاز مسال بزيادة دولارَيْن عن سعر السوق
- هل تفقد تيسلا سيطرتها على سوق السيارات الكهربائية في أميركا؟
- خريطة قدرة إنتاج الهيدروجين النظيف.. الشرق الأوسط الثالث عالميًا (تقرير)