اشترت شركة مملوكة للدولة في الغابون شركة نفط من صندوق استثمار "كارلايل غروب" الأميركي Carlyle Group، بموجب حق الشفعة؛ كونها تقع على أراضيها، بعد منع شركة فرنسية من الاستحواذ عليها، في إطار مساعي السيطرة على القطاع في البلاد، عقب انقلاب عسكري.
وأشار تقرير -طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)-، إلى أن شركة النفط الوطنية اشترت أصول شركة الطاقة "أصالة" Assala، بنحو 1.3 مليار دولار. وتنتج الأخيرة 45 ألف برميل نفط يوميًا، من درجة "ربيع" التي يجري تصديرها.
وشهدت الغابون انقلابًا عسكريًا على الحكم قبل نحو 9 أشهر، ويحكمها رئيس المرحلة الانتقالية بريس أوليغي نغويما، الذي أطاح بسلفه علي بونغو.
وفي شهر مايو/أيار الماضي، كانت شركة بي دبليو إنرجي النرويجية (BW Energy) أعلنت اكتشافًا قبالة سواحل الدولة الأفريقية الواقعة في غرب وسط القارة، في بئر دي إتش آي بي إم -7 بي (DHIBM- 7P) التجريبية، ما يمثّل نقطة تحول بعد سنوات طويلة من توقّف استكشافات النفط الذي يشكّل المورد الرئيس لخزينة الدولة.
اقتناص الصفقة
نجحت شركة النفط الوطنية الغابونية في منع بيع صندوق "كارلايل" الأميركي شركة نفط "أصالة" إلى "ماورل آند بروم" الفرنسية Maurel & Prom، واقتناص الصفقة، وفق مصادر مطلعة لمنصة "إس آند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس"، أمس الإثنين 24 يونيو/حزيران 2024.
وأشارت المصادر إلى أن الشركة الفرنسية تقترب من حافة الانهيار بسبب أزمة مالية، وأن شركة "غنفور" للتجارة الدولية Gunvor، التي تتخذ من العاصمة السويسرية مقرًا لها، كانت بصدد تمويل "ماورل" لشراء شركة نفط "أصالة" في الغابون.
وقال الصندوق الأميركي، في نهاية الأسبوع الماضي (21 يونيو/حزيران 2024): "يسعدنا أن نعلن أن شركة نفط الغابون الوطنية اشترت أصالة للطاقة التي تعمل في استكشاف النفط البحري وإنتاجه.. لقد استعملت الشركة حق الشفعة في الصفقة".
وعلّق وزير الاقتصاد مايز مويسي، في تغريدة على موقع "إكس"، كتب فيها: "لقد فعلناها، وأنهينا الاستحواذ على شركة نفط أصالة. الغابون ستدير وتنتج وتسوق بمفردها جزءًا كبيرًا من نفطها، فبلدنا يُعد الآن ثاني أكبر منتج للنفط في الإقليم".
ولم يفصح الصندوق الأميركي عن تفاصيل كثيرة بشأن الصفقة مع شركة الغابون الوطنية، التي غالبًا لا تمتلك خبرات إدارة حقل كبير مثل التابع لأصالة، كما أنها تعاني شح السيولة النقدية.
وأكدت هذا الوضع مصادر أشارت إلى أن الشركة خاطبت شركات نفط وتجارة عديدة لتمويل صفقة الشراء، لكن لم يُكشف عن النتائج التي توصلت إليها.
شركة أصالة
كان صندوق "كارلايل" الأميركي قد اشترى "أصالة" من شركة "شل" Shell العالمية متعددة الجنسيات، عام 2017، وبلغت قيمة الصفقة 587 مليون دولار، وضخت ملايين أخرى في الشركة، ما رفع إنتاجها بنسبة 30%.
وتسيطر "أصالة" على حصة حاكمة من النفط المنتج درجة "ربيع"، الذي يتمتع بسمات تناسب مصافي تكرير النفط الأوروبية وتلك الموجودة في إسرائيل وبعض دول آسيا، وفق بيانات "إس آند بي غلوبال كوميديتي".
ولدى "أصالة" 7 تراخيص إنتاج برية، 6 منها قيد التشغيل، بالإضافة إلى شبكة خطوط أنابيب ومحطة تصدير غامبا، التي تستعملها شركات النفط الأخرى لتصدير الخام.
وفي أغسطس/آب 2023، وافقت الشركة الفرنسية على شراء "أصالة" بمبلغ 730 مليون دولار، بالإضافة إلى تحمل مديونياتها البالغة 600 مليون دولار، إلا أن شركة النفط الوطنية الغابونية، قررت ممارسة حق الشفعة، والفوز بالصفقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس البلاد بعد حكمه لها لمدة عقود.
وقرر الرئيس الجديد للبلاد استعمال حق الشفعة، في إطار جهود لإعادة السيطرة على قطاع النفط في البلاد.
وأنتجت الغابون 220 ألف برميل نفط يوميًا في شهر مايو/أيار 2024. وتمثّل إيراداته جزءًا رئيسًا من موازنة الدولة، لكن القطاع يشهد تدهورًا في السنوات الأخيرة بسبب ضعف الاستثمارات.
موضوعات متعلقة..
- إصلاحات قطاع النفط في الغابون ترفع مستوى الأداء وتحسّن بيئة الاستثمار (تقرير)
-
سينوك أفريكا تبدأ حفر بئري استكشاف قبالة سواحل الغابون في 2023
اقرأ أيضًا..