توليد الكهرباء بالفحم في الفلبين يترقب إضافات جديدة.. ما مصير خطط الكربون؟
هبة مصطفى
لا يبدو في الأفق أن توليد الكهرباء بالفحم في الفلبين سينتهي خلال وقت قريب، على الرغم من التزامات التخلص من الكربون التي تعهدت بها الدولة الآسيوية.
وأعلنت وزارة الطاقة الفلبينية تطورات قطاع الكهرباء وخطط التشغيل الجديدة بحلول عام 2028، ما يثير التساؤلات حول مصير خطط الكربون التي تبنتها البلاد في السابق.
وطبقًا لمعلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد تتجه الفلبين إلى إجراء "تقاعد مبكر" لبعض المحطات العاملة بالفحم، خاصة أن عمرها التشغيلي ما زال ممتدًا لسنوات.
ولم توضح الوزارة أسباب الإضافات الجديدة من الفحم، خاصة أن البلاد تترقب دخول أكبر محطة شمسية في العالم حيز التشغيل بحلول عام 2026.
خطط الفحم الجديدة
ينتظر توليد الكهرباء بالفحم في الفلبين تشغيل 2.255 غيغاواط جديدة، بحلول عام 2028، عبر خطط ومشروعات ومحطات عدة، من بينها تعزيز قدرة شبكة "لوزون" المعتمدة على الفحم بنحو 1.85 غيغاواط.
ولتغذية شبكة "لوزون"، يجري تطوير محطة "ماريفيليس" في مقاطعة باتان على مرحلتين، تركز الأولى على إضافة 450 ميغاواط بمعدل 150 ميغاواط لكل وحدة من أصل 3 وحدات يُخطط لتشغيلها العام الجاري، في حين تضيف المرحلة الثانية 700 ميغاواط بحلول عام 2028.
كما تشهد الفلبين إجراء توسعة لمحطة كهرباء "ماسينلوك" لتتسع لنحو 700 ميغاواط بحلول عام 2026، حسب معلومات نشرتها منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
ومن المقرر ضمن خطة التطوير رفع قدرة شبكة "فيساياس" على حرق الفحم بمعدل 135 ميغاواط، بالتزامن مع التشغيل التجاري لمحطة "بالم كونسيبسيون" منتصف عام 2026.
وتتلقى خطط توليد الكهرباء بالفحم في الفلبين دعمًا من تعزيز قدرة شبكة "مينداناو" بنحو 270 ميغاواط، مع التشغيل التجاري لمحطة "ميساميس" عام 2027.
التزامات الكربون وأمن الطاقة
تُشير الخطط السابق ذكرها لتوليد الكهرباء بالفحم في الفلبين إلى أن مستهدفات التخلص من الكربون باتت في خطر، خاصة مع تأكيد الوزارة ضرورة مواصلة الاعتماد على الوقود الملوث حفاظًا على أمن الطاقة.
وبالنظر إلى أن الفحم مصدر لما يزيد على 60% من إجمالي الكهرباء المولدة في الفلبين، لكن الأمر الأكثر تعقيدًا أن غالبية محطات الكهرباء المعتمدة عليه حديثة العهد بالصناعة.
وبلغ العمر التشغيلي لعدد من محطات الكهرباء العاملة بالوقود المنبوذ (بقدرة إجمالية تفوق 6.3 غيغاواط) 10 سنوات أو ما دون ذلك، ما يُشير إلى إمكان استمرار تشغيلها لمدة 30 سنة أخرى.
ويعمّق ذلك من صعوبة تعامل وزارة الطاقة مع ملف توليد الكهرباء بالفحم في الفلبين، نظرًا إلى ارتفاع التكلفة المتوقعة لوقف تشغيل هذه المحطات بصورة مبكرة.
وبخلاف محطات الكهرباء الأصغر سنًا، هناك حزمة من المحطات (بقدرة إجمالية تُقدر بـ3.4 غيغاواط) يتراوح تشغيلها بين 10 و30 عامًا، ما يُشير إلى أن أقدم هذه المحطات ما زال أمامها 10 سنوات للتشغيل اقتصاديًا.
التقاعد المبكر والطاقة المتجددة
تبلغ القدرة الإجمالية في الفلبين 28.26 غيغاواط، ويُسيطر توليد الكهرباء بالفحم على ما نسبته 44% منها (بمعدل 12.43 غيغاواط من القدرة الإجمالية).
وحتى تلحق الدولة الآسيوية بركب الالتزامات المناخية وتوسعات الطاقة المتجددة، يتعيّن عليها تسريع وتيرة تقاعد محطات عاملة بالفحم بقدرة 900 ميغاواط بحلول عام 2027.
وتواجه الفلبين سيناريوهات غير متفائلة تجاه قطاع الكهرباء، إذ تكثّف اعتمادها على الفحم لتجنب أزمة إمدادات غير مسبوقة متوقع وصولها للذروة بحلول عام 2027 تزامنًا مع احتمالات نضوب احتياطيات حقل الغاز الطبيعي "مالامبايا".
وحتى وقت قريب، كانت الفلبين تعتمد على إنتاج حقل الغاز في توليد الكهرباء، ودفع احتمالات نضوب احتياطياته باتجاه سيناريوهين غير واقعيين هما: تحمل التكلفة الاقتصادية للتحول إلى الطاقة المتجددة، والآخر يشعل الخلافات مع الصين حال محاولة استكشاف حقول جديدة في بحر الصين الجنوبي.
وبرز مشروع تطوير أكبر محطة شمسية في العالم "تيرا سولار" بوصفه بارقة أمل للفلبين، إذ تتراوح قدرتها الإنتاجية بين 3 آلاف و400 و3 آلاف و500 ميغاواط، مدعومة بـ5 ملايين لوح شمسي ونظام تخزين بقدرة 4 غيغاواط.
وتضمّنت مستهدفات الدولة الآسيوية، إنتاج كهرباء متجددة بنسبة 35% من مزيجها بحلول نهاية العقد في 2030.
موضوعات متعلقة..
- أكبر محطة شمسية في العالم.. طوق نجاة الفلبين من أزمات الكهرباء
- سان ميغيل تتخلى عن توليد الكهرباء من الفحم في الفلبين
- إطلاق أكبر محطة لبطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين
اقرأ أيضًا..
- تغير المناخ يفاقم حرائق الغابات في أميركا.. وإجراء غريب لمواجهة الأزمة (تقرير)
- مصر من بينها.. إنرجيان تبيع أصولها في 3 دول للتركيز على المغرب وإسرائيل
- استمرار قطع الكهرباء في الكويت.. والطاقة تنشر جدول تخفيف الأحمال