التغير المناخيتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

تغير المناخ يفاقم حرائق الغابات في أميركا.. وإجراء غريب لمواجهة الأزمة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • أشجار العرعر تنمو في مقاطعة بولدر منذ نحو 40 مليون سنة
  • • في العام الماضي زادت مقاطعة بولدر إنفاقها على القدرة على التكيف مع تغير المناخ
  • • التخفيف من حرائق الغابات في مقاطعة بولدر الأميركية يتطلب إزالة أشجار العرعر
  • • حرائق الغابات الكارثية ستكون مكلفة سواء على المستوى البيئي أو المالي

بعد حرائق الغابات المدمرة التي شهدتها في عام 2021، والتي نتجت عن تفاقم ظاهرة تغير المناخ، تخطط مقاطعة بولدر بولاية كولورادو الأميركية لتفادي تكرار هذه الحوادث.

وأفاد تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بأن خطط الحكومة تتضمن إزالة أشجار العرعر، التي تتمتع بمواصفات بيئية خاصة، ويمكنها العيش لمدة 1000 عام، وتنمو في مقاطعة بولدر منذ نحو 40 مليون سنة.

وعلى الرغم من أن العرعر مقاوم للجفاف بفضل أوراقه الزيتية دائمة الخضرة، فإنه يمثّل خطرًا اقتصاديًا يهدد السلامة في عالم يتّسم بالاحتباس الحراري، بسبب تغير المناخ، وعندما تشتعل النيران في هذه الأشجار فإنها تنفجر وتقذف الجمر لمسافة أميال في يوم عاصف.

وقال المتخصص في الحد من المخاطر المجتمعية لدى قسم الإنقاذ من الحرائق بمقاطعة بولدر Boulder Fire-Rescue، ستيف أور: "نحن نسميها (البنزين الأخضر)".

تداعيات حرائق الغابات الكارثية

يُعد تقاعس المسؤولين الحكوميين واضحًا وصريحًا للغاية، وستكون حرائق الغابات الكارثية مكلفة، سواء على المستوى البيئي أو المالي، حسبما قالت المستشارة البيئية التي تعمل على خطة مقاطعة بولدر، فيكتوريا أماتو.

وأضافت "إنها أزمة، وسيتعيّن علينا إجراء بعض الأمور المتطرفة لمعالجتها،" مشيرة إلى أنه "في بعض الأحيان لن يكون الأمر مستساغًا للغاية، لكنه سيساعد في منع التأثيرات الكارثية لتغير المناخ".

بالإضافة إلى إزالة أشجار العرعر، تحرق فرق الإطفاء المساحات المفتوحة كلما أمكن ذلك، وتخفيف الأخشاب الميتة، والخمائل التي نمت دون توقف لعقود من الزمن، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وعلى الرغم من أن برامج التخفيف تعمل على الحد من المخاطر، فإنه من غير المرجح أن تلغي التهديد المتزايد لحرائق الغابات في مناخ دافئ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

شجيرة العرعر أمام أحد مباني مدينة بولدر
شجيرة العرعر أمام أحد مباني مدينة بولدر - الصورة من بلومبرغ

وتقدر الحكومة الفيدرالية أن نحو 72 ألف بلدة تعيش بالقرب من الحقول والغابات المعرضة لخطر الاحتراق، وهو ما يسمى الواجهة البرية الحضرية، وتسارع العديد من هذه البلدات إلى تحديث خطط التخفيف من الحرائق القائمة منذ عقود.

بدورها، تساعد مؤسسة "إس دبليو سي إيه" SWCA، وهي شركة استشارات بيئية دولية، في تحديث خطة الحماية من حرائق الغابات المجتمعية في بولدر، وهي عبارة عن دليل مؤلف من أكثر من 100 صفحة للمسؤولين الحكوميين والمقيمين.

وخلال 43 عامًا، عملت الشركة على 100 برنامج من هذا القبيل، في الوقت الحالي، هناك 10 مشروعات قيد التنفيذ، إذ قالت مخططة مكافحة الحرائق الرئيسة لدى شركة "إس دبليو سي إيه"، فيكتوريا أماتو: "لم يعد الأمر يقتصر حتى على غرب الولايات المتحدة بعد الآن".

وفي عام 2007، فرضت مدينة بولدر أول ضريبة على الكربون في البلاد، وفي جامعة ناروبا بالمدينة، يمكن للطلاب الحصول على شهادات عليا في علم النفس البيئي.

تغير المناخ والتخلص من العرعر

تسعى مقاطعة بولدر -حاليًا- إلى التخلص من أشجار العرعر لديها، للتغلب على أزمة الحرائق الناتجة عن تغير المناخ، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وعلى الرغم من أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم ظروف حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة، فإن الآلاف من البلدات تتجه إلى خيارات متطرفة ومكلفة على أمل تجنب حرائق كارثية.

وفي العام الماضي، زادت بولدر إنفاقها على قدرة التكيف مع تغير المناخ من 4 ملايين دولار سنويًا إلى 6.5 مليون دولار، وهذا يمثّل ما يقرب من 2% من الموازنة التشغيلية للمدينة، ويهدف ربع الأموال إلى التخفيف من حرائق الغابات.

ويعود قلق المدينة إلى 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، عندما اندلع حريق مارشال الأكثر تدميرًا في تاريخ الولاية.

وشهدت بولدر ربيعًا رطبًا، لذلك نمت الحشائش والأعشاب بكثافة قبل أن يختفي المطر لمدة 6 أشهر، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

آثار حرائق الغابات بمقاطعة بولدر الأميركية
آثار حرائق الغابات بمقاطعة بولدر الأميركية - الصورة من بلومبرغ

وعلى الرغم من أن الثلج يطفئ موسم الحرائق في أواخر الخريف، فإن ذلك لم يحدث.

وبحلول الوقت الذي جرى فيه احتواء حريق مارشال بعد 6 أيام، كان قد دمر 6 آلاف و26 فدانًا و1084 منزلًا، معظمها في مقاطعة بولدر جنوب شرق حدود المدينة.

وفي المدة نفسها، تلقت المدينة نحو 500 طلب لتقييم المنازل، وتقارير مفصلة بشأن ما يمكن أن يفعله السكان لتقليل مخاطر الحرائق، تنظيف المزاريب، على سبيل المثال، أو إزالة الأشجار بالقرب من المباني والأسوار.

وقال رئيس قسم الإنقاذ من الحرائق بمقاطعة بولدر، بريان أوليفر: "لقد كنا نتحدث عن هذه الأشياء منذ عقود، وفجأة بين عشية وضحاها أصبح الأمر حقيقة".

وقالت أليسا كونيغسبيرغ، التي انتهت، مؤخرًا، من إعادة بناء منزلها بسبب حريق مارشال: "المجتمع بأكمله يعاني اضطراب ما بعد الصدمة.. في أيام الرياح العاتية، يصل قلقنا إلى أعلى المستويات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق