صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة إلى أوروبا تواجه تهديدًا خطيرًا
بسبب ضريبة الكربون
حياة حسين
تواجه صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة إلى أوروبا خطرًا وشيكًا، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في بعض دول الاتحاد بنسبة كبيرة مع بدء تطبيق ضريبة الكربون في 2026.
وتبدأ الكتلة الأوروبية تطبيق ضريبة الكربون على الواردات من السلع والخدمات في 2026، ما قد يعني فرض رسوم على الكهرباء البريطانية القادمة إليها، وتوقف حماس المصدرين.
ويؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة في بلدان تتسم فيها الأسعار بأنها مرتفعة، مع تقليص فرص خفض الانبعاثات، وفق محللين وخبراء في تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأت محادثات بين الجانبين بشأن ضريبة الكربون وتأثيرها المتوقع في صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة لدول الاتحاد، إلا أن الكثيرين لا يتوقعون نتائج إيجابية، إذ تخيّم صعوبات سياسية على كل الأمور المعلقة بين الجانبين، منذ خروج المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية فيما يُعرف بـ"البريكست"، عام 2016، عقب استفتاء شعبي، صوّت فيه الناخبون بأغلبية طفيفة لصالح الخروج من عضوية الاتحاد.
وتشمل صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة الكهرباء المولدة من مزارع الرياح، خاصة البحرية، بالإضافة إلى محطات الطاقة الشمسية.
مشكلة للجانبية
قال نائب مدير مجموعة "إنرجي يو كيه" Energy UK، آدم بيرمان، لوكالة رويترز، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2024، إن فرض ضريبة الكربون، وتأثيرها المحتمل في صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة إلى أوروبا يمثّل مشكلة للطرفين.
وأضاف أنها تقلل الحوافز للطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة، في وقت يحتاج العالم فيه إلى زيادة حجم الاحتياطي من تلك الطاقة، كما أنها سترفع أسعار الكهرباء في شمال أوروبا.
وبموجب آلية ضريبة الكربون، ستفرض أوروبا رسومًا على الواردات من السلع الملوثة مثل الصلب والأسمنت والألومنيوم والأسمدة والكهرباء والهيدروجين، ما لم تكن لدى الدولة المصدرة آلية تسعير كربون معادلة.
ووفق التصميم الحالي لضريبة الكربون الأوروبية، ستُحسب رسوم ثاني أكسيد الكربون للطاقة باستعمال قيمة افتراضية تعتمد على متوسط انبعاثات توليد الطاقة وتاريخ تلك الانبعاثات.
وترى صناعة الطاقة في المملكة المتحدة أن تلك الرسوم غير عادلة بالنسبة إلى صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة.
وإدراكًا من المملكة المتحدة للمشكلة، أثار مسؤولون لديها القضية مع نظرائهم الأوروبيين في مناسبة عُقدت في بروكسل خلال الشهر الماضي، وفق نائبة مدير وزارة الخزانة البريطانية للسياسة التجارية كاثرين ستيوارت.
وكان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ماغاريتس شيناس قد أشار إلى استمرار المحادثات بشأن ضريبة الكربون مع كل دول العالم، بما فيها المملكة المتحدة، حتى بلورة الصورة النهائية في 2026، وهو العام الذي يشهد بدء تطبيقها.
الطاقة المتجددة البريطانية
يرى محللون أن ضريبة الكربون الأوروبية قد تثبط عزيمة مصدري الطاقة المتجددة البريطانيين لدول الاتحاد، في أوقات ضعف الطلب وانخفاض الأسعار.
ووجد محللو شركة أبحاث الطاقة "أورورا" Aurora، أن توليد 3 غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة كافية لتزويد 2000 منزل باحتياجاتها من الكهرباء في العام، لكن هذه الكميات قد تقل بحلول 2030، إذا أثرت الرسوم المرتقبة سلبًا في شهية المصدرين.
وقال رئيس وحدة أبحاث الطاقة المتجددة في "أورورا" براناف مينون: "إنك تضيف ضريبة على الصادرات، ما ينعكس بالضرورة على خفض هامش الربح في كل مرة ترغب في التصدير".
وقدرت شركة "أورورا" لأبحاث الطاقة تأثير ضريبة الكربون الأوروبية في أسعار صادرات بريطانيا من الطاقة المتجددة، وانخفاض ربحية شركاتها بنحو 5% في 2030.
وترى شركة الأبحاث أن إعاقة وصول الطاقة المتجددة البريطانية الرخيصة إلى أوروبا سترفع أسعار الكهرباء بأكثر من 4% في بعض البلدان مثل أيرلندا وأيرلندا الشمالية، التي تعتمد بكثافة على الواردات من المملكة المتحدة.
وقد تسعى أوروبا إلى دعم توليد الكهرباء من محطات تعمل بالفحم والغاز، لتعويض نقص الواردات المتوقع جراء تطبيق الضريبة، ما يرفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 13 مليون طن سنويًا، وهي تعادل انبعاثات 8 ملايين سيارة، وفق تحليل سابق لشركة "آفري" السويدية AFRY.
صعوبة تجنب الضريبة
رغم أن متحدث المفوضية قال إن مصدري الطاقة المتجددة إلى أوروبا قادرون على تجنب رسوم ضريبة الكربون، إذا استطاعوا الالتزام بمعايير الضريبة، لكن أرقام الصناعة تشير إلى صعوبة ذلك، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال مدير السلع والخدمات في شركة "نيمو لينك" Nemo Link للربط بين المملكة المتحدة وبلجيكا، بيتر جان مارسبوم: "إن معظم الكهرباء التي يجري تسويقها عبر خطوط الربط غير معروفة المصدر، ما يعني استحالة تحديد كمية الكربون فيها".
ورغم أن محادثات بدأت بين الجانبين على مستوى رسمي، فإن مجموعات في الصناعة بدأت مخاطبة حزب العمال، الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات المقررة بالمملكة المتحدة 4 يوليو/تموز 2024، بغرض التصرف مع بروكسل بشأن الضريبة.
ومن بعض المقترحات الصادرة عن المصدرين، هو طلب إعفاء الطاقة المتجددة البريطانية من ضريبة الكربون الأوروبية.
موضوعات متعلقة..
- مغالطات ضريبة الكربون تدفع الدول النامية لزيادة استغلال الوقود الأحفوري (مقال)
-
ضريبة الكربون الأوروبية.. كيف ستغيّر مشهد أسواق الصلب والنفط والهيدروجين؟
-
أعباء ضريبة الكربون الاتحادية في كندا ترهق 60% من الأسر (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لسعة الطاقة الكهرومائية قيد التشغيل (إنفوغرافيك)
-
مزيج توليد الكهرباء في المغرب.. قفزة قوية لحصة الطاقة النظيفة (إنفوغرافيك)
