كهرباءتقارير الكهرباءتقارير دوريةوحدة أبحاث الطاقة

توسع فجوة الوصول إلى الكهرباء عالميًا.. 10 ملايين شخص ينضمون للمحرومين

لأول مرة منذ عقد

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع عدد المحرومين من الكهرباء بنحو 10 ملايين شخص في عام واحد
  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تضم 80% من عدد المحرومين عالميًا
  • 2.1 مليار شخص يعانون من الطهي غير النظيف أغلبهم في أفريقيا وآسيا
  • جهود متواضعة لتحقيق الهدف السابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
  • تحسن معدلات كفاءة الطاقة وكثافتها ما زال أقل من المطلوب دوليًا بكثير

راهنت جهود دولية مبكرة على تقليل فجوة الوصول إلى الكهرباء في المناطق المحرومة خاصة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لكن نتائج التقييم الأخيرة جاءت مخيبة للآمال.

وأظهر تقرير مراجعة دولية حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه ومقرها واشنطن- ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون دون كهرباء للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، بينما ظلت أعداد المحرومين من الوصول إلى الطهي النظيف ثابتة نسبيًا.

وتقاس فجوة الوصول إلى الكهرباء بعدد الأشخاص الذين يعيشون دون كهرباء حتى الآن في العالم، بينما تقاس فجوة الطهي بعدد الأسر التي ما زالت تستعمل وقود الطهي الملوث ولا تستطيع الوصول إلى مصدر طهي نظيف.

وارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون دون كهرباء في العالم إلى 685 مليون حتى نهاية عام 2022، بزيادة 10 ملايين شخص عن الوضع في عام 2021، وهي أول مرة يزداد فيها العدد منذ عام 2010.

وتضم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها 570 مليون شخص يعيشون دون كهرباء حتى الآن، ما يمثل 80% من إجمالي المحرومين من الكهرباء عالميًا، بحسب التقرير.

لماذا ارتفعت فجوة الوصول إلى الكهرباء؟

أرجع تقرير المراجعة الصادر حديثًا عن وكالة الطاقة الدولية، زيادة فجوة الوصول إلى الكهرباء عالميًا إلى نمو السكان بمعدلات أعلى من توصيلات الكهرباء الجديدة خاصة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

كما أسهمت مجموعة أخرى من العوامل في زيادة الفجوة أبرزها أزمة الطاقة العالمية والتضخم وتفاقم مشكلات الديون في عديد من البلدان منخفضة الدخل وزيادة التوترات الجيوسياسية، بحسب التقرير.

وحذر التقرير من أن الجهود العالمية الحالية لسد فجوة الوصول إلى الكهرباء والطهي النظيف ليست كافية لتحقيق الهدف رقم 7 من أهداف التنمية المستدامة في الوقت المحدد بحلول عام 2030.

فجوة الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا
أطفال أفارقة يعانون فجوة الوصول إلى الكهرباء - الصورة من Africa business insider

كما توقع التقرير في ظل السياسات الحالية أن يظل 660 مليون شخص دون كهرباء، و1.8 مليار نسمة غير قادرين على الوصول إلى الطهي النظيف بحلول عام 2030.

ويشير الهدف الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2015 إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وصول جميع سكان العالم إلى مصادر الطاقة الحديثة والموثوقة والمستدامة بحلول عام 2030.

ويضم الهدف عدة عناصر أبرزها تحقيق زيادة كبيرة في حصة الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء العالمي ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استعمال الطاقة بحلول عام 2030، إضافة إلى توسيع نطاق البني التحتية وتحسين مستوى التكنولوجيا لتقديم خدمات الطاقة الحديثة والمستدامة للجميع في البلدان النامية.

ورغم التقدم المحرز في تحقيق بعض عناصر الهدف 7 خاصة على مستوى معدل نشر مصادر الطاقة المتجددة، لكن هذه الجهود ما زالت غير كافية للوصول إلى تحقيق متطلباته بحلول عام 2030.

فجوة الطهي النظيف ومخاطرها

بلغ عدد الذين يستعملون أنواع الوقود وأجهزة الطهي الملوثة قرابة 2.1 مليار نسمة حتى نهاية عام 2022، وهو رقم ثابت نسبيًا ولم يشهد تغيرات ملحوظة عن العام السابق، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

وتتركز معظم الأسر المضطرة إلى هذا النوع من الطهي ذي الآثار البيئية والصحية الخطيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى جانب بعض المناطق في آسيا.

وعادة ما تستعمل مصادر الكتلة الحيوية في هذا النوع من عمليات الطهي غير النظيف، ما يستلزم من الأسر قضاء 40 ساعة أسبوعيًا على الأقل في جمع الحطب والطهي.

الطهي غير النظيف في أفريقيا
الطهي غير النظيف في أفريقيا - الصورة من All Africa

وفضلًا عن الأضرار الاجتماعية، يؤدي تلوث الهواء المنزلي الناتج عن استعمال أنواع الوقود وأجهزة الطهي الملوثة إلى وفاة 3.2 مليون حالة كل عام، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، إن تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة ما زال يحتاج إلى زيادة الاستثمارات في الاقتصادات الناشئة والنامية لتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء وتقنيات الطهي والوقود النظيف.

وأشار بيرول إلى أن جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي الاستثمار الموجهة للطاقة في الوقت الحالي يستهدف مشكلات الوصول إلى الكهرباء والطهي النظيف وخاصة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأكد مدير الوكالة على أن مواجهة هذه المشكلات لن يجلب فوائد مناخية وبيئية فحسب، بل يمكنه أيضًا أن يجلب منافع اجتماعية واقتصادية مرتبطة بالمساواة بين الجنسين في الصحة والتعليم والتوظيف.

كما أشار بيرول إلى نجاح قمة الوكالة الأخيرة حول الطهي النظيف في أفريقيا في توفير تمويلات بقيمة 2.2 مليار دولار لهذا الغرض، ما أسهم في تحقيق بعض الزخم لهذا الملف.

فجوات أخرى في الهدف رقم 7

لا تقتصر ضعف الجهود الدولية على فجوة الوصول للكهرباء والطهي النظيف التي ما زالت واسعة فحسب، بل تمتد إلى العناصر الأخرى التي يتطلبها الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

فقد شهد معدل تحسن خفض كثافة الطاقة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.8% في عام 2022 مقارنة بنحو 0.6% في العام السابق، ما يظل أقل بكثير عن المتوسط المطلوب على المدى الطويل.

ويحتاج هذا المؤشر إلى تسريع متوسط التحسينات السنوية حتى عام 2030 إلى أكثر من 3.8%، لتحقيق العنصر الثالث ضمن الهدف السابع لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

كما لا يزال التقدم في معدلات كفاءة استعمال الطاقة متأخرًا مع وصوله إلى 2.3% فقط في عام 2022، ما يقل بكثير عن المطلوب لبلوغ الهدف الأممي بحلول عام 2030.

أما على مستوى زيادة حصة الطاقة المتجددة، فقد شهدت تحسنًا ملحوظًا بالفعل لتصل حصتها إلى 28.2% من إجمالي الاستهلاك العالمي للكهرباء في عام 2021، بزيادة 6% عن العام السابق، ثم زادت إلى 30.3% في عام 2023، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر".

كما زاد نصيب الفرد من قدرة الطاقة المتجددة المركبة في العالم إلى مستوى قياسي عند 424 واط للفرد في عام 2022، لكن مع وجود فوارق كبيرة بين الدول المتقدمة (1073 واط للفرد) والدول النامية (293 واط للفرد).

كذلك انتعشت التدفقات المالية الدولية لدعم الطاقة النظيفة في البلدان النامية في عام 2022 لتصل إلى 15.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 25% عن عام 2021، لكنها لا تزال تمثل نصف الذروة التي بلغتها عام 2016 (28.5 مليار دولار).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق