أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

تركيا قد تصبح ممرًا للغاز العربي.. ومعدن تمتلك منه 85% من احتياطيات العالم

أحمد بدر

يؤدي قطاع الطاقة في تركيا دورًا مهمًا على المستوى الأوروبي حاليًا، ولكن هذا الدور من المتوقع له أن يتعاظم خلال السنوات المقبلة، ولا سيما مع امتلاك الدولة الأوروبية عددًا من المقومات، التي من شأنها أن تدعم مستقبلها الطاقوي.

ويقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أنقرة لها مستقبل أكبر أهمية مما هي عليه الآن، ويرجع ذلك إلى امتلاكها عددًا من المقومات المهمة.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدمها الدكتور أنس الحجي، الثلاثاء 11 يونيو/حزيران (2024)، على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "دور مصر وتركيا في أسواق الطاقة العالمية".

وأوضح أن تركيا لديها معدن يسمى "البورون"، وهذا المعدن مهم جدًا؛ إذ يدخل في صناعات عديدة، وبشكل خاص في صناعة السيارات الكهربائية، إذ تمتلك الدولة ما بين 75% و85% من احتياطيات العالم من هذا المعدن.

مقومات قطاع الطاقة في تركيا

يقول الدكتور أنس الحجي، إن معدن البورون موجود في تركيا ومتوافر بأسعار رخيصة جدًا، الأمر الذي مكّنها من دخول عالم صناعة السيارات الكهربائية، وتقديم إنتاجها الآن.

وأضاف: "علينا أن نتذكر مشروع خط الغاز العربي، الذي تم بناؤه بالكامل، وهو خط أنابيب يمتد من الدلتا في مصر عبر سيناء، وصولًا إلى الحدود مع إسرائيل لكنه لا يدخلها، إذ ينزل تحت الماء في خليج العقبة ثم يظهر في العقبة ويتجه إلى شمال الأردن، ويعبر سوريا بالكامل حتى مدينة حلب، وعند مدينة حمص وسط سوريا هناك خط يتفرع إلى طرابلس في لبنان".

إحدى مناطق مرور خط الغاز العربي في سوريا
إحدى مناطق مرور خط الغاز العربي في سوريا - الصورة من وكالة "سانا"

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذا الخط موجود وانتهى بالكامل، ومن المفترض أن يذهب إلى الحدود التركية، ثم تكون هناك شركات أخرى تبني خطًا يعبر أوروبا، ومن ثم يذهب الغاز العربي إلى أوروبا من خلال تركيا.

وتابع: "الفكرة هنا أن تركيا ستكون الممر العابر للغاز في الوطن العربي إلى أوروبا، وهذه الفكرة يجب ألا ننساها، لأنه إذا استمر العداء مع روسيا على مدى عقود مقبلة، فهذا الخط قد ينتعش، خاصة مع الاستقرار في سوريا والعراق ولبنان".

ولفت إلى أنه في عام 2008 كان هناك مخطط إيراني قطري مشترك لبناء خط من حقل الشمال، المشترك مع إيران في حقل بارس، بحيث ينطلق الخط من تلك المنطقة ويصل إلى حمص السورية، ويصل إلى خط الغاز العربي ومنه يذهب إلى أوروبا.

خطوط نقل الغاز الإيراني إلى تركيا
خطوط نقل الغاز الإيراني إلى تركيا - الصورة من وكالة تسنيم الإيرانية

بعبارة أخرى، وفق الدكتور أنس الحجي، سيكون الغاز إيرانيًا والتمويل قطريًا، وخط الغاز العربي موجود، ومِن ثَم يمكن ضخ الغاز من المنطقة عبر أنابيب إلى أوروبا، ولكن في النهاية يجب أن يمر عبر تركيا.

وأردف: "هناك فكرة طُرِحَت، وأعتقد أنها جاءت من الإسرائيليين، وهي تجنب إرسال الخط عبر تركيا، وإرساله عبر إسرائيل، وإقامة أنبوب تحت البحر يتجه إلى قارة أوروبا مباشرة، وهو أمر مكلف جدًا مقارنة بالأطراف الأخرى، كما يحمل مخاطر سياسية أكبر، كما أن الخطر الأكبر أن الحدود لم ترسم في المناطق البحرية".

أنبوب موازٍ لخط ترك ستريم

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك فكرة لبناء أنبوب آخر موازٍ لخط ترك ستريم، يأتي من روسيا أيضًا باتجاه أوروبا، وهذا الأمر مرتبط بالاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح أن هذا الخط من شأنه أن يجعل أنقرة مركزًا لتجارة الغاز في أوروبا، أي أنهم يريدون أن يسحبوا البساط من لندن والأماكن الأخرى، بحيث تتم تجارة الغاز كلها في مركز معين، يأتي له الغاز من أماكن مختلفة.

خط أنابيب ترك ستريم

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "هناك خط أنابيب يأتي من إيران إلى تركيا، ولكنه يُستعمَل محليًا، إلا أن الفكرة يمكن تطويرها بحيث يعبر إلى أوروبا، إذا رفعوا العقوبات عن إيران، ومن ثم تصبح لأنقرة أهمية كبيرة للعالم، لأنها ستصبح عابرة لأنابيب الغاز، بجانب امتلاكها مضائق مائية يمر النفط بها".

وتابع: "هناك فكرة أخيرة، تتعلق بالأردن، إذ إنه مع توقف الضخ من كردستان العراق إلى ميناء جيهان، يوجد حديث كبير عن بناء أنبوب إلى خليج العقبة، تُحمَّل السفن منه وتُشحَن إلى مختلف انحاء العالم، بقدرة استيعابية 800 ألف برميل يوميًا، وبهذا يصبح الأردن حلقة وصل وتزداد أهميته من ناحية الأنابيب".

وأشار إلى وجود بعض الإشكاليات المتعلقة بهذا الأنبوب، وكذلك بالميناء وحجم السفن، وهي أمور تقنية تحتاج إلى دراسات أكبر، كما أن هناك إشكالية أخرى تتعلق بالعلاقات الإيرانية الأردنية، إذ توجد مشكلات سياسية، فهل ستجرؤ الشركات على الاستثمار في هذا الأنبوب بناء على الوضع السياسي القائم؟

النفط الإيراني

الأمر الأخر، وفق الدكتور أنس الحجي، أن بيوت المال العالمية لن تستثمر في الأنبوب؛ لأن الموضوع يتعلق بالمناخ، لذلك فإن التمويل سيكون محليًا أو إقليميًا، وهذه الأنابيب عادة ما تكون مكلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق