التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

الاحتباس الحراري يتفاقم.. ولوائح شحن الوقود الصارمة تدعم الارتفاعات العالمية الأخيرة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الاحترار غير عادي ومن المتوقع أن يرتفع خلال عشرينيات القرن الحالي
  • • علماء ناسا يتوقعون ارتفاع درجات الحرارة بسبب لوائح المنظمة البحرية الدولية 2020
  • • غازات الدفيئة التي يصنعها الإنسان تستمر في أداء الدور الحاسم في تغير المناخ
  • • الأمر الواضح هو أنه من المستحيل التنبؤ بالمناخ

تشهد الآراء والتحليلات بشأن أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري جدلًا مستمرًا في أوساط العلماء ونشطاء المناخ، وقد يكون بعضها مفاجئًا، لأنه يأتي بأدلة وبراهين تناقض الاعتقادات السائدة.

وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن العلماء يُرجعون اتجاه الاحترار العالمي، الذي لوحظ منذ منتصف القرن الـ20، إلى الدور البشري في ظاهرة احتباس الحرارة، التي تنتج عندما يحبس الغلاف الجوي الحرارة المشعة من الأرض نحو الفضاء.

وتمرّ أوساط علوم المناخ بحالة صدمة بعد النتائج غير العادية التي توصل إليها فريق من علماء وكالة ناسا رفيعي المستوى، التي تشير إلى أن معظم الزيادات الأخيرة في درجات الحرارة العالمية ترجع إلى فرض لوائح شحن الوقود الصارمة المصممة للمساعدة في منع ظاهرة الاحتباس الحراري.

وعلى الرغم من أن العالم الخيالي للحياد الكربوني مليء بالتداعيات غير المقصودة، يُزعم أن الانخفاض المفاجئ بنسبة 80% في انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت الناجمة عن النقل البحري الدولي في عام 2020 كان مسؤولًا عن 80% من الاحتباس الحراري العالمي منذ مطلع العقد.

وعلى الرغم من أن الحرارة الزائدة تُوصف بأنها "عابرة"، فإن الاحتباس الحراري استثنائي، ومن المتوقع أن يرتفع خلال عشرينيات القرن الحالي بمعدل 0.24 درجة مئوية كل عقد، أي أعلى بنسبة 20% من اتجاه الاحترار المزعوم منذ عام 1980.

قلق المحتالين المناخيين

من المرجح أن تثير هذه الأخبار قلقًا كبيرًا بين المحتالين المناخيين المهيمنين على وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية والسياسية، حسبما نشرته مدونة "ديلي سكيبتيك" (dailysceptic).

لقد قضوا يومًا حافلًا في الآونة الأخيرة من خلال الإشارة إلى ارتفاع درجات الحرارة، بصفتها دليلًا على توقعاتهم الخالية من الأدلة بأن المناخ معرض لخطر الانهيار الوشيك.

سفن شحن تبحر في مياه هونغ كونغ بالصين
سفن شحن تبحر في مياه هونغ كونغ بالصين - الصورة من رويترز

من ناحيتهم، يتوقع علماء الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا" الأميركية NASA، الذين يعملون في مركز غودارد لرحلات الفضاء، اتجاهًا لارتفاع درجات الحرارة بسبب لوائح المنظمة البحرية الدولية لعام 2020،
ويقولون: "إن الدفء القياسي لعام 2023 يقع ضمن نطاقات مسارنا المتوقع".

البراهين العلمية

تُعد البراهين العلمية وراء نتائج وكالة ناسا، التي نشرتها مجلة Nature، بسيطًة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويؤدي حقن جزيئات وقود أقل في الغلاف الجوي إلى تقليل كثافة قطرات السحب، ما يتسبب في ظهور سحب تعكس كمية أقل من الإشعاع الشمسي إلى الفضاء، أي أن الاحتباس الحراري يتفاقم.

وحسبما لاحظ العلماء: "تمثل لوائح المنظمة البحرية الدولية لعام 2020 صدمة إنهاء لتجربة الهندسة الجيولوجية غير المقصودة، من خلال تعتيم السحابة البحرية العكسية من خلال تقليل تركيز عدد قطرات السحابة".

وفي سياق عملهم، قام الفريق بحساب الانخفاضات الكبيرة في الجسيمات في طرق الشحن الرئيسة في شمال المحيط الأطلسي، والبحر الكاريبي، وبحر الصين الجنوبي، حسبما نشرته مدونة "ديلي سكيبتيك" (dailysceptic).

ثغرات في جميع العلوم الزائفة

من المرجح أن تتعرّض دراسة وكالة ناسا لانتقادات شديدة، لأسباب ليس أقلها أنها ستحدث ثغرات في جميع العلوم الزائفة، التي تحاول إلقاء اللوم بشأن الارتفاعات الأخيرة في درجات الحرارة والأحداث الجوية الفردية على الزيادات التي يسببها الإنسان في ثاني أكسيد الكربون.

ويقول نشطاء المناخ في معهد بوتسدام لتأثيرات المناخ، إن مدة المراقبة قصيرة للغاية، وإن غازات الدفيئة التي يصنعها الإنسان تستمر في أداء الدور الحاسم في تغير المناخ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويحظى الكثير من هذا التفكير بدعم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، التي تروج وجهة النظر القائلة بأن كل تغير للمناخ تقريبًا منذ عام 1900 تقريبًا سببه أنشطة البشر.

بركان هونغا تونغا في المحيط الهادئ
بركان هونغا تونغا في المحيط الهادئ - الصورة من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي

ويبدو هذا الرأي غير المثبت ازداد ضَعفًا يومًا بعد يوم، إذ دفع علماء وكالة ناسا مسألة الجسيمات، أو الهباء الجوي، إلى صميم الجدل بشأن المناخ، على الرغم من وجود تفسيرات أخرى للارتفاع الأخير في درجات الحرارة.

وتشمل هذه الأحداث ظاهرة النينيو القوية التي تتراجع الآن، والتغيرات المحتملة في الغلاف الجوي العلوي الناجمة عن الحقن الضخم للمياه في أوائل عام 2022، نتيجة لثوران بركان هونغا تونغا في المحيط الهادئ.

ويُعد تأثير ظاهرة النينيو معروفًا جيدًا، وقد أظهرت التقلبات السابقة القوية، التي تنطوي على انتقالات عالمية للحرارة من المحيطات إلى الغلاف الجوي، ارتفاعات قصيرة المدى في درجات الحرارة.

ومع تراجع ظاهرة النينيو الحالية، فمن المرجح أن تحل محلها، في وقت قصير، تأثيرات التبريد الناجمة عن ظاهرة النينيا، وتوجد دلائل تشير إلى انخفاض درجات حرارة البحر.

وسيكون الأمر متروكًا للعلماء للتنافس بشأن أبرز أسباب الارتفاعات الأخيرة في درجات الحرارة -الهباء الجوي أو ظاهرة النينيو- مع بعض الدعم بتداعيات بركان هونغا تونغا.

والأمر الواضح هو أنه من المستحيل التنبؤ بالمناخ، ويُعد الارتفاع الأخير في درجة الحرارة طفيفًا وضمن التباين الطبيعي الذي شُوهد في جميع السجلات المعروفة والموثوقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق