سيارات الوقود الأحفوري تتفوق على الكهربائية في خيارات الأميركيين
محمد عبد السند
- ما تزال سيارات الوقود الأحفوري هي الخيار الأول للمستهلكين في أميركا
- يبذل الرئيس جو بايدن جهودًا لتشجيع الأميركيين على استعمال السيارات الكهربائية
- تؤدي السيارات الكهربائية دورًا مهمًا في جهود الحياد الكربوني
- قال خُمس الأشخاص الذين شملهم المسح إنهم يفضلون شراء المركبات الكهربائية على سيارات الوقود الأحفوري
- يرغب 60% من المستهلكين في الولايات المتحدة الأميركية في شحن سياراتهم في 20 دقيقة
لم تفقد سيارات الوقود الأحفوري بريقها في أعين المستهلك الأميركي الذي ما زال يفضّل اقتناءها على نظيراتها الكهربائية صديقة البيئة.
ويُفضّل الأميركيون شراء محركات الوقود الأحفوري على اقتناء السيارات الكهربائية أو الهجينة، حتى ولو تشابهت الاثنتان في الفئة السعرية والمزايا.
ويمثل التوجه انتكاسة للجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للترويج لاستعمال المركبات منخفضة الانبعاثات ضمن خطة أوسع لإزالة الكربون من قطاع النقل وتحقيق الحياد الكربوني.
ويمنح البيت الأبيض مزايا عديدة لتشجيع المستهلكين على استعمال السيارات الكهربائية، من بينها الإعفاءات الضريبة التي قد تخفض من سعر الشراء المرتفع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
تفوّق سيارات الوقود الأحفوري في أميركا
قال خُمس الأشخاص الذين شملهم المسح إنهم يفضّلون شراء المركبات الكهربائية على سيارات الوقود الأحفوري أو حتى سيارة هجين، وفق ما خلصت إليه نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة كي بي إم جي (KPMG) الأنغلو هولندية ونشرتها وكالة رويترز.
وتأتي التفضيلات وسط تباطؤ عالمي في الطلب على السيارات الكهربائية؛ ما دفع شركات صناعة السيارات العالمية أمثال فورد (Ford) وجنرال موتورز (General Motors) الأميركيتين ومرسيدس (Mercedes) الألمانية إلى إعادة التفكير في خططها بشأن المركبات صديقة البيئة.
وتظهر الدراسة فجوة في التوقعات بين المستهلكين الأميركيين والمسؤولين التنفيذيين في صناعة السيارات بشأن أوقات شحن السيارات الكهربائية خلال الرحلات القصيرة.
ويرغب 60% من المستهلكين في الولايات المتحدة بشحن سياراتهم في 20 دقيقة أو أقل مقارنةً بـ41% قالوا إنهم مستعدون للانتظار لمدة أطول، بحسب الدراسة.
ومن المرجح أن يبدي عدد قليل من العملاء استعداده لدفع الأموال مقابل تمتعهم بخصائص القيادة الذاتية والترفيه، مقارنة بخصائص السلامة، والـ"واي فاي" ومحدد موقع الشحن.
ويتضمّن استطلاع "كيه بي إن جي" رؤى حول السيارات بوصفه جزءًا من استطلاع أوسع نطاقًا عبر الصناعات أجرته الشركة وشمل 1100 شخص بالغ في جميع أنحاء الولايات المتحدة حول الاقتصاد وتفضيلات المستهلكين المتغيرة.
المركبات الهجينة
أظهر الرؤساء التنفيذيون لشركات فورد وجنرال موتورز آراءً متضاربة بشأن أهمية المركبات الهجينة بالنسبة لتوقعاتهم الإستراتيجية طويلة الأجل.
ويرغب الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي، في أن تتوقف الصناعة عن رؤية السيارات الهجينة بوصفها حلًا مؤقتًا فقط يمكن استعماله حتى يشعر السائقون براحة في اقتناء السيارات الكهربائية الكاملة.
في المقابل لا ترى الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا، أن المركبات الهجينة تمثل حلًا على المدى الطويل.
وقال فارلي: "ينبغي أن نتوقف عن الحديث عن المركبات الكهربائية بوصفها تقنية انتقالية"، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر برنشتاين، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "الكثير من مركباتنا الهجينة في الولايات المتحدة الأميركية، تُدر أرباحًا أكثر من نظيراتها غير الهجين".
وأشار فارلي إلى أن السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للتوصيل بمصدر كهرباء (PHEV)، والتي تتضمّن بطارية صغيرة يمكن استعمالها لمسافات قصيرة، قد لا تكون ذات أهمية في غضون بضع سنوات، غير أنه أكد أن السيارات الهجينة ذات المدى الأطول تشكل تقنية مهمة لمستقبل الصناعة.
وشهدت المركبات الهجينة التي تسُد الفجوة بين السيارات العاملة بالبنزين والسيارات الكهربائية، زيادة في الطلب على مدار العام الماضي (2023)؛ ما يدفع مصنعي السيارات إلى خفض جهودها للتحول إلى المركبات الكهربائية.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا، إن شركتها، الواقع مقرها في مدينة ديترويت ستشرع في إنتاج السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للتوصيل بمصدر كهرباء في عام 2027، استجابةً منها إلى الشروط التنظيمية العميقة.
وأضافات بارا "أنها ليست الهدف النهائي لأنها ليست حيادية الكربون، وما نفعله هو أننا نحاول أن نكون أذكياء للغاية بشأن كيفية القيام بذلك وكيفية ضخ رأس المال هناك"، في تصريحات أدلت بها على هامش المؤتمر المذكور بشأن السيارات الهجينة.
إلغاء الدعم
قال مسؤولون تنفيذيون في فورد إن الشركة تستهدف تعزيز مبيعات السيارات الهجينة 4 أضعاف خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتراجعت الشركة عن بعض استثماراتها في المركبات الكهربائية؛ حيث أرجأت خططًا لإنتاج تلك المركبات النظيفة في كندا والولايات المتحدة.
وفي تصريحات منفصلة قال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي إنه لا ينبغي أن تحصل السيارات الكهربائية على دعم، مردفًا أنه يتعين على مصنعي السيارات أن يدفعوا باتجاه إنتاج طُرز السيارات العاملة بالبطاريات بسرعة.
وتابع فارلي: "نعتقد أنه يتعين علينا أن نصل إلى تلك المرحلة في أقرب وقت ممكن"، في تصريخات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2022 أعلنت شركة فورد الكائنة في ولاية ميشيغان فصل قسم الكهرباء والبرمجيات لديها عن عمليات المحركات العاملة بالبنزين، في خطوة وصفها المسؤولون التنفيذيون -حينها- بأنها ستحسن الكفاءة في كلا القطاعين.
وتوقعت الشركة خسارة تتراوح بين 5 مليارات و5.5 مليار دولار في أعمال السيارات الكهربائية خلال العام الحالي (2024) بعد تسجيل خسارة قوامها 4.7 مليار دولار في عام 2023.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية تحظى بدعم 19% فقط من الأميركيين (استطلاع)
- السيارات الكهربائية في نيوزيلندا تخضع للضرائب.. وتوقعات "الحجي"
- أزمة شحن السيارات الكهربائية في أميركا.. أول تعقيب من وزيرة الطاقة
اقرأ أيضًا..
- 8 اكتشافات نفطية في الجزائر.. وصفقة مع شيفرون قريبًا
- تحويل ناطحات السحاب إلى بطاريات حُلْم يراود مصممة أطول مبنى في العالم (فيديو)
- قطاع الكهرباء في العراق يترقب 200 محطة نقل وتوزيع قبل الصيف