التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

مسؤول أميركي يعد أوروبا: صادرات الغاز المسال ستستمر رغم قرار بايدن

هبة مصطفى

شكّلت صادرات الغاز المسال الأميركي "طوق نجاة" لغالبية دول الاتحاد الأوروبي، بعدما انقطعت إمدادات الغاز الروسي ضمن تداعيات اندلاع الحرب الأوكرانية وما تلاها من عقوبات.

ورغم محاولة أميركا ملء الفراغ الذي خلّفه غياب إمدادات موسكو، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن فاجأ الجميع بإعلانه -نهاية يناير/كانون الثاني 2024- تعليق تصاريح المنشآت الجديدة، استجابة لنشطاء المناخ حينها.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للقرار وتداعياته، فسّر محللون حينها القرار بأن بايدن "يقلب الطاولة على حلفائه الأوروبيين"، إذ بررت وزارة الطاقة التعليق بأنه جاء لإجراء مراجعات بيئية واقتصادية للمشروعات.

ومنذ ذلك الحين، يسعى مسؤولون أميركيون لكسب ودّ حلفائهم الأوروبيين، وطمأنتهم حيال تدفُّق صادرات الغاز المسال بصورة طبيعية.

وعد أميركي

أكد نائب وزير الطاقة الأميركي ديفيد تورك، أن صادرات الغاز المسال إلى أوروبا لن تتأثر بقرار الرئيس جو بايدن الخاص بموافقات محطات التصدير الجديدة.

وأضاف أن التسليمات ستسير وفق للخطط المعتادة ولن تتغير، محاولًا بثّ الطمأنينة لاحتواء القلق الأوروبي تجاه انتظام التدفقات الأميركية، رغم مرور أشهر على قرار بايدن.

وأكد تورك أن قرار بايدن لن يؤثّر أيضًا في المشروعات قيد البناء حاليًا، والتي تفي بالإمدادات المطلوبة للتصدير، وإنما يسري التعليق -فقط- على المحطات الجديدة التي لم تحصل على موافقات بعد.

ناقلة غاز مسال أميركية
ناقلة غاز مسال أميركية - الصورة من Marine Link

ويبدو أن بايدن استهدف بالقرار تهدئة نشطاء البيئة والمناخ، الرافضين لتوسعات الوقود الأحفوري وزيادة وتيرة صادراته، خاصة أن استعدادات الانتخابات الأميركية في أوجها، تمهيدًا لانعقادها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تغيرت خريطة الشراء في السوق العالمية، وعدّلت دول الاتحاد الأوروبي وجهتها إلى أميركا وأفريقيا والشرق الأوسط للحصول على المزيد من إمدادات الغاز المسال بما يؤمّن حجم الطلب.

حجم الاعتماد الأوروبي

تدريجيًا زاد الاعتماد الأوروبي على صادرات الغاز المسال الأميركي، بالتوازي مع التخلّي عن الغاز الروسي، إلى حدّ أن أصبحت تشكّل في الآونة الحالية ما يقرب من نصف واردات دول الاتحاد.

ويبلغ حجم صادرات الغاز المسال الأميركي الإجمالية 14 مليار قدم مكعبة يوميًا، في حين تخطط أميركا إلى رفع هذا المعدل وتصدير ما يعادل نصف الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي عبر المشروعات المستقبلية المرتقبة (بما يعادل 48 مليار قدم مكعبة).

وأوضح تورك أن هذه البيانات تبثّ بعض الطمأنينة لدى العملاء الأوروبيين وتبرهن على توافر الإمدادات الكافية لطلبهم، حسب تصريحات نقلتها عنه مجلة بوليتيكو (Politico) على هامش زيارته لباريس ومقابلته مسؤولين.

واستوردت دول الاتحاد الأوروبي ما يعادل 7.1 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال الأميركي، العام الماضي 2023، وتصدرت فرنسا أكبر المستوردين، طبقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويُظهر الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أن أميركا جاءت في مقدمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى أوروبا، في الربع الأول من 2024:

أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا

التزام مناخي

كان استهداف أميركا زيادة صادرات الغاز المسال، وتخصيص حصة إضافية من إنتاج الغاز الطبيعي محليًا لهذا الغرض، الركيزة التي استند إليها الرئيس جو بايدن في قراراه.

وأشار ديفيد تورك إلى أنّ تزايُد الصادرات تطلب مراجعة للتداعيات المناخية والبيئية للتوسعات، متعهدًا بإعادة النظر في طلبات ترخيص مشروعات الغاز المسال الجديدة فور إتمام المراجعة المطلوبة.

ويبدو أن مبررات تورك المناخية لاقت استحسانًا لدى المسؤولين الأوروبيين، خاصة الفرنسيين منهم، إذ تتبنى باريس الأهداف المناخية ذاتها بإطار زمني يستهدف عام 2050 لتحقيق الحياد الكربوني.

بدورها، أكدت مسؤولة الطاقة والمناخ في وزارة الطاقة الفرنسية "صوفي مورلون" أن المراجعة الدورية لحجم انبعاثات مشروعات الوقود الأحفوري -ومن بينها الغاز المسال- تتوافق مع المسار الفرنسي أيضًا.

واتفق مسؤولو الجانبين الأميركي والفرنسي على أنه يتعين تحديد الإطار الزمني للتخلّي عن الوقود الأحفوري، والعمل على تنفيذ ذلك بوتيرة سريعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق