تونس توقع اتفاقية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا
وتفاهم مع إيطاليا في مجال معالجة المواد الخام
الطاقة
تواصل تونس جهودها لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر، بصفته الوقود المستقبلي الذي يضمن نجاح جهود تحول الطاقة في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
وفي هذا الإطار، وقّعت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، اليوم الإثنين 27 مايو/أيار (2024)، اتفاقية جديدة مع شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية، وكذلك شركة "فربوند" النمساوية، وذلك لتنفيذ مشروع جديد في هذا القطاع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويستهدف مشروع الهيدروجين الأخضر الجديد، الذي وقّعت الوزارة اتفاقيته اليوم، إنتاج الوقود الأخضر النظيف في الصحراء التونسية، وتصديره إلى أوروبا، وذلك من خلال خطوط الأنابيب الرابطة بين الدولة الأفريقية والقارة العجوز.
وفي سياق منفصل، قال وزير الصناعة الإيطالي أدولفو أورسو، إن بلاده بصدد السير باتجاه تحقيق المصلحة المشتركة والتنمية في مجال المواد الخام الحرجة بالتعاون مع تونس، إذ تشكّل هذه المواد أساس التقنيات الخضراء والرقمية.
الهيدروجين الأخضر في تونس
من المقرر أن يوفر المشروع الجديد، الذي وقّعت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية عقده اليوم مع الشركتين الفرنسية والنمساوية، كميات ضخمة من الهيدروجين الأخضر لتصديرها إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى استغلاله محليًا.
وبحسب العقد الموقّع بين الوزارة وشركتي توتال إنرجي الفرنسية وفربوند النمساوية، فإن المشروع سينتج نحو 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا في المرحلة الأولى، وفق ما نشرته وكالة "تونس أفريقيا للأنباء" الرسمية.
في الوقت نفسه، من المقرر أن يسهم المشروع في إنتاج ما يصل إلى 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى نحو 2000 ميغاواط من قدرات التحليل الكهربائي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يشار إلى أن وزيرة الطاقة التونسية فاطمة الثابت شيبوب كانت قد أعلنت خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الدولي نحو الجنوب، الذي عُقِد في مدينة سورينتو الإيطالية، يومي 17 و18 مايو/أيار الجاري، أن بلادها اعتمدت إستراتيجية طاقية بحلول عام 2035، تستجيب لمقتضيات المرحلة.
ولفتت الوزيرة إلى أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى الانتقال من النظم التقليدية للإنتاج والاستهلاك لنموذج طاقي جديد ومستدام، يرتكز على تنويع مصادر الطاقة النظيفة، عبر إنتاج 35% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وأوضحت أن هناك ضرورة للنهوض بالتقنيات المبتكرة، مثل الهيدروجين الأخضر، الذي يُعدّ مصدرًا جديدًا لتنويع مزيج الطاقة، إذ تسهم تونس في الجهود العالمية للحدّ من تداعيات تغير المناخ، من خلال الانتقال لنظام طاقة منخفض الكربون، وخفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030.
التعاون بين تونس وإيطاليا
من جهة أخرى، التقت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت نظيرها الإيطالي أدولفو أورسو، اليوم الإثنين 27 مايو/أيار، خلال زيارته إلى تونس، إذ أبدى أورسو استعداد بلاده للتعاون -من خلال شركاتها- في مشروعات مشتركة لتطوير استخراج ومعالجة المواد الخام.
ولفت الوزير الإيطالي إلى منح الأولوية لإمدادات الطاقة والربط الكهربائي بين البلدين، إذ اتفق مع نظيرته التونسية على أن الدافع القوي للتنمية الصناعية المتبادلة ينبع من ربط الطاقة، بداية من الخط الربط الكهربائي البحري "إلميد"، الرابط بين ضفتي المتوسط، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال، إن الشراكة بين أوروبا وأفريقيا تكتسب مؤخرًا أهمية متزايدة، في توقيت تُحرَم فيه القارة العجوز من الوصول إلى الحدود الشرقية، لذلك فإن التعاون بين إيطاليا وتونس يعدّ مركزيًا، ويمكن للبلدين معًا تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعية، ومن ثم تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وكانت وزيرة الطاقة التونسية فاطمة الثابت شيبوب قد أشارت في تصريحات سابقة إلى أن مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا يعدّ فريدًا من نوعه، إذ يُسهم في تعزيز العلاقات بين ضفتي البحر المتوسط، لافتة إلى أنه سيدعم الشبكة الوطنية للكهرباء، ويتيح فرصًا جديدة للتبادل، عبر إدماج الطاقات المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- عجز ميزان قطاع الطاقة في تونس يرتفع 9%.. وانخفاض ضخم بإنتاج الغاز والنفط
- الطاقة المتجددة في تونس.. نسبة متواضعة رغم رحلة بدأت منذ الثمانينيات
- الهيدروجين الأخضر ونقل الغاز يتصدران مباحثات التعاون بين تونس وإيطاليا
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تعلن مستهدفات إنتاج الغاز.. ومشروع ضخم مع أوروبا قريبًا
- موعد انتهاء قطع الكهرباء في مصر.. الحكومة تزف بشرى للمواطنين
- مصادر: أنبوب الغاز المغربي النيجيري لن يفشل.. وتوقعنا التأجيل