التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأزرق الخيار الأكثر تنافسية من حيث التكلفة مقارنة بـ"الأخضر" (تقرير)

يعزّز البنية التحتية للغاز الطبيعي وتكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الهيدروجين لديه القدرة على تأدية دور رئيس في تلبية احتياجات الطاقة المستقبلية
  • من المتوقع وصول الطلب على الهيدروجين إلى 550 مليون طن بحلول عام 2050
  • تختلف تكلفة الهيدروجين الأزرق والأخضر اعتمادًا على عدة عوامل مثل الموقع وطريقة وحجم الإنتاج
  • الهيدروجين يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

يُعدّ الهيدروجين الأزرق حاليًا خيارًا أكثر تنافسية -بناء على التكلفة- من نظيره الأخضر بالنظر إلى دوره في تعزيز البنية التحتية الحالية للغاز الطبيعي وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

يأتي ذلك في وقت يمرّ فيه قطاع الطاقة بمرحلة انتقالية، وسط التركيز المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والتقنيات التي تقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتُسهم في مستقبل أكثر استدامة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

في هذا السياق، يَظهر الهيدروجين لاعبًا رئيسًا في انتقال الطاقة، مع مجموعة متنوعة من طرق الإنتاج النظيف التي تقدّم مزايا مختلفة وقدرة تنافسية في السوق، حسبما نشره موقع مجلة أوفشور إنرجي ديجيتال (Offshore Energy Digital) في فبراير/شباط الجاري.

وتوفّر النتائج الأخيرة لسيناريو تسريع إزالة الكربون (إيه إي دي إس) -الذي جرى تطويره في إطار الإصدار السابع من توقعات الغاز العالمية الصادرة عن منتدى الدول المصدرة للغاز- رؤى قيّمة بشأن مستقبل الهيدروجين بصفته موجّهًا للطاقة.

وتشير نتائج سيناريو تسريع إزالة الكربون إلى أن الهيدروجين لديه القدرة على تأدية دور رئيس في تلبية احتياجات الطاقة المستقبلية، حسبما أشار محلل تكنولوجيا الطاقة لدى منتدى الدول المصدرة للغاز سيد محسن رضوي.

ويتوقع سيناريو تسريع إزالة الكربون وصول الطلب على الهيدروجين إلى 550 مليون طن بحلول عام 2050، ما يشكّل ما يقرب من 10% من إجمالي مزيج الطاقة.

ويعكس هذا الطلب المرتفع على الهيدروجين دورَه المتميّز بصفته موجّهًا للطاقة، ويسلّط الضوء على الحاجة إلى وسائل نظيفة وأكثر كفاءة لإنتاجه.

متطلبات إنتاج الهيدروجين الأخضر

من المتوقع أن يكسب الهيدروجين الأخضر المنتج من خلال التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الطاقة المتجددة 48% من الناتج بحلول عام 2050، مع 270 مليون طن من الإنتاج.

وسيتطلب هذا المستوى من الإنتاج كمية هائلة من الكهرباء تُقدّر بنحو 12000 تيراواط/ساعة. وهذا يعادل 43% من توليد الكهرباء السنوي العالمي الحالي، أو 4 أضعاف توليد الكهرباء الحالي من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، أو إجمالي توليد الكهرباء الحالي في الصين والولايات المتحدة مجتمعين.

الهيدروجين الأزرق
محطة وقود الهيدروجين في مركز التكنولوجيا الجديدة التابع لشركة آير برودكتس بالمملكة العربية السعودية - الصورة من بلومبرغ

وستظهر متطلبات إجمالية هائلة لتوليد الكهرباء المتجددة، المتوقع وصولها إلى 46 ألف تيراواط/ساعة سنويًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في سيناريو تسريع إزالة الكربون بحلول عام 2050، بسبب ارتفاع احتياجات الكهرباء ومسارات إزالة الكربون مثل كهربة قطاعات الطاقة.

وهذا المقدار الهائل من الطلب على الطاقة المتجددة يزيد بأكثر من 12 مرة عن التوليد الحالي من الرياح والطاقة الشمسية عند نحو 3600 تيراواط/ساعة.

في المقابل، تشير الحاجة إلى مثل هذه الكمية الكبيرة من الطاقة المتجددة، إلى ضرورة النظر في حصة كبيرة من إنتاج الهيدروجين بالطرق الأخرى المتاحة والتنافسية والناضجة، مثل الهيدروجين الأزرق القائم على الغاز الطبيعي.

ويتوقع سيناريو تسريع إزالة الكربون أنه سيجري توليد نحو 220 طنًا متريًا من الهيدروجين باستعمال الغاز الطبيعي وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وهو ما يمثّل 40% من إجمالي الإنتاج بحلول عام 2050.

وسيتطلب هذا المستوى من إنتاج الهيدروجين أكثر من 930 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بحلول عام 2050.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن يُسهم تغويز الفحم باستعمال تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في نحو 10% أو 54 طنًا متريًا من إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2050.

وتُعد القدرة التنافسية من حيث التكلفة لطرق إنتاج الهيدروجين المختلفة عاملًا رئيسًا سيؤثر في اختراق السوق واعتمادها، إذ تختلف تكلفة الهيدروجين الأزرق والأخضر اعتمادًا على عدة عوامل مثل الموقع وطريقة الإنتاج وحجمه.

تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق

في الوقت الحالي، يقدّر متوسط تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق بنحو 1.5 دولارًا إلى 3 دولارات لكل كيلوغرام، في حين أن تكلفة الهيدروجين الأخضر أعلى، تتراوح من 3 دولارات إلى 6 دولارات للكيلوغرام.

ونظرًا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت أرخص تكلفة وأكثر انتشارًا، فمن المتوقع أن يعزّز الهيدروجين الأخضر قدرته التنافسية من حيث التكلفة ويكتسب حصة كبيرة في السوق.

ويتوقع المحللون انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بنحو 50% بحلول عام 2030، ما يجعلها قادرة على المنافسة مع التكلفة الحالية للهيدروجين الأزرق، حسبما نشره موقع مجلة أوفشور إنرجي ديجيتال.الطاقة - الهيدروجين الأزرق

من ناحية أخرى، من المتوقع -أيضًا- أن يصبح الهيدروجين الأزرق أرخص ثمنًا، إذ تتحسّن تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه وتصبح معتمدة على نطاق أوسع.

وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الهيدروجين الأخضر ستكون مماثلة لتكلفة الهيدروجين الأزرق، بحلول عام 2050، ما يجعل كلا الخيارين قابلين للتطبيق على نطاق واسع في مختلف الصناعات.

ويؤكّد المحللون أن انتقال الطاقة ليس حلًا واحدًا يناسب الجميع، وأن مجموعة متنوعة من طرق إنتاج الهيدروجين النظيف ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة المستقبلية.

في هذا السياق، يقرّ سيناريو تسريع إزالة الكربون بأهمية النظر في جميع طرق إنتاج الهيدروجين النظيف، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

خلاصة القول، يُعدّ الهيدروجين عنصرًا حاسمًا في انتقال الطاقة، إذ يوفر مصدرًا نظيفًا ومتعدد الاستعمالات للطاقة، ويمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والإسهام في مستقبل أكثر استدامة.

وعلى صعيد آخر، تسلّط نتائج سيناريو تسريع إزالة الكربون الضوء على أهمية النظر في جميع طرق إنتاج الهيدروجين النظيف -بما في ذلك الهيدروجين الأزرق والأخضر- في مزيج الطاقة بالمستقبل.

ويتوقع المراقبون أن يتضمّن انتقال الطاقة مجموعة من طرق إنتاج الهيدروجين النظيف المصممة لاحتياجات الطاقة المتجددة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق