خطط طاقة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية تعزز اقتصادها بـ64 مليار دولار
حال تحقيق هدف 14.3 غيغاواط بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
تحتاج صناعة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية إلى النمو سريعًا، كونها هدفًا طموحًا لتقليل اعتماد الدولة الآسيوية على الوقود الأحفوري مع زيادة استعمال الطاقة المتجددة.
وأعلنت كوريا الجنوبية -قبل 7 سنوات من الآن- هدفها لزيادة حصة الطاقة المتجددة، لتصل إلى 20% من مزيج توليد الكهرباء في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
ومع كون طاقة الرياح في كوريا الجنوبية مصدرًا مستدامًا لتوليد الكهرباء، فإن الحكومة حددت هدفًا للوصول إلى 14.3 غيغاواط من قدرة الرياح البحرية قبل عام 2030، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وإلى جانب الإسهام في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بصورة كبيرة، فإن طاقة الرياح البحرية يمكن أن تُقدّم إلى كوريا الجنوبية فوائد اقتصادية واجتماعية أخرى.
استثمارات وفرص عمل
يمثّل التوسع المتوقع لقدرة طاقة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية فرصة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل تُسهم في تطوير مجتمعاتها المحلية، خاصة في المدن الساحلية الإستراتيجية مثل إنشيون وغونسان وموكبو.
ومن شأن بناء مزارع الرياح البحرية المستهدفة في كوريا الجنوبية أن يوفر أكثر من 770 ألف فرصة، على مدى 7 سنوات، ويُسهم باستثمارات بقيمة 87 تريليون وون كوري في الاقتصاد (ما يعادل 64 مليار دولار)، وفق تقرير حديث صادر عن مجلس طاقة الرياح العالمي (GWEC).
وبنهاية العام الماضي 2023، بلغت قدرة طاقة الرياح في كوريا الجنوبية المركبة 158 ميغاواط، من خلال 6 مزارع رياح، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تباطؤ تطوير طاقة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية
رغم امتلاك كوريا الجنوبية العديد من الفرص لتطوير طاقة الرياح البحرية، فإن هناك -أيضًا- العديد من التحديات التي تحتاج إلى إيجاد حلول لها.
ويشهد التطوير التجاري لقدرات طاقة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية تباطؤًا، ويعود ذلك بصورة جزئية إلى عدم وجود القبول المحلّي للمشروعات، والافتقار إلى التنسيق بين الحكومة والمستثمرين المتعددين في عملية التطوير، وكذلك الإجراءات الحكومية واسعة النطاق التي تحدد الفوائد الاقتصادية لهذه المشروعات.
ورغم أن طاقة الرياح البحرية عنصر رئيس في تحقيق أهداف كوريا الجنوبية في الحياد الكربوني، فإنها -حتى الآن- لم تصل إلا إلى 150 ميغاواط فقط من المستهدف بنهاية العقد الحالي البالغ 14.3 غيغاواط، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
اغتنام الفرصة لتعزيز الاقتصاد والمجتمع المحلي
في طريق الوصول إلى المستهدف من قدرة طاقة الرياح في كوريا الجنوبية بحلول 2030، فإن ذلك سيوفر عمالة متنوعة عبر سلسلة القيمة بمستويات مهارية مختلفة تشتمل على المهندسين والعمال البحريين ومديري الأعمال والمتخصصين في مجال السلامة والصحة ومناصب أخرى بمستويات إدارية أقل، وغيرها من الوظائف غير المباشرة.
ويوفر بناء مزرعة رياح بحرية بقدرة 500 ميغاواط، 2.1 مليون وظيفة على مدار عمر المشروع البالغ 25 عامًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفضلًا عن ذلك، فقد أكدت حكومة كوريا الجنوبية في 2023 استهدافها نسبة 30.6% من إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية عام 2036.
ولذلك فإن على كوريا الجنوبية أن تضغ خططًا من خلال إطار سياسي قوي لدعم المؤسسات الوطنية والإقليمية لتعزيز صناعة الرياح البحرية وتجديد السواحل والاستثمار في المواني وتطوير التجمعات الاقتصادية على المدى الطويل.
وفي المقابل، يواجه المطورون بصناعة الرياح البحرية في كوريا الجنوبية تحديات للحصول على التصاريح والموافقات اللازمة للمضي قدمًا في مشروعاتهم.
ولذلك حثّ تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي الحكومة الكورية على استكشاف مزيد من المناطق الاقتصادية الحرة، وتوفير مبادئ موحدة للمشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى وضع سياسات تحفيزية لتعزيز نمو صناعة الرياح في البلاد.
ولكي تتحقق الفوائد الاقتصادية من التوسع في قدرة طاقة الرياح في كوريا الجنوبية خلال السنوات المقبلة، فإنه يجب على الحكومة أن تسهل عمليات الإصدار البطيئة والمستهلكة للوقت، للحصول على التصاريح والموافقات اللازمة لبدء مشروع جديد حاليًا، التي تحتاج عادة إلى 10 سنوات من أجل استخراجها.
موضوعات متعلقة..
- صناعة الرياح البحرية الأوروبية.. كيف تكسر قيود سلاسل الإمدادات؟
- صناعة الرياح البحرية العائمة تغزو الأسواق في 2035 (دراسة)
- مفارقة صناعة طاقة الرياح العالمية بين خسائر حالية وتوقعات نمو مستدام (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أول قاطرة كهربائية في الشرق الأوسط تختبرها الإمارات
- استهلاك الكهرباء في أميركا.. السيارات تتجاوز السكك الحديدية للمرة الأولى
- استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي يهبط لأقل مستوى منذ سبتمبر 2023
- أكبر مصدري النفط الخام في أبريل 2024.. 4 دول عربية ضمن الـ10 الأوائل