عدد تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا قد يصل إلى 10 ملايين بحلول 2030

تطوَّر عدد تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا بصورة تدريجية متواضعة خلال العقود الـ5 الماضية، قبل أن يشهد نموًا قياسيًا ومتسارعًا خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرّها واشنطن- وصل إجمالي عدد تركيبات الطاقة الشمسية التراكمية في الولايات المتحدة إلى 5 ملايين حتى عام 2023.

واستغرق الوصول إلى هذا الرقم من تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا أكثر من 50 عامًا، إذ لم يكن التركيز عليها كبيرًا خلال العقود الماضية، مثلما هو خلال العقد الأخير.

وتضاعفت حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء الأميركي 3 مرات على الأقل خلال 9 سنوات ماضية، لتقفز من 1% عام 2015، إلى 4% في عام 2023.

توقعات الطاقة الشمسية في أميركا 2030

يتوقع التقرير تضاعُف العدد التراكمي لتركيبات الطاقة الشمسية في أميركا من 5 ملايين إلى 10 ملايين بحلول عام 2030، مع تقديرات أن يصل إلى 15 مليونًا بحلول عام 2034.

وتشير هذه التوقعات إلى أن الطاقة الشمسية في أميركا قد تحقق ما حققته في 5 عقود خلال 6 سنوات فقط، بحسب التقرير الصادر عن رابطة صناعات الطاقة الشمسية الأميركية (SEIA).

وتستند هذه التقديرات إلى معدلات النمو السريعة والقياسية، سواءً على مستوى تركيبات الألواح الشمسية في البلاد، أو على مستوى توليد الكهرباء من هذه المنشآت، خاصة خلال السنوات الأخيرة.

وشكّلت الطاقة الشمسية في أميركا أكثر من نصف قدرة توليد الكهرباء الجديدة المضافة في عام 2023، وذلك لأول مرة في تاريخ قطاع الكهرباء الأميركي.

حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء

تتوقع رابطة صناعة الطاقة الشمسية الأميركية أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في البلاد بحلول عام 2050، إلى جانب توفير أكثر من 263 ألف فرصة عمل بجميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويعدّ الغاز الطبيعي أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة، حيث بلغت حصته 43% في عام 2023 ، تلته الطاقة النووية بحصّة 18%، ثم الفحم بنسبة 16%.

وأسهمت طاقة الرياح بنسبة 10%، بينما بلغت حصة الطاقة الشمسية في التوليد 4%، إضافة إلى مصادر أخرى تمثّل 8%، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وحلّت الولايات المتحدة بهذه النسبة في المركز الثاني بقائمة أكثر الدول توليدًا للكهرباء عبر الطاقة الشمسية عالميًا بعد الصين، مع وصول حجم توليدها إلى 238 تيراواط/ساعة في عام 2023، بحسب مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر (Ember).

الطاقة الشمسية السكنية تهيمن

من المتوقع أن تقود الطاقة الشمسية السكنية على أسطح المنازل طفرة النمو المرتقبة في القطاع، لتستحوذ على 97% من إجمالي التركيبات في البلاد بحلول عام 2030.

وسجلت الطاقة الشمسية السكنية أرقامًا قياسية على مستوى التركيبات السنوية خلال السنوات الـ5 الماضية، كما حققت أرقامًا قياسية في 10 أعوام من السنوات الـ12 الماضية، بحسب بيانات رابطة صناعات الطاقة الشمسية الأميركية.

وتبلغ نسبة المنازل التي لديها طاقة شمسية في الولايات المتحدة -حاليًا- قرابة 7% من الإجمالي، وسط توقعات بأن تتجاوز هذه النسبة 15% بحلول عام 2030.

وبلغت تركيبات الطاقة الشمسية السكنية في الولايات المتحدة قرابة 36 غيغاواط خلال عام 2023، بحسب بيانات القطاع السنوية التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية منتظمة.

تغطية 100 مليون منزل بحلول 2034

تكفي الطاقة الشمسية في أميركا -حاليًا- لتزويد 32.5 مليون أسرة بالكهرباء، وسط توقعات بأن تتضاعف قدرتها إلى 673 غيغاواط بحلول عام 2034، ما سيكون كافيًا لتزويد أكثر من 100 مليون منزل بالكهرباء.

وتشير بيانات رابطة صناعة الطاقة الشمسية إلى أن أكثر من نصف إجمالي قدرة الطاقة الشمسية الأميركية رُكِّبَت منذ عام 2020، ما يشير إلى الطفرة القياسية المحققة في القطاع خلال 5 سنوات فقط.

وفي عام 2012، كانت ولاية كاليفورنيا الوحيدة التي تمتلك أكثر من 25 ألف نظام شمسي مركب، وهو ما تغيَّر كليًا الآن، إذ أصبحت 23 ولاية وإقليمًا تمتلك أكثر من ذلك، بينما تمتلك 11 ولاية وإقليمًا أخرى أكثر من 100 ألف نظام مثبت.

كما أصبح أكثر من نصف مناطق الولايات المتحدة لديه ما يزيد على 1 غيغاواط من الطاقة الشمسية، مقارنة بـ3 ولايات فقط قبل عقد من الزمن.

علاوة على ذلك، تمتلك الولايات المتحدة الآن منشآت طاقة شمسية كافية لتغطية كل سطح سكني في 4 ولايات، هي: كولورادو، ويوتا، وأريزونا، ونيو مكسيكو.

على الجانب الآخر، تتزايد تركيبات الطاقة الشمسية المزودة بأنظمة تخزين عامًا بعد عام، إذ وصلت نسبتها إلى 13% من إجمالي تركيبات القطاع السكني في عام 2023، وسط توقعات بأن تصل إلى 26% بحلول عام 2028.

الأثر المناخي يعادل 3.3 مليار شجرة

يجنّب أسطول الطاقة الشمسية في أميركا -حاليًا- قرابة 198 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، منها 37 مليون طن مُجنّبة من تركيبات القطاع السكني وحده سنويًا.

وتعادل هذه الكمية إغلاق 53 محطة كهرباء عاملة بالفحم، أي ربع إجمالي أسطول محطات الفحم العاملة في الولايات المتحدة حاليًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويعادل التأثير المناخي السنوي للطاقة الشمسية في الولايات المتحدة زراعة 3.3 مليار شجرة، أي ما يعادل عدد الأشجار الموجودة في ولاية كنتاكي بأكملها، بحسب تقديرات رابطة صناعات الطاقة الشمسية.

كما يعوض هذا التأثير الانبعاثات الصادرة عن أنشطة 12 مليون أميركي، وهو عدد أكبر من سكان مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس مجتمعتين.

وعادةً ما يُحتسب الأثر البيئي للطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة بوجه عام عبر احتساب انبعاثات كميات الكهرباء البديلة التي كان من الضروري توليدها من مصادر الوقود الأحفوري (الفحم والغاز والنفط)، لتلبية الطلب في حالة عدم وجود المصادر المتجددة.

ونجحت منشآت الطاقة الشمسية التراكمية، البالغ عددها 5 ملايين منشأة، في خفض انبعاثات الولايات المتحدة بما يعادل استهلاك 22 مليار غالون من الغاز.

موضوعات متعلقة..

• صناعة الطاقة الشمسية في أميركا قد تشهد استثمارات بـ565 مليار دولار (تقرير)
• الطاقة الشمسية السكنية في أميركا معرضة للانكماش.. هل تنهار قريبًا؟
• أكاذيب قروض الطاقة الشمسية تنذر بأزمة رهون عقارية في أميركا (تحقيق)

اقرأ أيضًا..

• علاقة أسعار النفط والدولار.. وكيف تأثرت الجزائر بثورة الصخري الأميركي؟ (تقرير)
• تطور إنتاج النفط الإيراني وصادراته في عهد إبراهيم رئيسي.. قفزة قوية قبل رحيله
• أكبر مصدري النفط الخام في أبريل 2024.. 4 دول عربية ضمن الـ10 الأوائل
• حقل أبو الغراديق للغاز في مصر.. ماذا حدث بعد 53 عامًا من اكتشافه؟