أفريقيا ساحة تنافس خليجية صينية على النفط والغاز والمعادن
هبة مصطفى
تكثّف دول خليجية من حجم استثماراتها في أفريقيا؛ ما يضعها في منافسة مباشرة مع الصين، ويعكس قدرة موارد القارة على جذب الاستثمارات بقوة، للحصول على حصة من كعكة الاستثمارات.
ودائمًا ما كانت إمكانات القارة السمراء مجالًا لمنافسة القريب والبعيد عليها، ومنذ سنوات طويلة أدركت الصين حجم هذه الموارد، ورسّخت أقدامها في قطاعات عدّة، أبرزها التعدين، وفق خطة تبنّتها منذ عام 2013 باسم "مبادرة الحزام والطريق" لتوسعة نطاق اتصالها واستثماراتها العالمية.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انضمّ بعض دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات القليلة الماضية إلى سباق المنافسة على الموارد الأفريقية، وسطع نجم 3 دول بصورة محددة، هي: (السعودية، والإمارات، وقطر).
وفي غضون ذلك، تُخطط أميركا والاتحاد الأوروبي -أيضًا- للانضمام إلى سباق المنافسة على إمكانات القارة، مع إبداء الاستعداد لضخ المزيد من الاستثمارات ومنافسة أكبر الاقتصادات الآسيوية و3 من كبريات الدول العربية.
التعاون الخليجي الأفريقي
تستورد بعض دول أفريقيا النفط والغاز من دول مجلس التعاون الخليجي، وتشكّل حصة النفط والغاز أبرز مكونات مبيعات هذه الدول للقارة.
وفي المقابل، تصدّر القارة المعادن لهذه الدول، ضمن نطاق تبادل تجاري أوسع يعكس حجم الاستثمار المتبادل الآخذ في الارتفاع.
وتعدّ السعودية والإمارات وقطر من كبار مستثمري دول الخليج في المشروعات الأفريقية، في ظل اتجاه لتوسعة نطاق الاستثمارات الآونة المقبلة، بحسب ما أورده تقرير لقسم الأبحاث والتحليل في مجموعة الإيكونوميست.
وتملك دول الخليج ميزة استثنائية بتوافر التمويل اللازم لإطلاق العنان للاستثمارات الأفريقية؛ ما يؤسس لعلاقات تجارية وسياسية أكثر عمقًا، طبقًا لتقرير الإيكونوميست الذي نشره موقع ذا إيست أفريكان (The East African).
وخلال العقد الماضي، فاق حجم استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في أفريقيا 100 مليار دولار، بما يعادل 30% من قيمة الاستثمارات الخارجية لهذه الدول.
وضخّت الإمارات وحدها استثمارات تقرب من 50 مليار دولار في بعض دول القارة السمراء، خلال عام 2022، لتقتنص لقب أكبر مستثمري القارة في ذلك الحين، ومن بين دول القارة كافة، حصدت مصر وجنوب أفريقيا 95% من استثمارات الإمارات.
نمو التجارة
سجل النمو التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا 8%، خلال المدة من 2012 حتى 2022، بقيمة إجمالية تصل إلى 154 مليار دولار قبل عامين.
ومن شأن هذه البيانات أن تعكس تفوقًا لدول مجلس التعاون الخليجي بين الأطراف المتنافسة على "كعكة" موارد القارة السمراء، إذ تفوقت على الاستثمارات الأميركية والهندية، واقتربت من الاستثمارات الصينية والأوروبية.
وتُشير البيانات إلى أن شركات بارزة في عدد من دول المجلس تخطط للحصول على مساحة أكبر، بصناعات النفط والغاز والتعدين في قارة أفريقيا، بالإضافة إلى مجالات تعاون أخرى مثل في الطاقة المتجددة والقطاع الزراعي والبنية التحتية والنقل.
ووسّعت الإمارات من حصصها في المواني الأفريقية، وحصلت مجموعة مواني أبو ظبي (AD Ports Group) على عقود تطوير في 16 دولة بالقارة، من بينها: الجزائر، ومصر، وأنغولا، والكونغو، ونيجيريا، وغينيا، والسنغال.
وتطور الشركة محطات تصدير في ميناء سفاجا المصري حسب عقد موقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروع ضخم لبناء وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية التابعة له في السودان.
استثمارات الصين وأميركا
يبدو أن خريطة الاستثمار في القارة الأفريقية تشهد تحولًا، وبعد أن كانت الصين المستثمر الأبرز بها يزداد النفوذ الخليجي يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى محاولات أميركية وأوروبية للّحاق بالركب.
وزادَ عمر الاستثمارات الصينية في القارة عن عقدين، لكن أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تخطّط لانتشار بمعدل أكبر بها.
ويدفع التوسع الإماراتي في القارة نحو تراجع حصة الصين وأميركا من استثماراتها، رغم أن حجم تمويل بكين لاستثمارات البنية التحتية في دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بلغ -خلال العقدين الماضيين- 155 مليار دولار.
ووصلت قيمة التعاون التجاري بين الصين ودول أفريقيا 289 مليار دولار عام 2022، مقابل 244 مليار دولار لدول أوروبا الغربية، و99 مليار دولار مع الهند، و74 مليار دولار لأميركا.
موضوعات متعلقة..
- تحول الطاقة في أفريقيا محور صراع جديد بين الصين والغرب
- احتياطيات المعادن الحيوية في أفريقيا محور تنافس بين الصين وأميركا (تقرير)
- حظر الصين تقنيات استخراج المعادن الأرضية النادرة يهدد أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- المغرب يطور أقدم مزرعة رياح في أفريقيا.. فيديو لأول مرة من ارتفاع 900 متر
- حقل أبو الغراديق للغاز في مصر.. ماذا حدث بعد 53 عامًا من اكتشافه؟
- وزيرة الطاقة المغربية: لسنا السعودية ولا قطر.. وقريبًا صفقات البنية التحتية للغاز (حوار)