مساهمو شل يرفضون قرارًا بشأن الأهداف المناخية ويثيرون غضب نشطاء البيئة (صور)
محمد عبد السند
- تعطّل الاجتماع عدة مرات بسبب متظاهري المناخ وهم يهتفون "شل تقتل"
- صدر قرار منفصل من مجلس إدارة شركة شل بشأن إستراتيجية الشركة المناخية على دعم نسبته 78.2%
- تتعرّض شركات النفط الكبرى لضغوطات متزايدة من المستثمرين للتركيز على أعمالها الأكثر ربحية
- يجب على العالم أن يخفّض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو 43% بحلول عام 2030
رفض المساهمون في شركة شل (Shell) العالمية متعددة الجنسيات قرارًا تقدمت به مجموعة من المستثمرين المعنيين بالتحول الأخضر، بشأن توضيح مستهدفاتها المناخية، واضعين علامات استفهام كبيرة أمام مصداقية الشركة في هذا الخصوص.
ويحثّ القرار الشركة على مواءمة مستهدفاتها بشأن خفض الانبعاثات الكربونية مع اتفاقية باريس للمناخ 2015، بما في ذلك الانبعاثات الناجمة عن الوقود المحروق بوساطة المستهلكين.
وفي وقت سابق من العام الحالي (2024) أثارت شل حفيظة المجموعات الخضراء في أعقاب تخفيف رئيسها التنفيذي الجديد وائل صوان هدفًا مناخيًا رئيسيًا.
يأتي هذا في الوقت الذي كانت تتأهب فيه عملاقة الطاقة العالمية لتنمية أعمالها في مجال الغاز الطبيعي المسال حتى نهاية العقد الحالي (2030)، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تأجيل أهداف الكربون
رفض المساهمون في شل قرارًا تقدّم به مستثمرون مناصرون لجهود المناخ يحثون من خلاله الشركة على تحديد أهداف مناخية صارمة، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وجاء التصويت، الذي جرى على القرار اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار (2024)، بعدما خفّف الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان مستهدف خفض الانبعاثات الكربونية والمقرر في عام 2030، في مارس/آذار (2024)، مبررًا موقفه هذا بقوة الطلب على الغاز وعدم اليقين الذي يغلف تحول الطاقة، مع تركيزهم على عمليات أكثر ربحية، لا سيما في قطاعي النفط والغاز.
ونال قرار المستثمرين تأييدًا نسبته 18.6%، من مساهمي الشركة، وفق ما أظهرته النتائج الأولية.
وأشارت شركة شل إلى أنها قد تُبطئ وتيرة إصلاحات الكربون خلال هذا العقد، مع خطة لخفض كثافة انبعاثات الطاقة التي تبيعها بنسبة 15-20% بحلول نهاية العقد، انخفاضًا من الهدف السابق البالغ 20%.
ولم تحدد مستهدف الانبعاثات بالنسبة إلى النطاق 3 لأعمال الغاز الخاصة بها، التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 50% بحلول عام 2040، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثّل تلك الانبعاثات الكربونية التي يتسبّب فيها المستعمل النهائي، ويُشار إليها بـ"النطاق 3"، نحو 95% من إجمالي الانبعاثات المنطلقة عن تلوث غازات الدفيئة الناتجة عن عمليات الشركة.
قرار منفصل
صدر قرار منفصل من مجلس إدارة شركة شل بشأن إستراتيجية الشركة المناخية على دعم نسبته 78.2%.
وقال رئيس شركة شل أندرو ماكنزي: "شل تعتقد أن قطاعي النفط والغاز سيحتاجان إلى الاستثمارات المتواصلة"، خلال تصريحات أدلى بها في الاجتماع العام السنوي للشركة.
وأضاف ماكنزي أن شركته لديها يقين راسخ بأن العالم سيحتاج إلى مزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال عبر تحول الطاقة، وأن "النفط سيؤدي دورًا مهمًا لمدة طويلة مقبلة".
وتعطّل الاجتماع عدة مرات بسبب متظاهري المناخ الذين ظلوا يرددون هتافات، من بينها "شل تقتل"، وذلك خلال احتجاجاتهم خارج مقر الاجتماع.
قرار التصويت جرى تنسيقه بوساطة منظمة فولو زيس (Follow This) الهولندية، ولاقى دعم 27 مستثمرًا يديرون -مجتمعين- استثمارات بنحو 4 تريليونات دولار.
مؤيدو القرار
ضمت قائمة المؤيدين للقرار، الذي يطالب شل بتوضح التزاماتها المناخية، شركات أموندي (Amundi)، وسكوتش ويدوز (Scottish Widows)، وراثبونز غروب (Rathbones Group)، وإدموند دي روتشيلد مانغمنت (Edmond de Rothschild Asset Management) المتخصصة في إدارة الأصول والخدمات المصرفية الخاصة.
وحثّ مجلس إدارة شركة شل المستثمرين على معارضة القرار، قائلًا إنه "يتعارض مع الحوكمة الجيدة ومصالح المساهمين، كما أن له تداعيات سلبية على عملائنا الحاليين".
وخلال العام الماضي (2023)، حصل قرار مماثل بشأن المناخ قدمته منظمة "فولو زيس" على دعم بنسبة 20.2%، عندما جرى تعطيل الاجتماع السنوي العام بصورة متكررة من قبل المتظاهرين الذين حاولوا -كذلك- اقتحام المنصة التي كانت يجلس فيها أعضاء مجلس إدارة الشركة.
ولطالما تعرّضت شركات النفط الكبرى لضغوطات متزايدة من المستثمرين، للتركيز على أعمالها الأكثر ربحية، بعد أن أعلنت أرباحًا سخية خلال السنوات الأخيرة، في حين هبطت عائدات مصادر الطاقة المتجددة.
خفض الانبعاثات
يرى العلماء أنه يجب على العالم أن يخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو 43% بحلول عام 2030، قياسًا بمستويات عام 2019، ليكون لديه أي فرصة لتحقيق هدف اتفاق باريس لعام 2015، المتمثل في إبقاء ارتفاع درجة الحرارة أقل بكثير من درجتيْن مئويتيْن (3.6 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ومؤخرًا، حثّ بنك نورجيس (Norges Bank) أداة الاستثمار في البنك المركزي النرويجي -الذي يدير ما إجمالي قيمته 1.6 تريليون دولار نيابةً عن الشعب النرويجي، وهو كذلك أحد أكبر المستثمرين في شل- الشركة على منح المستثمرين المزيد من المعلومات حول خططها للعقد المقبل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك بعد أن أقدم الرئيس التنفيذي الجديد للشركة وائل صوان على تخفيف التزاماتها المناخية في وقت سابق من العام الجاري (2024).
موضوعات متعلقة..
- شل تطور مشروعًا لاستعمال الهيدروجين في تسيير منصات الحفر
- شل تتجه للتخارج من جنوب أفريقيا بعد 122 عامًا.. القصة كاملة
- فشل ذريع لأحد أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في كندا.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة كهرومائية في العالم.. بناء هندسي خارق يُبطئ دوران الأرض (صور وفيديو)
- رحلة قطاع الطاقة في المغرب.. وزراء ومسؤولون يتحدثون (ملف خاص)
- أول قاطرة كهربائية في الشرق الأوسط تختبرها الإمارات