يستعد قطاع الفحم في الهند لبذل مزيد من الجهود خلال المدة المقبلة بعد أن وعدت الحكومة مواطنيها بتوفير مزيد منه، مؤكدة التزامها بتلبية كل الاحتياجات من هذا الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، وباقي الأنشطة الأخرى الصناعية والاقتصادية.
وقالت وزارة الفحم الهندية، في بيان اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، إنها تعيد تأكيد التزامها بتوفير إمدادات مناسبة من الفحم للكهرباء والقطاعات غير الكهربائية بأسعار معقولة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما أعلنت الوزارة ارتفاع مخزونات الفحم في الهند بصورة عامة خلال شهر مايو/أيار الجاري (2024)، استعدادًا لبدء موسم الرياح الموسمية.
ويبدأ موسم الرياح الموسمية في الهند خلال شهر يونيو/حزيران، وقد يستمر حتى شهر سبتمبر/أيلول من كل عام، ويتسم هذا الوقت بهطول أمطار غزيرة وكثير من الفيضانات، وزادت حدة تلك الظواهر خلال السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ.
ويمثّل الفحم في الهند أكبر مصدر لتوليد الكهرباء، ما يجعل نيودلهي ثالث أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة عالميًا بعد الصين وأميركا، لذلك تسعى نيودلهي لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني لتحقيق تحول الطاقة، والحياد الكربوني بحلول عام 2070، الذي التزمت به في قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في مدينة غلاسكو الإسكتلندية عام 2021.
زيادة المخزونات
أعلنت الحكومة زيادة مخزونات الفحم في الهند حتى 15 مايو/أيار 2024 بنسبة 25%، مسجلة 147 مليون طن، مقارنة بنحو 117 مليون طن في المدة ذاتها العام الماضي (2023).
وأشارت وزارة الفحم إلى أن تلك المخزونات زادت في قطاع توليد الكهرباء بنسبة 29%، وبلغت 45 مليون طن، مقابل 34.83 مليون طن العام الماضي، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد"، اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024.
وقالت الوزارة في بيان: "نكثّف نشاط التخزين في محطات توليد الكهرباء قبل بدء الرياح الموسمية للتأكد من توفير كل الاحتياجات خلالها".
وأضافت شركة "كول إنديا" Coal India Ltd، المملوكة للدولة، أن الاحتياطي من الفحم لديها ارتفع بنسبة 30%، وسجل 85 مليون طن، وهذه الزيادة تأتي في إطار العمل بالتوازي مع إستراتيجية الوزارة المستهدفة إتاحة الفحم في الهند، لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة.
وزاد الإنتاج المحلي للفحم في الهند في المدة نفسها بنسبة 7.26%، وصعد مستوى التوليد من محطات الطاقة الحرارية بنسبة 8.78%.
تحسين اللوجستيات
خلص مسؤولون حكوميون إلى أن مخزونات الفحم في الهند حافظت على مستويات مناسبة في محطات توليد الكهرباء في أنحاء البلاد، وذلك خلال اجتماع المجموعة الفرعية الأخير للجنة المشتركة بين الوزارات التي تضم طاقة الفحم والسكك الحديدية، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن). وتؤدي هذه المجموعة دورًا رئيسًا في لوجستيات نقل الفحم وإمداداته، وضمان كفاءتهما.
وسلطت وزارة الفحم الضوء على تحسين لوجستيات الفحم المدعومة بالبنية التحتية المحسنة للتفريغ وتشغيل ميناء إضافي لتفريغ الفحم الساحلي، ما أسهم في رفع معايير التوزيع في أنحاء البلاد.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، طلبت الحكومة الهندية من الشركات تشغيل المحطات المتوقفة العاملة بالغاز، وذلك خلال شهري مايو/أيار الحالي ويونيو/حزيران المُقبل، بالإضافة إلى تمديد عمل المحطات المعتمدة على الفحم المستورد حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وذلك لتلبية احتياجات الكهرباء التي زادت بنسبة 8% في العام المالي المنتهي في آخر مارس/آذار الماضي.
وصدر قرار في 13 أبريل/نيسان 2024 بتفعيل حالة الطوارئ للمرة الأولى، لإلزام الشركات بتشغيل محطات الكهرباء العاملة بالغاز غير المستغلة، مع استيراد كميات الوقود اللازمة لذلك، إذ تستطيع البلاد الاستفادة من نحو 24 غيغاواط من تلك المحطات، التي ظلت مُتوقفة عن العمل أو غير مُستغلة لعشرات السنين، بسبب نقص الغاز اللازم لتشغيلها.
وتشكّل مصادر الوقود غير الأحفوري نحو 43% من قدرة توليد الكهرباء في الهند، وفق بيانات أعلنها مسؤولون حكوميون مؤخرًا، وتستهدف وصولها إلى 50% بحلول 2030.
وفي فبراير/شباط الماضي، قال مستشار الطاقة في المؤسسة الوطنية لتحويل الهند "نايتي أيوغ" (Niti Aayog) -ذراع الحكومة المختصة بصناعة السياسات- راجناث رام، إنه من المتوقع إطلاق سياسة جديدة في صناعة الفحم لأول مرة لنشر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، إذا أُعيد انتخاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الانتخابات المقبلة المقرر عقدها في الشهر الحالي مايو/أيار (2024).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- احتياطي النفط في مصر يترقب انتعاشة من الاكتشافات الجديدة
-
رحلة قطاع الطاقة في المغرب.. وزراء ومسؤولون يتحدثون (ملف خاص)
-
بدء تأهيل محطة كهرباء في العراق بعد 10 سنوات من ترسية العقود