مشروعات الغاز المسال الأميركي تواجه ثاني عقبة بيئية في 2024
معايير جديدة لرفع جودة الهواء المحيط
حياة حسين
تترقب مشروعات الغاز المسال الأميركي تأثير قانون جديد للحدّ من تلوث الهواء وتحديد جودته، في ثاني ضربة من قبل نشطاء البيئة تتعرض لها خلال العام الجاري 2024؛ ما قد يهدد استثمارات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
وتخطط مجموعات من الداعين إلى الحفاظ على البيئة لاستغلال تلك القواعد التي أصدرتها إدارة البيت الأبيض بقيادة الرئيس جو بايدن، في حملاتها ضد مشروعات القطاع الجديد، أو التوسعات المرتقبة في بعضها، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وستفترض معايير جودة الهواء الجديدة قيام لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية Federal Energy Regulatory Commission بمزيد من الاختبارات لتأثير مشروعات الغاز المسال الأميركي في الهواء المحيط، ما يزيد من الحواجز أمام التراخيص الجديدة.
وكانت السلطات قد أصدرت قرارًا بتعليق تصاريح صادرات الغاز المسال الأميركي الجديدة في أواخر شهر يناير/كانون الثاني (2024)؛ بهدف تقييم الآثار الشاملة لتلك الصادرات في المناخ.
التأكد من الالتزامات
قال المفوض في "سيرا كلوب" Sierra Club، المعني بالحفاظ على البيئة، توم غوسلين: "إن لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية يجب أن تأخذ معايير جودة الهواء الجديدة حول مشروعات الغاز المسال الأميركي بجدّية، وتعمل على تحليل ما إذا كانت تلك المشروعات بدائرة اهتمام المواطنين في ضوء الواقع الجديد".
وأضاف: "نخطط للقيام بإجراءات للتأكد من أن اللجنة تعمل على تنفيذ التزاماتها القانونية"، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الإثنين 20 مايو/أيار 2024.
وانبثقت القواعد الجديدة من وكالة حماية البيئة الأميركية، التي تفرض خفض الجسيمات الدقيقة في كل متر مكعب من الهواء من 12 ميكروغرام إلى 9 ميكروغرام، لتحسين جودة الهواء في مناطق الصناعات الثقيلة المتضررة.
ودخلت معايير جودة الهواء الجديدة إلى دائرة الضوء الأسبوع الماضي، عندما طلبت لجنة تنظيم الطاقة من شركة "فينتشر غلوبال" Venture Global، التي عرضت تدشين مشروع "سي بي 2" في لويزيانا باستثمارات تبلغ 10 مليارات دولار، معلومات إضافية تُثبت أنها تراعي تلك المعايير.
وفي خطاب الشركة الذي وصفته بأنه "طلب بيانات الساعة الـ11"، انتقدت مطلب اللجنة، ومنحت البيانات الإضافية التي تثبت امتثالها لتلك المعايير.
ويرى مؤيدو صناعة الغاز المسال الأميركي أن المعايير الجديدة تضيف عبئًا جديدًا على استثمارات القطاع الذي يشهد طلبًا متناميًا.
وقال عضو مركز الغاز الطبيعي المسال تشارلي ريدل: "أيّ وقت تقدّم فيه معايير غير واضحة للنشاط تُسبّب تحديات جديدة.. سيصعب على الاستثمارات المليارية التي تعتزم الشركات ضخّها في تلك المشروعات أن تواصل السعي إلى ذلك، في وقت توضع فيه تلك المعايير الغامضة".
5 مشروعات تنتظر
تترقب 5 مشروعات في قطاع الغاز المسال الأميركي قرار لجنة تنظيم الطاقة، منها "سي بي 2"، وآخر لشركة "تشنير" Cheniere، التي ترغب بتوسيع مشروعها في تكساس، وقالت تشنير، إنها قدّمت البيانات المطلوبة من اللجنة، وحتى الآن تنتظر الردّ، لكنها لا تتوقع أيّ مشكلات.
في الوقت نفسه، حذّرت مجموعات لحماية البيئة من أن منشآت الغاز تسعى إلى الاعتماد عليه لعقود مقبلة، في حين يجب التحول إلى وقود أنظف.
وتتحرك تلك المجموعات في اتجاه اتخاذ إجراءات إضافية للحدّ من تلك المشروعات، بعدما نجحت حملاتهم في تعليق رخص صادرات الغاز المسال الأميركي مطلع العام الجاري (2024).
وقال الناشط المناخي البارز، مؤسس منظمة "350" بيل مكيبن: "إن معركة تصدير الغاز المسال الأميركي فتحت الباب أمام النظر إلى كل القطاع، وفجأة أصبح المواطنون أكثر قدرة على معرفة ما توصّل إليه العلم حول تأثيره في المناخ، وأضراره على مجتمعاتهم المحلية".
بينما أشار مؤيدون لصناعة الغاز المسال الأميركي إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تتراجع عن التزاماتها بزيادة الصادرات إلى أوروبا، بوضع قيود ومعايير واضحة على المطورين.
وتسعى أوروبا إلى الاستغناء عن الغاز الروسي بصورة كاملة، بالاستيراد من دول بديلة، على رأسها الولايات المتحدة؛ وذلك بسبب غزو موسكو أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
ورغم هذا الجدل بين أطراف الصناعة ونشطاء البيئة والمناخ، فإنه ليس من المنتظر أن يحدث أيّ تغيير في التشريعات الحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا تتأثر بتأخير تعاقدات محطة كالكسيو باس
-
تعليق صادرات الغاز المسال الأميركية.. كيف يهدد أمن الطاقة الأوروبي؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حقل أبو الغراديق للغاز في مصر.. ماذا حدث بعد 53 عامًا من اكتشافه؟
-
المغرب يطور أقدم مزرعة رياح في أفريقيا.. فيديو لأول مرة من ارتفاع 900 متر
-
أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء من الطاقة الشمسية في 2023 (إنفوغرافيك)