مصفاة أولميكا المكسيكية تعمل بـ5% من طاقتها.. لأغراض انتخابية
لدعم مرشحة حزب الرئيس الحالي
حياة حسين
بدت مصفاة أولميكا المكسيكية Olmeca، مثل الجبل الذي تمخّض فولّد فأرًا؛ فبعد تأجيل متكرر لتشغيل المصفاة التابعة لشركة بيمكس المملوكة للدولة Pemex، والتكلفة الاستثمارية الضخمة، بدأت العمل الأسبوع الماضي بنسبة 5% فقط من قدرتها الإنتاجية، فيما يبدو أنه تشغيل لأغراض انتخابية.
فقد عدّ البعض هذا الإطلاق الهزيل للمصفاة، ما هو إلا ورقة سيسعى حاكم البلاد الحالي إلى تضخيمها؛ لاستغلالها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي تُجرى خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ورغم أن الرئيس الحالي المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ليس من بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية؛ فإنه يدعم المرشحة الأوفر حظًا، والمنتمية لحزبه، وفق استطلاعات الرأي، وهي رئيسة بلدية مكسيكو السابقة كلاوديا شينباوم.
وحصلت مصفاة نفط أولميكا المكسيكية على نحو 16.3 ألف برميل نفط خام فقط لبدء التشغيل، وهي التي بناها الرئيس الحالي في مسقط رأسه بولاية "تابسكو"، واصفًا إياها بقوله "الحلم يصبح حقيقة"؛ حيث وعد شعبه بأن يستهدف بها استغناء بلاده عن استيراد البنزين والديزل، والذي يأتي معظمه من الولايات المتحدة.
تشغيل مصفاة أولميكا المكسيكية
أظهرت بيانات اطلعت عليها وكالة رويترز، أمس الجمعة 17 مايو/أيار 2024، أن مصفاة أولميكا المكسيكية بدأت التشغيل الفعلي، في حين أشار مصدر رسمي مسؤول إلى أن هذا التشغيل يأتي في وقت لم يتبقَّ فيه سوى أسبوعين على الانتخابات الرئاسية في البلاد، ولإظهار أن الرئيس الحالي حافظ على وعده بشأن المصفاة.
وأشارت بيانات سابقة في شهر أغسطس/آب 2023، إلى أنه من المخطط أن تستقبل مصفاة النفط 170 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وهي نصف الكمية المطلوبة لتشغيل أولميكا المكسيكية بكامل قدرتها الإنتاجية البالغة 340 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
ودعت البداية الضعيفة لتشغيل مصفاة نفط أولميكا المكسيكية، التي أكّدها مصدران من داخل الشركة لوكالة رويترز، إلى إثارة تساؤلات عديدة عن مدى التقدم في المشروع الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 16 مليار دولار، وهي تزيد على التكلفة الأصلية في الموازنة، وأيضًا عن تكرار التأجيل.
وأُعلن مشروع مصفاة النفط في يوليو/تموز 2022، وكان من المفترض أن تبدأ العمل بنصف قدرتها الإنتاجية في يوليو/تموز من 2023، على أن تصل لكامل القدرة الإنتاجية في العام ذاته.
أعلنت شركة بيمكس التي تتبعها مصفاة نفط أولميكا المكسيكية، مطلع شهر مايو/أيار الجاري، خطة تشغيل بنسبة 50% من القدرة الإنتاجية، ما يعادل 177 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، على أن تصل إلى كل القدرة الإنتاجية في 2025.
والتأجيل المتكرر لتشغيل المصفاة محط الوعد الرئاسي، يعني استمرار اعتماد المكسيك على الواردات من مشتقات النفط.
استمرار التصدير
تواصل المكسيك تصدير النفط الخام، عكس المتوقع في وقت سابق من أن مصفاة أولميكا ستخفض الصادرات بصورة حادة؛ ما يخفف الضغط على دول الشرق الأوسط الأعضاء في تحالف أوبك+ في قرار خفض الإنتاج العالمي.
وقال مصدر رسمي مسؤول في شركة بيمكس، إن مصفاة نفط أولميكا المكسيكية التابعة لها ستبدأ إنتاج الديزل نهاية شهر مايو/أيار الجاري، ويتبعه البنزين في وقت لاحق.
وأوضح المصدران لوكالة رويترز، في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أن الديزل سهل في إنتاجه مقارنة بالبنزين، لكنهما لم يذكرا أي معلومات عن حجم النفط الخام الذي سيُكَرَّر في المصفاة، أو حتى الأهداف.
وأشارت البيانات، التي اطلعت عليها رويترز، في مستندات مُرسلة من قطاع المصافي في بيمكس إلى ذراعها للاستكشاف والإنتاج، إلى أنه مسموح للتخطيط حتى شهر أغسطس/آب المقبل.
وكانت كميات الخام التي أُرسلت إلى مصفاة أولميكا المكسيكية، الأسبوع الماضي، أقل من 1% من إجمالي 1.8 مليون برميل يوميًا تنتجها مصافي التكرير التابعة لبيمكس حاليًا.
وجرت العادة أن تبدأ مصافي تكرير النفط العمل تدريجيًا، لكن حكومة الرئيس الحالي تعمل على الترويج لتحقيق تقدم كبير في أولميكا؛ لأغراض انتخابية.
وتحافظ مرشحة حزب حركة التجديد الوطني، الذي يتزعمه لوبيز أوبرادور (مورينا) كلوديا شينباوم، على تقدم قوي على منافسها الرئيس في استطلاعات الرأي.
موضوعات متعلقة..
- المكسيك تكتفي ذاتيًا من المشتقات النفطية في 2024.. رغم ديون بيمكس
- بيمكس المكسيكية تستعد للخروج من أزمة الديون خلال 2023
- الخلاف حول سياسات الطاقة بين المكسيك وأميركا.. ما سيناريوهاته؟ وكيف ينتهي؟
اقرأ أيضًا..
- 471 مشروع نفط وغاز جديدة في أفريقيا خلال 5 سنوات.. دولتان عربيتان بالقائمة
- مصر تخطط لإغلاق 12 محطة كهرباء
- صادرات الغاز المسال العالمية في أبريل.. أميركا تفقد الصدارة وهذا ترتيب الجزائر وعمان