حوادث الرياح البحرية في بريطانيا أعلى 4 مرات من النفط والغاز (دراسة)
أسماء السعداوي
وجد باحثو جامعة ستراثكلايد في إسكتلندا أن معدلات إصابة العاملين بمحطات الرياح البحرية في بريطانيا تفوق بـ4 مرات قطاع النفط والغاز في بحر الشمال.
وبحسب نتائج الدراسة التي استهدفت تقييم عوامل السلامة وسبل تحسينها، من المتوقع أن يتزايد خطر التعرض لمثل تلك الحوادث المميتة في السنوات المقبلة، بسبب نمو القطاع وتطور التقنيات مثل استعمال توربينات الرياح العائمة، ما ينتج أخطارًا جديدة وغير متوقعة.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تعوّل حكومة المملكة المتحدة على قطاع الرياح البحرية والطاقة المتجددة عمومًا، للإسهام في هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ومنذ عام 2014، سجلت الدراسة 30 واقعة استجابة للطوارئ سنويًا صُنفت 40% منها "حوادث محتملة".
حوادث الرياح البحرية في بريطانيا
يقول المؤلف الرئيس للدراسة وباحث الدكتوراة في جامعة ستراثكلايد ديفيد رويل، إن معدل الإصابات داخل قطاع الرياح البحرية في انخفاض، لكنه ما زال "أعلى بكثير" من صناعة النفط والغاز.
وأوضح قائلًا: "تواجه الرياح البحرية بعض التحديات الفريدة بسبب الطقس القاسي وتحديات الوصول إلى التوربينات، وهي -أيضًا- صناعة شابة تنمو وتتغير سريعًا".
وأضاف: "عمل الرياح البحرية شاق ويتضمن النقل من السفن إلى التوربينات والتسلق والتحرك داخل مساحات ضيقة لإجراء أعمال الصيانة".
كما يشمل أخطار التوربينات العائمة، احتمالات الإصابة بدوار البحر وأعمال الصيانة المرتبطة بالمصاعد وسحب التوربينات إلى الشاطئ.
ومع توسع القطاع إلى مواقع أعمق ونائية، سيكون هناك مزيد من الضغط على أدوات الاستجابة للطوارئ، ولذلك يتعين -بحسب الدراسة- استثمار المزيد من قدرات البحث والإنقاذ، بحسب تقرير لمنصة إنرجي فويس (energy voice).
يأتي ذلك وسط تقديرات بارتفاع عدد عمليات نقل طواقم العمل البحرية من 180 ألفًا سنويًا في 2022 إلى ما يتراوح بين 300 ألف و350 ألفًا بحلول عام 2030.
وكانت إدارة الصحة والسلامة (HSE) قد أصدرت إخطارين مؤخرًا لشركات تعمل بقطاع الرياح البحرية بعد تكرار حوادث أسفرت عن إصابات خطيرة، وكان إحداها مرتبطًا بممرات النقل بين سفن الخدمة والتوربينات.
صناعة النفط والغاز في بحر الشمال
يقول المؤلف الرئيس للدراسة ديفيد رويل، إن صناعة النفط والغاز في بحر الشمال ناضجة، وتعلّم القائمون عليها من حوادث كبرى لإرساء أنظمة إدارة سلامة قوية.
في المقابل، أشار مدير إدارة الصحة والسلامة في هيئة أوفشور إنرجي يو كيه (OEUK) غراهام سكينر، إلى اختلافات في ظروف التشغيل بين صناعة الرياح البحرية والنفط والغاز، موضحًا أن عمال الرياح البحرية يعملون في بيئة ومرافق وإسعافات أولية متباينة.
وإذ يمكن لمطوري الرياح تبني بعض إجراءات السلامة التي تعتمدها صناعة النفط والغاز، إلا أنهم سيظلون بحاجة إلى ضمان أن تتناسب السياسات الجديدة مع ظروف القطاع.
ما الحل؟
لتحسين السلامة بصناعة الرياح البحرية، على القطاع استقاء الدروس من شركات النفط والغاز في بحر الشمال، وفق رويل.
وأشار ديفيد رويل إلى أن الرياح البحرية لا تواجه الأخطار نفسها في صناعة النفط والغاز، لكن استمرار النمو وتزايد أعداد العاملين بحرًا يهدد بوقوع حوادث محتملة خطيرة.
وفي هذا الصدد، يمكن استعمال بيانات السلامة مثل تلك الخاصة بصناعة النفط في النرويج التي تتضمن تحليلات إحصائية لبيانات الحوادث والمؤشرات الرئيسة ومقابلات على الأرض.
ودعا رويل إلى تطوير القوانين المرتبطة بالسلامة داخل صناعة الرياح البحرية في بريطانيا، إلى جانب تحسين قطاع التدريب.
ولفت إلى محاولة النرويج وأستراليا لاعتماد تشريعات سلامة خاصة، منتقدًا الحكومة التي "لا تتجه إلى التدخل من دون وقوع حادث ضخم يلفت الأنظار".
وأشار إلى أن إدارة الصحة والسلامة نشطة للغاية في القطاع، لكنها تمتلك موارد محدودة، ومن جهودها إعلان تطبيق نظام استرداد التكاليف الذي يسمح بإجراء المزيد من عمليات التفتيش.
معدل إصابات أعلى!
لم يتفاجأ مسؤولو الاتحاد العام للنقابات (GMB) بنتائج الدراسة التي ربما تشير إلى "غيض من فيض" الحوادث الحقيقية.
وتوقع كبير المنظمين في إسكتلندا غراي كوك، أن يكون معدل الإصابات في صناعة الرياح البحرية في بريطانيا أعلى مما ذكرته الدراسة بسبب "فشل الكثير من الدول في تقديم بيانات موثوقة بشأن الحوادث".
وقال كوك، إن الدراسة "تذكير صارخ" بالحاجة إلى تحرك النقابات من أجل سلامة العاملين.
كما أن التشريعات التي تحمي العاملين في قطاع النفط والغاز البحري طُورت بالشراكة مع العمل قبل سنوات، لكن "يجب أن تبدأ مناقشات حول طاقة الرياح بصورة عاجلة"، بحسب كوك.
ولفت إلى أن الاندفاع نحو مصادر الطاقة المتجددة سمح للكثير من الشركات بالمخاطرة بسلامة وأرواح العمال.
كما قال المتحدث باسم نقابة السكك الحديدية والنقل البحري والبري، إن رؤساء قطاع الرياح البحرية يهتمون أكثر بتحقيق أرباح على حساب سلامة العمال.
وطالب بتحسين الأجور وظروف العمل وسن تشريعات سلامة محددة تتضمن إرشادات واضحة للعمل في صناعة الرياح البحرية في بريطانيا.
موضوعات متعلقة..
- رولز رويس تضرب الأحلام النووية لبريطانيا وتجمد مشروع مفاعلات
- احتجاز الكربون من الغلاف الجوي أساس لتحقيق أهداف المناخ في بريطانيا (تقرير)
- مشروع تصدير الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا يجذب شركة جديدة
اقرأ أيضًا..
- نفط جنوب السودان في مأزق.. وجدل حول صفقة إماراتية بـ13 مليار دولار
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط خلال 2024
- وزير مجري يتهم أوروبا بالنفاق.. أكبر مشترٍ لنفط وغاز روسيا
- نقص إمدادات النحاس يهدد أهداف السيارات الكهربائية.. والأسعار تسجل مستوى قياسيًا