التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية: انخفاض أسعار المعادن الحيوية يهدد الاستثمارات الجديدة

زيادة الإنفاق ضرورة لتلبية الطلب على المعادن المهمة في تحول الطاقة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

انخفضت أسعار المعادن الحيوية المستعملة في تقنيات الطاقة النظيفة بوتيرة حادة خلال 2023، وفق تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية، واطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

على الرغم من أن انخفاض أسعار المعادن المهمة في تحول الطاقة، خلال العام الماضي، كان بمثابة نعمة للمستهلكين وتعزيز القدرة على تحمل التكاليف؛ فإنه شكّل -أيضًا- رياحًا معاكسة للاستثمارات الجديدة الضرورية لزيادة المعروض، بحسب تحذير الوكالة الدولية التي تتخذ من باريس مقرًا لها.

وخفت الضغوط في عام 2023 على سوق المعادن الحيوية التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية وغيرها من تقنيات الطاقة النظيفة، مع تجاوز المعروض الطلب المتزايد، لكن ما زالت هناك حاجة إلى استثمارات إضافية كبيرة لتحقيق أهداف الطاقة والمناخ في العالم.

وانخفضت قيمة سوق المعادن الحيوية بنحو 10% خلال العام الماضي، لتصل إلى 325 مليار دولار مع التراجع الحاد في الأسعار، وفق التقرير، الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

انخفاض أسعار المعادن المهمة

جاء انخفاض أسعار المعادن الحيوية في 2023 لتعود إلى مستويات ما قبل وباء كورونا، بعد عامين من الزيادات الكبيرة، خاصة العناصر المستعملة في صناعة البطاريات؛ إذ تراجع سعر الليثيوم بنسبة 75% وانخفضت أسعار الكوبالت والنيكل والغرافيت بنسب تتراوح بين 30% و45%؛ ما ساعد على انخفاض أسعار البطاريات بنحو 14%.

جاء ذلك في تقرير آفاق المعادن الحيوية العالمية لعام 2024، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة 17 مايو/أيار 2024، ويركز على الطلب والمعروض في هذا القطاع، خاصة الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت والغرافيت والمعادن الأرضية النادرة.

ورغم الرغم من استمرار زيادة الطلب؛ فإن الارتفاع الكبير في المعروض العالمي من هذه المعادن الحيوية شكّل ضغوطًا على الأسعار.

وأدّى ذلك إلى تباطؤ نمو الاستثمارات الجديدة في سوق المعادن الحيوية إلى 10% خلال العام الماضي، مقارنة بزيادة كبيرة بلغت 30% خلال عام 2022، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ونما الإنفاق على استكشاف المعادن المهمة لتحول الطاقة بنسبة 15% في عام 2023، وسجّلت كندا وأستراليا أكبر الزيادات، تليهما أفريقيا، في حين سجّل الإنفاق على الليثيوم -بصفة خاصة- زيادة كبيرة بنسبة 80% على الرغم من ظروف السوق الصعبة، يليه البلاتين والنيكل.

الرسم التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يرصد قائمة أكبر 10 دول لديها شركات تمتلك مناجم المعادن الحيوية:

أكبر 10 دول لديها شركات تمتلك مناجم المعادن الحيوية

الطلب والمعروض على المعادن الحيوية

من المتوقّع أن تواجه صناعة السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية نقصًا في المعادن المهمة حال عدم إجراء المزيد من الاستثمارات في مشروعات مثل المناجم الجديدة وإعادة التدوير.

وأكد ذلك المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، قائلًا: "إن الوصول الآمن والمستدام إلى المعادن الحيوية أمر ضروري للتحول السلس والميسور التكلفة إلى الطاقة النظيفة"، مضيفًا: "شهية العالم لتقنيات مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والبطاريات تنمو بسرعة، ولكن لا يمكننا إشباعها دون إمدادات موثوقة ومتوسعة من المعادن الرئيسة".

ومن المفترض استثمار نحو 800 مليار دولار في مجال التعدين حتى عام 2040 من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، وقد يزيد هذا الرقم بنحو الثلث، دون الإقبال القوي على إعادة التدوير.

وترى وكالة الطاقة الدولية أن المعروض العالمي الحالي المتوقّع من الليثيوم سيُلبي 50% فقط من الطلب العالمي بحلول عام 2035، في حين أن موارد النحاس ستلبّي ما يزيد قليلًا على 70% من الطلب بحلول ذلك الوقت.

في المقابل، تبدو إمدادات المعادن الأخرى أكثر توازنًا، حال تنفيذ المشروعات في الموعد المحدد لها، إلا أن التركيز الجغرافي لغالبية المعادن يظل تحديًا عالميًا، مع احتفاظ الصين بمكانة قوية للغاية في قطاع التكرير والمعالجة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق