قطر للطاقة تنجح في تسويق 25 مليون طن غاز مسال من توسعة حقل الشمال
نجحت شركة قطر للطاقة في تسويق وبيع 25 مليون طن من الغاز المسال من خلال عقود مستقبلية طويلة الأجل، ضمن خطّتها لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
قال وزير الدولة لشؤون الطاقة، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة قطر للطاقة سعد الكعبي، اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار، إن الشركة تستهدف تسويق المزيد من المبيعات في اتفاقات طويلة الأجل هذا العام، لتلبية الطلب العالمي المتزايد.
وشدد الكعبي خلال مداخلة بمنتدى قطر الاقتصادي، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على أنه ستكون هناك دائمًا حاجة "ماسّة" للغاز، ومن خلال الشراكة مع الشركات الأخرى تستهدف قطر زيادة إنتاجها من الغاز المسال بنحو 60 مليون طن سنويًا.
ومن شأن توسعة حقل الشمال أن يرسّخ مكانة شركة قطر للطاقة بصفتها أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ يتضمّن المشروع 8 خطوط للغاز المسال من شأنها زيادة قدرة قطر على تسييل الغاز من 77 مليون طن سنويًا إلى 142 مليون طن سنويًا.
ويمتدّ حقل الشمال، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، تحت مياه الخليج حتى الأراضي الإيرانية، ويضمّ نحو 10% من احتياطات الغاز الطبيعي المعروفة في العالم، بحسب تقديرات "قطر للطاقة".
مبيعات الغاز القطري
قال الوزير الكعبي حول العقود الجديدة التي تعتزم قطر للطاقة إبرامها: "الأمر يتعلق فقط بالاتفاق على الشروط والأحكام والأسعار"، مضيفًا: "أعتقد أن هناك طلبًا كبيرًا، سواء كان من آسيا أو من أوروبا".
وأضاف خلال مداخلته في منتدى قطر الاقتصادي: "أعتقد أنه حتى أوروبا تدرك الآن أن عليها القيام بشيء مختلف لضمان الإمدادات الطويلة الأجل".
وتعدّ قطر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الغاز المسال في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.
وتشكّل الدول الآسيوية (الصين واليابان وكوريا الجنوبية في المقدمة) السوق الرئيسة للغاز القطري، لكن العديد من الدول الأوروبية بدأ السعي للحصول على حصص من إمدادات الدوحة منذ الحرب الروسية الأوكرانية، في إطار مساعي التحول بعيدًا عن الغاز الروسي.
وفي الأشهر الأخيرة، أبرمت قطر عقودًا للإمداد بالغاز الطبيعي المسال مع عدد من مجموعات الطاقة العالمية، بينها "توتال" الفرنسية و"شل" البريطانية و"بترونت" الهندية و"سينوبك" الصينية و"إيني" الإيطالية.
مشروعات قطر
أوضح "الكعبي" أن بلاده كانت من الدول الأولى التي بدأت بإجراءات الدراسات البحثية والاستكشافية، وستكون هناك الكثير من المشروعات في قطر وموزمبيق من خلال شركاتها مع شركتي توتال إنترجي وإكسون موبيل.
وبيَّن أن خطط التوسعة في حقول الغاز القطرية من حيث الإنشاءات والبنية التحتية تسير "على أحسن ما يرام"، مؤكدًا عدم وجود مشكلة في بيع مصادر الطاقة القطرية، إذ يجري الاتفاق على الشروط والأسعار، كما أن بلاده لديها معايير خاصة في اختيار شركائها تستند إلى الشفافية والربحية للجميع.
ولفت وزير الطاقة إلى أن السبب الرئيس لارتفاع حجم الطلب على النفط والغاز يتمثل في زيادة النمو الاقتصادي، والتعداد السكاني، مشيرًا بأن الغاز والمشتقات النفطية سوف تُستعمل في العقود القادمة، جنبًا إلى جنب مع البدائل الطبيعية.
تحول الطاقة
من جهة أخرى، أكد المشاركون في منتدى قطر الاقتصادي أهمية التحول الطاقي، والاعتماد على تقنيات تكنولوجية متقدمة من شأنها أن تعزز من كفاءة وجدوى حلول الطاقة، وتسهم في معالجة البصمة الكربونية، وتنقل الاقتصاد العالمي إلى الحياد الكربوني، والحدّ من المخاطر المناخية، وتجنّب كوارث غير متوقعة، قد تنتج عن الانبعاثات الهائلة.
وطالب المشاركون في جلسة "تمويل التحول إلى الصفر" باستحداث برامج تمويلية وصناديق مالية، وإعادة توجيه رؤوس الأموال نحو خفض البصمة للقطاعات الصناعية المسبّبة لغازات الدفيئة، ودعم مساعي التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة.
وسلّط المشاركون الضوء على مدى حاجة العالم إلى حلول جذرية لمعالجة الواقع المناخي الجديد، وكيفية إزالة مخاطر المشروعات، والآليات المناسبة لإعادة أهداف الحياد الكربوني إلى مساره الصحيح، وطرق تعزيز التعاون بين المستثمرين وقادة الأعمال المستدامة للقيام بذلك.
وشددوا على ضرورة دعم الاستثمارات التقنية والابتكارية في هذا المجال، لسدّ الفجوة ونشر التكنولوجيات المتقدمة على نطاق واسع، بهدف التغلب على التحديات والمخاطر، التي قد توقف سير عملها، فضلًا عن تنشيط التعاون بين أطراف العلاقة.
كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد افتتح صباح اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار النسخة الرابعة من منتدى قطر الاقتصادي، بالتعاون مع بلومبرغ، الذي يُعقَد تحت شعار "عالم متغير - اجتياز المجهول".
وشدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، في افتتاح المنتدى، على مواصلة الحكومة استثمارها في مجال الطاقة، إذ ستكون قطر بحلول عام 2030 وبفضل مشروع توسعة حقل الشمال، قد أكملت توسعتها في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، مما سيرفع إجمالي الإنتاج إلى 142 مليون طن سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة تقترب من استلام أولى ناقلات الغاز المسال بأسطولها الضخم
- بعد اكتشاف 11 مليار برميل نفط.. قطر للطاقة تقترب من دخول غايانا
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز.. السعودية ومصر في القائمة (إنفوغرافيك)
- التنقيب عن النفط والغاز في شمال أفريقيا.. خطوات جديدة لـ4 دول عربية
- أول فيديو من محطة كهرباء تهدارت المغربية.. وقصة مقاومة وقف الغاز الجزائري