التقاريرتقارير السياراتتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةسياراتمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

نقص إمدادات النحاس يهدد أهداف السيارات الكهربائية.. والأسعار تسجل مستوى قياسيًا

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

يمثّل نقص إمدادات النحاس عائقًا أمام تحقيق أهداف اعتماد السيارات الكهربائية بنسبة 100% بحلول منتصف العقد المقبل (2035)، ويقوّض جهود الحياد الكربوني المستهدف بحلول 2050.

ويحتاج التحول الكامل للسيارات الكهربائية إلى معدلات غير مسبوقة من إنتاج النحاس، إلى إضافة مناجم جديدة بنسبة 55%، أكثر مما هو متوقع بالفعل، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وبالنظر إلى السياسات الحالية، فإنه من غير المرجّح إلى حدّ كبير أن يكون هناك ما يكفي من المناجم الجديدة الإضافية لتحقيق التحول الكامل المستهدف للسيارات الكهربائية بحلول 2035، بسبب نقص إمدادات النحاس.

وارتفعت أسعار النحاس منذ بداية 2024، بنسبة 29%، وتجاوزت العقود الآجلة للنحاس في بورصة نيويورك 5 دولارات للرطل خلال تعاملات اليوم 15 مايو/أيار 2024، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

عرقلة انتشار السيارات الكهربائية

تتطلب بطاريات السيارات الكهربائية إمدادات ضخمة من النحاس، التي لو استُعملت بالكامل في كهربة المركبات فإنه لا يمكن تلبية التزايد المفرط في احتياجات الكهرباء عالميًا، بحسب تقرير حديث صادر عن منتدى الطاقة الدولي "IEF".

ويفرض نقص إمدادات النحاس على الحكومات أن تتجه لاتخاذ إجراءات تحفيزية لدعم مشروعات المناجم الجديدة، وجعل أهداف التحول إلى السيارات الكهربائية بنسبة 100% قابلة للتنفيذ، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويحتاج العالم إلى إنتاج المزيد من النحاس في الأعوام الـ30 المقبلة بكمية أكبر من المنتجة تاريخيًا حتى الآن، من أجل الاستجابة لمتطلبات التحول إلى السيارات الكهربائية.

وبلغ إجمالي إنتاج مناجم النحاس عالميًا 22 مليون طن متري في عام 2023، ارتفاعًا من 16 مليون طن متري عام 2010، مع توقعات أن يصل الإنتاج إلى 30 مليون طن عام 2036، لكن هذا الارتفاع أقل بكثير من الزيادة المتوقعة في الطلب، بحسب شركة تحليل البيانات "ستاتيستا".

وبحسب التقرير، فإن الاحتياجات الضخمة لمعدن النحاس في صناعة السيارات الكهربائية تواجه منافسة ضخمة مع تزايد الطلب على الكهرباء في العديد من الدول.

مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في اليابان
مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في اليابان - الصورة من The Japan Times

الطلب على النحاس

من الممكن أن يؤدي الطلب المتزايد على النحاس في تصنيع السيارات الكهربائية إلى زيادة سعره بشكل كبير -مثلما يحدث حاليًا-، وهو ما قد يؤثّر في تقدّم الصناعة في البلدان النامية.

ويؤثّر نقص إمدادات النحاس في عمليات توليد الكهرباء وتخزينها وتوزيعها، التي لها دور حيوي في تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتستعمل صناعة السيارات الكهربائية كمية من النحاس تعادل 60 كيلوغرامًا أكثر ما تتطلبه المركبات الهجينة والسيارات التي تعمل بالبنزين بـ29 و24 كيلوغرامًا على الترتيب؛ ولذلك فإن التحول إلى السيارات الهجينة سيكون له تأثير طفيف في الطلب على النحاس، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وسجلت السيارات الكهربائية والهجينة نتائج مماثلة فيما يتعلق بتأثيرها بصحة الإنسان عبر تلوث الهواء المرتبط بتصنيعها والتخلص منها، وإنتاج وتوزيع الوقود أو الكهرباء، وانبعاثات العوادم، وفق تقرير صادر من المجلس الأميركي للاقتصاد الموفر للطاقة (American Council for an Energy-Efficient Economy) في فبراير/شباط 2024.

أسباب نقص إمدادات النحاس

استعرض تقرير منتدى الطاقة الدولي توقعاته بزيادة كبيرة في تعدين النحاس على مدار الـ32 عامًا المقبلة، مشيرًا إلى أن العالم سيحتاج إلى إنتاج نحاس بنسبة 115% أكثر مما أُنتِج في أيّ وقت من التاريخ حتى عام 2018.

ومن العوائق التي تتسبب في نقص إمدادات النحاس، قلة أراضي التعدين وانخفاض معدلات اكتشاف مناجم النحاس، والحاجة إلى مدة زمنية تصل إلى 23 عامًا لدخول المناجم مرحلة الإنتاج، والإجراءات الخاصة بتصاريح التعدين، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

عامل داخل أحد مناجم النحاس في تشيلي
عامل داخل أحد مناجم النحاس في تشيلي - الصورة من Bloomberg

وتوقّع التقرير ارتفاع المعروض من النحاس بنسبة 82% بحلول عام 2050، ليصل إلى ذروته في عام 2086، ثم ينخفض بشكل حادّ، لكن ذلك سيسبقه انخفاض في الإمدادات بحلول 2026.

وقدّم التقرير توصياته بضرورة الاهتمام بالتعدين وتشجيع التنقيب عن مناجم النحاس وتطويرها على النحو الأمثل، خاصة مع تردد الحكومات حاليًا في منح التصاريح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق